* قوله : "لا حليم إلا ذو عثرة "؛ أي: إلا من وقع في خطيئة فأحب سترها والعفو عنه، فيظهر له بذلك مقدار العفو عن الناس؛ فإنه يحلم ويعفو مهما
[ ص: 366 ]
أمكن، فيصير حليما إن لم يكن الحلم له غريزة، ويكمل حلمه إن كان غريزة. وقيل: المعنى لا يوصف المرء بالحلم حتى يركب الأمور، فيعثر فيها، فيعرف مواضع الخطأ، فيتجنبها، ورد بأن هذا المعنى رجع إلى التجربة، فلا يظهر لتخصيص التجربة بالحكيم وجه، فالمعنى الأول أقرب.
ثم هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث دراج عن أبي الهيثم، وقال: حسن غريب.
وفي "المقاصد الحسنة": أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في "مستدركه" من حديث دراج عن أبي الهيثم، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
قال السيوطي في "حاشية nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي": هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدين القزويني على "المصابيح"، وزعم أنه موضوع، وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: أبو الهيثم وثقه ابن معين، ولم يتكلم فيه، وأما دراج، فقد انفرد عنه بنسخة كبيرة، هذا الحديث منها، وهو مما أنكر عليه، وقد وثقه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين في رواية عنه، فاعترض عليه الرازي فقال: ما هو بثقة ولا كرامة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير، ولينه وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي: ليس بالقوي، ومع ذلك أخرج له في "سننه" كثيرا، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي حسن هذا الحديث، مع تفرده به، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود: وحديثه مستقيم.
وحاصل الأمر أن هذا من أول درجات الحسن، وهو ضعيف ضعفا محتملا، وأما أن يقول: إنه موضوع، فلا، انتهى.