وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأول العفو ، كما أمره الله عز وجل به ، حتى أذن الله فيهم .
فلما غزا النبي صلى الله عليه وسلم بدرا ، فقتل الله عز وجل به من قتل من صناديد كفار قريش ، قال ابن أبي ابن سلول ومن معه من المشركين ، عبدة الأوثان : هذا أمر قد توجه ، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام ، وأسلموا .
ففي هذا الحديث ، أن ما كان من تسليم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ، وكان في الوقت الذي أمره الله بالعفو عنهم ، والصفح ، وترك مجادلتهم إلا بالتي هي أحسن ، ثم نسخ الله ذلك وأمره بقتالهم ، فنسخ مع ذلك السلام عليهم ، وثبت قوله : " لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام ، ومن سلم عليكم منهم ، فقولوا : وعليكم ، حتى تردوا عليه ما قال . ونهوا أن يزيدوهم على ذلك .