* " ثم اسحقوني ": قيل: روي "اسحكوني واسهكوني"، والكل بمعنى، وهو الدق والطحن .
* " ثم اذروني ": من ذرا يذرو، قال تعالى: تذروه الرياح [الكهف: 45 ]; أي: فرقوني. " في الريح ": أي: في يوم تشتد فيه الريح .
* " في البحر ": لتتفرق الأجزاء; بحيث لا يكون هناك سبيل إلى جمعها، فيحتمل أنه رأى أن جمعه يكون حينئذ مستحيلا، والقدرة لا تتعلق بالمستحيل، فلذلك قال:* " فوالله! لئن قدر علي ربي ": فلا يلزم أنه نفى القدرة، فصار بذلك كافرا، فكيف يغفر له؟ وذلك لأنه ما نفى القدرة على ممكن، وإنما فرض غير المستحيل مستحيلا فيما لم يثبت عنده أنه ممكن من الدين بالضرورة، والكفر هو الأول لا الثاني، ويحتمل أن شدة الخوف طيرت عقله، فلا التفات إلى ما يقول وما يفعل، وأنه هل ينفعه أم لا كما هو الشاهد في الواقع في مهلكة; فإنه قد يتمسك بأدنى شيء; لاحتمال أنه لعله ينفعه، فهو فيما قال وفعل في حكم المجنون. وأجاب بعض بأن هذا رجل لم تبلغه الدعوة، وهذا بعيد. [ ص: 279 ] * " ما عذبه أحد ": - بالرفع - فاعل ما عذب; أي: ما عذبه أحد غير الله، ويحتمل أنه - بالنصب - على أنه مفعول، وإن لم تكتب الألف معه، والفاعل ضمير يرجع إلى الله تعالى; أي: لم يعذب الله تعالى ذلك العذاب أحدا من خلقه .
* " أدي ": أمر من الأداء، والحديث الثاني قد سبق قريبا تحقيقه، والله تعالى أعلم .