(باب ليس من التمني محبة لقاء الله) عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله تبارك وتعالى إذا أحب العبد لقائي أحببت لقاءه وإذا كره العبد لقائي كرهت لقاءه " وعن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=688630من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن لم يحب لقاء الله لم يحب الله لقاءه (فيه) فوائد : (الأولى) أخرجه من الطريق الأولى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15290المغيرة بن عبد الرحمن كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج وأخرجه [ ص: 262 ] nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي عن nindex.php?page=showalam&ids=16099شريح بن هانئ عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفيه فأتيت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة فقلت يا أم المؤمنين سمعت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا إن كان كذلك فقد هلكنا ، فقالت إن الهالك من هلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك قلت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت فقالت قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بالذي تذهب إليه ، ولكن إذا شخص البصر وحشرج الصدر واقشعر الجلد وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره لقاءه لفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي عن nindex.php?page=showalam&ids=16099شريح بن هانئ عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وفي آخره والموت قبل لقاء الله وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17241سعد بن هشام nindex.php?page=hadith&LINKID=661853عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وفيه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا نكره الموت قال ليس كذلك ، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه لفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تعليقا ولفظ المصنف رحمه الله في النسخة الكبرى وأخرجاه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة يوهم أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أخرجه من حديثها مسندا وليس كذلك ، وقد ذكره في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي على الصواب وهذه الزيادة في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مسنده من وجه آخر من رواية nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت فذكر الحديث وفيه nindex.php?page=hadith&LINKID=909481قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أو بعض أزواجه إنا لنكره الموت قال : ليس ذاك ، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته [ ص: 263 ] فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم الحديث من هذا الوجه بدون هذه الزيادة ، وقد ورد هذا التفسير من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة من رواية محمد بن عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فذكر الحديث وفيه nindex.php?page=hadith&LINKID=855664قال : يا رسول الله ما منا أحد إلا وهو يكره الموت ويقطع به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ذلك كشف له .
(الثانية) قال العلماء معنى هذا الحديث عند الاحتضار والمعاينة فحينئذ يكشف الغطاء فأهل السعادة يبشرون بما أعده الله لهم وأراده فيهم وهو معنى محبته لقاءهم فيغتبطون ويسرون بذلك ويحبون الموت لتحصيل تلك الكرامة وأهل الشقاوة كشف لهم عن حالهم فكرهوا الورود على ربهم لما تيقنوا من تعذيبه لهم والله تعالى قد أبعدهم عنه وأراد بهم العذاب وهو معنى كرهه لقاءهم فمن هنا خبرية غير شرطية ، وليس معنى الحديث أن سبب حب الله لقاء هؤلاء حبهم ذلك ولا أن سبب كراهة الله لقاء هؤلاء كراهتهم ذلك ، ولكنه صفة حال هؤلاء وهؤلاء في أنفسهم وعند ربهم كأنه قال : من أحب لقاء الله فهو الذي أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله فهو الذي كره الله لقاءه فيستدل باستبشار المحتضر بعد المعاينة على الخير وبانكماشه بعدها على الشر ، وقد فسرت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها الحديث بذلك وروته عن النبي صلى الله عليه وسلم فوجب الرجوع إليه وقال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر بعد نقله هذا المعنى عن أهل العلم وقال أبو عبيدة ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته ؛ لأن هذا لا يكاد يخلو منه أحد ، ولكن المكروه من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها وكراهته أن يصير إلى الله والدار الآخرة قال ومما يبين أن الله تعالى قد عاب قوما في كتابه بحب الحياة الدنيا فقال : إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وقال ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وقال ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم قال فهذا يدل على أن الكراهية للقاء الله تعالى ليست بالكراهية للموت ، وإنما هو الكراهية للنقلة من الدنيا إلى الآخرة انتهى . وقال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري : من قضي بموته لا بد أن يموت وإن كان كارها لقاء الله ولو كره الله موته ما مات ولا لقيه
[ ص: 264 ] فيحمل الحديث على كراهة الله تعالى الغفران له وإرادته لإبعاده من رحمته انتهى . وظاهر عبارته تقتضي عدم الغفران لمن كره الموت مطلقا ، وليس كذلك فالصواب في معنى الحديث ما فسره به قائله صلى الله عليه وسلم .
(الثالثة) استدل به المصنف رحمه الله على أن محبة لقاء الله تعالى ليست من تمني الموت ، وكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر ووجهه أن تمني الموت منهي عنه ومحبة لقاء الله محمودة وهي علامة على محبة الله تعالى للعبد فإن قلت قد حملتم هذه المحبة للقاء الله تعالى على حالة النزع والاحتضار وتلك الحالة لا تمني فيها ؟ قلت ما المانع من التمني في تلك الحالة ولولا ورود هذا الحديث الذي نشرحه لكرهنا تمني الموت بكل حال فلما جاء هذا الحديث علمنا أن تمني الموت في تلك الحالة محمود على أنه لا يمتنع أن يكون هذا الحديث في زمن الصحة أيضا أن يحب العبد بقلبه لقاء الله تعالى من غير أن يدعو بذلك ولا يتمناه بلسانه فتكون هذه بشرى للعبد يستدل بها على محبة الله للقائه فإن العاقل العارف بالأمور لا يحب الموت إلا إذا أعد له الأهبة وتخلص من التبعات وقام بأمر الله كما يجب ومن كان بهذه الصفات فالله تعالى يحب لقاءه بمعنى أنه يريد له الخير ويعده له فإن قلت هذا ينافي المذكور في الحديث من حمله على حالة الاحتضار قلت تلك الحالة هي التي لاختلال فيها ولا شك من أحب فيها لقاء الله كان علامة على محبة الله للقائه ومن كره فيها لقاء الله كان علامة على كراهة الله للقائه بخلاف ما قبل تلك الحالة فإنه لا يلزم من كراهة العبد للموت كراهة الله للقائه ولا من محبة العبد للموت إذا نشأ عن ضجر واختلال عقل وعدم إحكام للأمور محبة الله للقائه ، وإنما ادعينا كون محبة العبد للموت في غير حالة الاحتضار دليلا على محبة الله للقائه في حالة واحدة وهي ما إذا صدر ذلك عن عارف بالله تعالى محكم للأمور قد استعد للأمور وأخذ لها أهبتها وقام لله بما يجب من حقه فإذا خلق الله تعالى في قلبه محبة الموت كان دليلا على خير له عند الله تعالى فيما يظهر والله تعالى أعلم .
(الرابعة) قال العلماء : محبة الله تعالى لعبده هي إرادة الخير له وهدايته وإنعامه عليه ورحمته ، وبغضه إرادته عقابه وشقاوته ونحو ذلك حكاه عنهم النووي في شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
(الخامسة) قال صاحب النهاية : المراد بلقاء الله المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض به الموت ؛ لأن [ ص: 265 ] كلا يكرهه فمن ترك الدنيا أو أبغضها أحب لقاء الله ومن آثرها وركن إليها كره لقاء الله ؛ لأنه إنما يصل إليه بالموت وقوله والموت دون لقاء الله يبين أن الموت غير اللقاء ، ولكنه معترض دون الغرض المطلوب فيجب أن يصبر عليه ويحتمل مشاقه حتى يصل إلى الفوز باللقاء انتهى .
(السادسة) قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها شخص البصر بفتح الشين والخاء المعجمتين وبالصاد المهملة ومعناه ارتفاع الأجفان إلى فوق وتحديد النظر وقولها وحشرج الصدر بفتح الحاء المهملة وإسكان الشين المعجمة وآخره جيم ومعناه تردد النفس في الصدر وقولها واقشعر الجلد براء مشددة في آخره ومعناه قيام شعره وقولها وتشنجت الأصابع بفتح التاء المثناة من فوق والشين المعجمة والنون وتشديدها والجيم والمراد تقيضها وتقلصها وهذه الأمور المذكورة هي حالة الاحتضار