* قوله: " ينجيه ": من الإنجاء أو التنجية; أي: يستقبل عمله بإنجائه من العذاب من غير حاجة إلى رحمة العزيز الوهاب، والمقصود: أن كل أحد يحتاج [ ص: 94 ] إلى رحمته تعالى ومغفرته، ولا أحد يستغني بعمله عنهما، كيف وهو في عمله أولا يحتاج إلى توفيقه تعالى، وثانيا في القبول إلى رحمته، ثم هو لا يفي بأداء شكره في مقابلة بعض نعمه الدنيوية، فكيف يصلح سببا للنجاة من النيران، وللدخول في الجنان، بلا حاجة إلى رحمة الرحمن؟ وليس معنى الحديث: أنه لا حاجة إلى العمل، وأنه لا ينفع أصلا، بل معناه أن المرء معه يحتاج إلى الرحمة كما قلنا، ولذلك قال:* " إلا أن يتغمدني ": أي: لا ينجيني عملي في وقت إلا وقت أن يتغمدني الله، فينجيني العمل حينئذ، والله تعالى أعلم .