صفحة جزء
3206 - حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا بشر بن بكر ، قال : حدثني الأوزاعي ، قال : سألت الزهري عن رجل جامع امرأته في شهر رمضان .

فقال : حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، قال : حدثني أبو هريرة رضي الله عنه ، فذكر نحوه ، غير أنه لم يذكر الآصع .

[ ص: 62 ] فكان ما روينا في هذا الحديث قد دخل فيه ما في الحديثين الأولين ؛ لأن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : أتجد رقبة ؟ قال : لا ، قال : فصم شهرين متتابعين .

قال : ما أستطيع ، قال فأطعم ستين مسكينا ؟ .

فكان النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بكل صنف من هذه الأصناف الثلاثة لما لم يكن واجدا للصنف الذي ذكره له قبله .

فلما أخبره الرجل أنه غير قادر على شيء من ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر ، فكان ذكر العرق وما كان من دفع النبي صلى الله عليه وسلم إياه إلى الرجل ، وأمره إياه بالصدقة - هو الذي روته عائشة رضي الله عنها في حديثها الذي بدأنا بروايته .

فحديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا أولى منه ؛ لأنه قد كان قبل الذي في حديث عائشة رضي الله عنها شيء قد حفظه أبو هريرة رضي الله عنه ، ولم تحفظه عائشة ، فهو أولى ، لما قد زاده .

وأما حديث مالك وابن جريج ، فهما عن الزهري ، على ما قد ذكرنا ، وقد بينا العلة في ذلك فيما تقدم من هذا الباب .

فثبت بما ذكرنا من الكفارة في الإفطار بالجماع في الصيام ، في شهر رمضان ، ما في حديث منصور ، وابن عيينة ، ومن وافقهما ، عن الزهري ، عن حميد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد ، رحمهم الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية