قال ويجوز
طلاق السكران من الشراب المسكر وعتقه ويلزمه ما صنع ، ولا يجوز
طلاق المغلوب على عقله من غير السكر ويجوز
طلاق العبد بغير إذن سيده والحجة فيه كالحجة في المحجور وأكثر ، فإن قال قائل فهل خالفكم في هذا أحد من أهل الحجاز ؟ قيل : نعم قد قال بعض من مضى منهم لا يجوز طلاق السكران وكأنه ذهب إلى أنه مغلوب على عقله . وقال بعض من مضى إنه ليس للعبد طلاق والطلاق بيد السيد ، فإن قال فهل من حجة على من قال لا يجوز طلاق العبد ؟ قيل ما وصفنا من أن الله تعالى قال في المطلقات ثلاثا {
فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره } وقال في المطلقات واحدة {
وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا } فكان العبد ممن عليه حرام وله حلال فحرامه بالطلاق ولم يكن السيد ممن حلت له امرأة فيكون له تحريمها . فإن قال قائل فهل غير هذا ؟ قيل هذا هو الذي عليه اعتمدنا وهو قول الأكثر ممن لقينا ، فإن قال فترفعه إلى أحد من السلف ؟ قيل : نعم أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال إذا طلق العبد امرأته اثنتين فقد حرمت عليه حتى تنكح زوجا غيره حرة كانت أو أمة وعدة الحرة ثلاث حيض وعدة الأمة حيضتان . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر كان يقول : من أذن لعبده أن ينكح فالطلاق بيد العبد ليس بيد غيره من طلاقه شيء .
( قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ) رحمه الله أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك قال حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16506عبد ربه بن سعيد عن
محمد بن إبراهيم بن الحارث أن
نفيعا مكاتبا
nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة استفتى
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت فقال إني طلقت امرأة لي حرة تطليقتين فقال
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد حرمت عليك .
( قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ) أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك قال حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبو الزناد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16049سليمان بن يسار أن
نفيعا مكاتبا
nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أو عبدا كانت تحته امرأة حرة فطلقها اثنتين ثم أراد أن يراجعها فأمره أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان فيسأله عن ذلك فذهب إليه فلقيه عند الدرج آخذا بيد
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت فسألهما فابتدراه جميعا فقالا حرمت عليك حرمت عليك .
( قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ) رحمه الله : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك قال وحدثني
ابن شهاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب أن
نفيعا [ ص: 275 ] مكاتبا
nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم طلق امرأته حرة تطليقتين فاستفتى
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان حرمت عليك ، فإن قال قائل فهل لكم حجة على من قال لا يجوز طلاق السكران ؟ قيل نعم ما وصفنا من أن عليه الفرائض وعليه حرام ، فإن قال ليس عليه حرام في حاله تلك لزمه أن يقول ولا صلاة ولا قود في قتل ولا جراح ولا غيره كما يكون المغلوب على عقله بغير السكر ولا يجوز إذا حرم الله تعالى بالكلام أن لا يكون داخلا في حكم الله تعالى أن الطلاق يحرم عليه ولا يخرج من حكم الله تعالى إلا بدلالة كتاب أو سنة أو إجماع وليس فيه واحد من هذا ، وأكثر من لقيت من المفتين على أن طلاقه يجوز ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=77855رفع القلم عن الصبي حتى يبلغ وعن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ } والسكران ليس واحدا من هؤلاء ولا في معناه والمرضى الذاهبو العقول في معنى المجنون لأنهم غير آثمين بالمرض والسكران آثم بالسكر .