* قوله: " جدال في القرآن كفر ": كأن المراد: أن نوعا من الجدال، وهو المؤدي إلى الشك والتكذيب، كفر، ولهذا نكر، وصح وقوع النكرة مبتدأ، ويحتمل أن وقوعه مبتدأ بالنظر إلى قوله: "في القرآن"; لأنه إما صفة له، أو متعلق به، وعلى الوجهين يفيد التخصيص المسوغ لوقوعه مبتدأ. وقد جاء في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: nindex.php?page=hadith&LINKID=688040 "الجدال في القرآن كفر" بالتعريف، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود وغيره: "المراء في القرآن كفر"، فقيل: المراء: هو الشك; أي: الشك في كون القرآن كلام الله كفر، وقيل: هو الجدال لإيقاع الناس في الشك فيه، وهو أن يروم تكذيب القرآن بعضه ببعض; للقدح فيه. ومن حق الناظر في القرآن أن يجتهد في التوفيق بين الآيات، والجمع بين المختلفات ما أمكنه; فإن القرآن يصدق بعضه بعضا، فإن أشكل عليه شيء من ذلك، ولم يتيسر له التوفيق، فليعتقد أنه من سوء فهمه، وليكله على عالمه، وهو الله تعالى، ورسوله; كما قال تعالى: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول [النساء: 59]. وقيل: المراد: هو إنكار بعض قراءاته المتواترة. وقيل: هو الجدال في المتشابهات، ومسائل القدر ونحوها; فإنه يفضي إلى [ ص: 230 ] الكفر، دون البحث في الأحكام وأبواب التحليل والتحريم; فإن الصحابة قد تنازعوها فيما بينهم، وتحاجوا بها عند اختلافهم في الأحكام، ولم ينحرجوا من التناظر فيها وبها، وقد قال تعالى: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول [النساء: 59 ]، فعلم أن النهي منصرف إلى غير هذا الوجه، والله تعالى أعلم .