[ ص: 314 ] * قوله: "ما أقلت الغبراء": أي: ما حملت الأرض.
* "ولا أظلت الخضراء": أي: السماء.
* "من رجل": "من" زائدة في النفي، وهذا مفعول للفعلين على سبيل التنازع، وليس المراد أنه فاضل في الصدق على غيره، حتى الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بل المراد: أنه بلغ في الصدق نهايته، والمرتبة الأعلى منه؛ بحيث لم يكن أحد يفضل عليه في وصف الصدق، وهو لا يمنع المساواة، وهذا مبني على أن المساواة في وصف الصدق مع الأنبياء جائزة، ولا بعد فيها عقلا، أو المراد: أنه لا يزيد عليه أحد من جنسه في الصدق، وأما الأنبياء، فلا كلام فيهم، بل هم معلوم مرتبتهم.
وقيل: قاله على سبيل المبالغة، ولم يرد أنه أصدق من كل على الإطلاق، أو هو مخصوص بغير الأنبياء، ومن هو أفضل منه من الصحابة.
وقيل: المراد: أنه لا يذهب إلى التورية والتعاريض في الكلام، ولا يسامح الناس في الحق، بل يقول الحق وإن كان مرا كما يحكى من أحواله - رضي الله تعالى عنه - والله تعالى أعلم.