صفحة جزء
2105 - وقد حدثنا فهد ، قال : ثنا ابن الأصبهاني ، قال : أنا شريك ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنهما : أي قراءة تقرأ ؟

قلت : القراءة الأولى قراءة ابن أم عبد ، فقال : هي القراءة الآخرة . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض عليه القرآن في كل عام ، قال : أراه ، قال : في كل شهر رمضان ، فلما كان العام الذي مات فيه ، عرضه عليه مرتين ، فشهد عبد الله ما نسخ وما بدل
.

فهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قد أخبر أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حضر قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن مرتين ، في العام الذي قبض فيه ، فعلم ما نسخ وما بدل .

فإن كان في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب ما قد دل على أن أبيا قد علم ما فيه من السجود من القرآن ، حتى صار قوله : " لا سجود في المفصل " دليلا على أنه كذلك ، كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن حضور [ ص: 357 ] ابن مسعود رضي الله عنه قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن مرتين دليل على أنه قد علم ما فيه السجود من القرآن ، فصار قوله : " إن المفصل من السجود " ما رويناه عنه حجة .

وقال قوم : قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في المفصل بمكة ، فلما هاجر ترك ذلك .

ورووا ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق ضعيف ، لا يثبت مثله ، ورووا عنه من قوله : " إنه لا سجود في المفصل " .

التالي السابق


الخدمات العلمية