وبالت، ثم عادت فأكلت، فمن أخذها بحقها، بورك له فيه، ومن أخذها بغير حقها، لم يبارك له، وكان كالذي يأكل ولا يشبع".
قال عبد الله: قال أبي: قال سفيان: وكان nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش يسألني عن هذا الحديث.
* قوله : " إن أخوف ما أخاف عليكم": اسم التفضيل للمفعول كأشهر.
* "ما يخرج الله"؛ أي: يفتح عليكم.
* "من نبات الأرض"؛ أي: مما يخرج منها من جواهرها.
* "وزهرة الدنيا ": بفتح فسكون؛ أي: زينتها.
* "أويأتي الخير"؛ أي: المال خير؛ لقوله تعالى: إن ترك خيرا [ البقرة: 180]
* وقوله: وإنه لحب الخير لشديد [ العاديات: 8]، سيما إذا كان من جهة فتح البلاد على المسلمين، فكيف يترتب عليه الشر حتى يخاف منه؟
* "بهر"؛ بضم فسكون: ما يعتري الإنسان عند السعي الشديد والعدو من تتابع النفس.
* "إلا خيرا "؛ أي: تحقيق العلم.
* "إن الخير لا يأتي"؛ أي: الخير الصرف لا يأتي إلا بالخير، والمال ليس كذلك، بل هو مما يمازجه شر من جهة التحصيل والصرف، أو المراد: أن الخير لا يأتي إلا بالخير، والشر ها هنا ما جاء من قبل المال، وإنما جاء من جهة ما قارنه من جهة العبد في تحصيله وصرفه.
* "خضرة حلوة"؛ أي: مرغوبة؛ من جهة الزينة واللذة، فيقارنها الإفراط في تحصيلها، وصرفها، فيؤدي ذاك إلى الهلاك.
* "الربيع"؛ قيل: هو الفصل المشهور بالإنبات، وقيل: هو النهر الصغير المنفجر عن النهر الكبير.
[ ص: 357 ]
* "حبطا": بفتحتين مع إهمال الحاء؛ أي: انتفاخا.
* "أو يلم": بضم ياء وكسر لام؛ من الإلمام، أي: يقرب من القتل.
* "إلا آكلة الخضر": كلمة "إلا" استثنائية، و"الآكلة" بمد الهمزة، و"الخضر" بفتح خاء معجمة وكسر ضاد معجمة، قيل: نوع من البقول ليس من جيدها وأحرارها، وقيل: هو كالصيف اليابس، والاستثناء منقطع، أي: لكن آكلة الخضر تنفع بأكلها، فإنها تأخذ الكلأ على الوجه الذي ينبغي، وقيل: متصل مفرغ في الإثبات؛ أي: يقتل كل آكلة إلا آكلة الخضر.
والحاصل: أن ما ينبته الربيع خير، لكن مع ذلك يضر إذا لم تستعمله الآكلة على وجهه، وإذا استعمل على وجهه، لا يضر، فكذا المال، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.