* قوله: "أم أهله" : أي: أم ورثه أهله; هذا الكلام يدل على أن الإرث متحقق لا محالة، والتردد إنما هو في الوارث، وهذا في إرث المال عند
[ ص: 30 ] nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - غير صحيح، وإن كانت فاطمة - رضي الله تعالى عنها - ما أرادت إلا إرث المال على حسب اعتقادها، فحمله nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر على إرث العلم، فأجاب على وفق ذلك بقوله:
* "لا، بل أهله" : أي: لا أنا ورثت وحدي، بل ورثه أهل إرثه الذين هم أهل العلم عموما، وأنا من جملتهم، وحمل كلام المتكلم على خلاف مراده، والجواب على وفق ذلك باب من أسلوب الحكيم مشهور في العربية، وقصة قبعثري الشاعر مع الحجاج في هذا الباب معروفة غنية عن البيان، على أن الحديث ضعيف، قيل: قال الذهبي في "تاريخ الإسلام": هو حديث منكر، وأنكر ما فيه قوله: "لا بل أهله"، انتهى.
قلت: فإنه خلاف المعروف في "الصحيح" وغيره، والحديث قد رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في "الخراج" بدون هذه الزيادة، وفي إسناده محمد بن فضيل، صدوق رمي بالتشيع، والوليد بن جميع صدوق يخطئ.
* "طعمة" : - بالضم - : شبه الرزق، يريد به: الفيء وغيره.
* "جعله للذي يقوم من بعده" : أي: جعل التصرف فيه له; بأن يصرفه في مصارفه.
* "في المسلمين" : أي: في حوائجهم التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصرف فيها. والحاصل: أن تركة النبي لا تورث، وبهذا تبين أن معنى "بل أهله": ما ذكرنا.