* قوله: " إنما أنا لكم مثل الوالد ": أي: أعلمكم كما يعلم الوالد لولدهما يحتاج إليه مطلقا، ولا يبالي بما يستحيا بذكره، فهذا تمهيد لما يبين لهم من آداب الخلاء; إذ الإنسان كثيرا ما يستحيي من ذكرها، سيما في مجلس العظماء .
* " إذا أتيتم الغائط ": هو في الأصل: اسم للمكان المطمئن من الأرض، ثم اشتهر في نفس الخارج من الإنسان، والمراد هاهنا: هو الأول; إذ لا يحسن استعمال الإتيان في المعنى الثاني، وعلى هذا فالحديث لا يفيد نهي الاستقبال والاستدبار في البنيان .
* " عن الروث ": رجيع ذوات الحافر، وقيل: رجيع غير بني آدم. [ ص: 182 ] قلت: الأشبه أن يراد هاهنا: رجيع الحيوان مطلقا; ليشمل رجيع الإنسان، ولو بطريق إطلاق اسم الخاص على العام، ويحتمل أن يقال: ترك ذكر رجيع الإنسان; لأنه أغلظ، فيشمله النهي بالأولى. " والرمة ": - بكسر فتشديد ميم - : العظم البالي، ولعل المراد هاهنا: مطلق العظم، ويحتمل أن يقال: العظم البالي لا ينتفع به، فإذا منع عن تلويثه، فغيره بالأولى. " ولا يستطيب ": أي: وقال: ولا يستطيب، عطف على نهي، وهو نفي بمعنى النهي، والمعنى: لا يستنجي، وسمي الاستنجاء استطابة; لما فيه من إزالة النجاسة، وتطييب موضعها .