* قوله : "ليس شيء أكرم على الله"؛ "أكرم" منصوب على أنه خبر "ليس"، و"على الله" بمعنى: عنده، والمراد: أكرم من بين العبادات القولية؛ لأن شرف كل شيء يعتبر في بابه، فلا يرد أن الصلاة أفضل العبادات البدنية، ولا يتوهم أنه مناف لقوله تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم [الحجرات: 13]، كذا قيل.
قلت: والإشكال بنحو: "أفضل الأذكار قول: لا إله إلا الله، وأحب الأذكار: سبحان الله" الحديث باق بعد، والقول بأن الذكر مندرج في الدعاء كما هو مقتضى بعض الأحاديث يقتضي انتفاء الفضل عليه، إلا أن يراد: ليس شيء من مطلق القول أكرم، فيصير حاصل الحديث: أن الذكر أكرم من مطلق القول، وهذا معنى لا يناسب متانة الكلام، فلعل المراد بقوله: أكرم: أسرع قبولا،
[ ص: 110 ]
وأنفذ تأثيرا، ويمكن أن يراد بالدعاء: الدعاء إلى الله تعالى، فيكون المعنى: أكرم الأعمال هو الهداية إلى الله التي هي وظيفة الرسل والعلماء النائبين عنهم، وهذا معنى صحيح، ولا يظهر فيه إشكال، فتأمل، والله تعالى أعلم.