صفحة جزء
4159 - حدثنا فهد ، قال : ثنا يوسف بن بهلول ، قال : ثنا عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني سعيد المقبري ، عن أبي شريح الخزاعي قال : لما بعث عمرو بن سعيد البعث إلى مكة لغزو ابن الزبير أتاه أبو شريح ، فكلمه بما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج إلى نادي قومه فجلس ، فقمت إليه فجلست معه .

قال : فحدث عما حدث عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعما جاوبه به عمرو .

قال : قلت : إنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة ، فلما كان الغد من يوم الفتح ، خطبنا فقال :

يا أيها الناس ، إن الله عز وجل حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض ، فهي حرام من حرام الله إلى يوم القيامة ، لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما ، ولا يعضد بها شجرا ، لم تحل لأحد كان قبلي ، ولا تحل لأحد بعدي ، ولم تحل لي إلا هذه الساعة ، غضبا على أهلها ، ألا ثم قد عادت كحرمتها بالأمس ، فمن قال لكم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أحلها ، فقولوا له : إن الله عز وجل قد أحلها لرسوله ، ولم يحلها لك .

[ ص: 261 ] فقال لي : انصرف أيها الشيخ ، فنحن أعرف بحرمتها منك ، إنها لا تمنع سافك دم ولا مانع خربة ، ولا خالع طاعة .

قلت : قد كنت شاهدا ، وكنت غائبا ، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ شاهدنا غائبنا ، وقد أبلغتك .


التالي السابق


الخدمات العلمية