* قوله: "ولا يفر إذا لاقى": أي: العدو، وظاهر اللفظ أن هذه الجملة عطف على جملة "يصوم يوما" ولا شك أن جملة "يصوم. . . إلخ " مسوقة لبيان صوم داود بعد الإخبار عنه بأنه أفضل الصيام، كأن سائلا قال: كيف كان صوم داود؟ فقال: "كان يصوم. . . إلخ" وهذه الجملة لا تصلح لذلك ظاهرا، فإما أن يقال: المراد بالصوم: مطلق الصبر، وكف النفس وإمساكها على خلاف ما تشتهيه وتهوى؛ أي: أفضل الصبر صبر داود؛ حيث كان يصبر على أشد الصيام، وفي أشد المعارك.
وإما أن يقال: إن هذه الجملة اعتراض في آخر الكلام عند من جوز وقوع [ ص: 321 ] الاعتراض في الآخر، والواو اعتراضية، ووجه ذكر الاعتراض: أن مداومة داود على هذا النوع من الصوم الذي هو أشد الصيام على النفس ربما توهم ضعفه، فدفع ذلك الوهم ببيان أنه مع ذلك في غاية من الشجاعة، والله تعالى أعلم.