* قوله : "وأقام الصلاة وصام رمضان": لعل ترك الزكاة والحج إما لعدم
[ ص: 35 ]
عمومها، أو لأن الحديث كان قبل افتراضهما، وكان من الرواة، والمراد: من فعل ذلك مع الاحتراز عن المحرمات، والمراد بقوله: "أن يدخله"؛ أي: ابتداء، وإلا فمطلق الدخول يكفي فيه الأيمان، ويحتمل أن المراد: مطلق الدخول، فذكر الصلاة والصوم لتعظيم شأنهما، والاهتمام بأمرهما، وبيان أنهما من الأيمان كالجزء الذي لا يرجى دخول الجنة بدونه، والمقصود: بيان عدم افتراض الهجرة والجهاد عينا، فلعل الحديث كان بعد نسخ الهجرة، أو لبيان أن دخول الجنة مطلقا لا يتوقف عليهما، والله تعالى أعلم.
* وقوله: "فإن حقا. . . إلخ "؛ ظاهره أن اسم "إن " نكرة مع كون الخبر كالمعرفة؛ لأن "إن" مع الفعل في حكم المعرفة عندهم، وقد قيل في جوابه: إنه على القلب، ولكن في البخاري: "كان حقا"، فلعل هذا من تصرفات الرواة.
* "للمجاهدين في سبيله"؛ أي: مع الكفرة، أو مع الشيطان والنفس، وحاصل الجواب: أنكم إذا أخبرتم بذلك، يصير سببا لترك الاجتهاد في صالح الأعمال والجهاد، وهو يؤدي إلى تفويت تلك الدرجات، فلا تخبروهم؛ ليحصلوا تلك الدرجات.