ثم خرج بمال أيضا، فوضعه في يد سارق، فأصبح أهل المدينة يتحدثون: تصدق على فلان السارق.
ثم خرج بمال أيضا، فوضعه في يد رجل غني، وقال: لو شئت لقلت:
لا يدري حيث وضعه.
فرجع الرجل إلى نفسه، فقال: وضعت صدقتي عند زانية، ثم وضعتها عند سارق، ثم وضعتها عند غني فأري في المنام: إن صدقتك قد قبلت، أما الزانية، فلعلها تعفف عن زناها، وأما السارق، فلعله يغنيه عن السرق، وأما الغني، فلعله يعتبر في ماله".
* قوله : "وقال: لو شئت": بالخطاب لنفسه، والمراد: تقدير أنه وضعه حيث لا يدري أنه المصرف أم لا؛ أي: لو قلت هذا، فإنك فيه صادق.
* قوله : "فرجع الرجل. . . إلخ ": فيه اختصار؛ أي: فحدث الناس أنه تصدق على غني، فظهر له أنه تصدق في غير مصرفه.
* "وضعت": بصيغة التكلم، ويحتمل الخطاب على بعد على أنه يخاطب نفسه ويلومها، والله تعالى أعلم.