قال: وكانت فاطمة - رضي الله عنها - تسأل nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك، وصدقته بالمدينة، فأبى nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر عليها ذلك، وقال: لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به، إني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ.
فأما صدقته بالمدينة، فدفعها nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إلى nindex.php?page=showalam&ids=8علي وعباس، فغلبه عليها nindex.php?page=showalam&ids=8علي، وأما خيبر وفدك، فأمسكهما nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - ، وقال: هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانتا لحقوقه التي تعروه، ونوائبه، وأمرهما إلى من ولي الأمر. قال: فهما على ذلك اليوم.
* قوله: "مما أفاء الله عليه" : أي: رد عليه من أموال الكفرة، وقيد إشارة إلى أنه كان حقيقا بتلك الأموال، إلا أن الكفرة غلبوا عليها، فرد الله تعالى منهم عليه. * "فغضبت. . . إلخ" : إن قلت: ما بال فاطمة - رضي الله تعالى عنها - غضبت بعدما سمعت الحديث; قلت: ما يمكن أن يكون ذاك يمنع الإرث بعد سماع الحديث، بل لعل ذاك بعدم إعطاء nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر شيئا إياها تكرما وإحسانا; إذ مقتضى ما كان بينهم من المحبة أنه إذا جاء أحدهم إلى الآخر يطلب شيئا بسبب، فإن لم يكن هناك ذاك السبب، فليعطه ذلك الشيء بسبب آخر.
فإن قلت: فما بال nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - ما فعل كذلك; قلت: قد
[ ص: 45 ] ذكر nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر أن مقصوده أن يفعل في المال ما فعله فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى أن ذلك أهم، بل خاف الضلال على تركه.
فإن قلت: كيف صح منع الإعطاء بعد أن ظهر تأذيها بالمنع، وقد جاء: nindex.php?page=hadith&LINKID=666174 "من آذى فاطمة فقد آذاني"؟ قلت: معلوم أن الحديث فيمن يقصد إيذاءها، وأما من قصد إصلاحا، فاتفق في ضمن ذلك تأذيها بحكم البشرية، فذاك لا يسمى إيذاء، ولا هو مندرج في الحديث، وهذا ظاهر عند من له عقل، وقد بسطنا في هذا في "حاشية الصحيحين".
* "فهجرت" : لا بمعنى ترك السلام بعد الملاقاة الذي جاء النهي عنه فوق ثلاث، بل بمعنى ترك الاهتمام بالملاقاة، والاحتراز عنها قصدا.
* "أن أزيغ" : أي: أميل من الحق إلى الباطل.
* "فدفعها nindex.php?page=showalam&ids=2عمر" : تطييبا لقلوبهما، مع اشتراط ألا يفعلا فيها إلا ما فعل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.