(الأولى) جمع nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بين هذين الحديثين فأخرجهما في الزكاة من صحيحه عن nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الثاني منهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الفيض أو القبض وأخرجهما nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب بن أبي حمزة nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة كلاهما عن الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري يد الله ، وقال بيده الميزان بدل القبض ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=687842قال الله يا ابن آدم أنفق أنفق عليك .
(الثانية) قوله أنفق بفتح الهمزة أمر بالإنفاق ، وقوله أنفق بضم أوله فعل مضارع وعد بالخلف وهو بمعنى قوله تعالى وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه فيتضمن الحث على الإنفاق في وجوه الخير والتبشير بالخلف من فضل الله تعالى ، وفي هذه الرواية أن الله قال لي ، وفي الرواية الأخرى يا ابن آدم ، ولا شك في عموم هذا الأمر وتخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر في الرواية الأخرى لكونه رأس الناس فيوجه الخطاب إليه فيبلغه كما في قوله تعالى يا أيها النبي إذا طلقتم النساء الآية ، وفي إطلاق النفقة وعدم تقييدها ما يقتضي أن الحث على الإنفاق لا يختص بنوع مخصوص من أنواع الخير .
(الثالثة) قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض قال nindex.php?page=showalam&ids=15140الإمام المازري هذا مما يتأول ؛ لأن اليمين إذا كانت بمعنى المناسبة للشمال لا يوصف بها البارئ عز وجل ؛ لأنها تتضمن إثبات الشمال وهذا يتضمن التحديد ويتقدس الله سبحانه عن التجسيم والحد ، وإنما خاطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يفهمونه وأراد الإخبار بأن الله تعالى لا ينقصه الإنفاق ولا يمسك خشية الإملاق جل الله تبارك وتعالى عن ذلك وعبر صلى الله عليه وسلم عن توالي النعم يصح اليمين ؛ لأن الباذل منا يفعل ذلك بيمينه وقد قال صلى الله عليه وسلم وكلتا يديه يمين فأشار عليه الصلاة والسلام إلى أنهما ليستا بخارجتين إذ اليدان الخارجتان يمين وشمال . قال ويحتمل أن يريد بذلك أن قدرة الله سبحانه وتعالى على الأشياء على وجه واحد لا يختلف ضعفا وقوة وأن المقصورات تقع بها على جهة واحدة لا تختلف قوة وضعفا كما يختلف فعلنا باليمين والشمال تعالى الله عن صفات المخلوقين ومشابهة المحدثين ا هـ .
وقال صاحب النهاية هنا كناية عن محل عطائه ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها فجعلها كالعين الثرة التي لا يغيضها الاستقاء ولا ينقصها الامتياح وخص اليمين لأنها في الأكثر مظنة العطاء على طريق المجاز والاتساع ا هـ .
(الرابعة) [ ص: 69 ] قوله ملأى بفتح الميم وإسكان اللام بعدها همزة مفتوحة تأنيث ملآن ، ورواه بعضهم ملاء مثل دعاء حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض ، وقال قيل يصح هذا على نقل الهمزة وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم ملآن بزيادة نون ، وقالوا إنها غلط من nindex.php?page=showalam&ids=13608ابن نمير راويها وأن الصواب ملأى كما في سائر الروايات ؛ لأن اليمين مؤنثة قال النووي ثم ضبطوا رواية nindex.php?page=showalam&ids=13608ابن نمير بوجهين :
(أحدهما) إسكان اللام وبعدها همزة و (الثاني) ملان بفتح اللام بلا همز .
(الخامسة) قوله لا يغيضها نفقة بالغين والضاد المعجمتين أي لا ينقصها يقال غاض الماء وغاضه لازم ومتعد .
(السادسة) قوله سحاء بفتح السين والحاء المهملتين وتشديد الحاء ممدود كذا ضبطناه عن شيخنا والدي رحمه الله تعالى ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض كذا ضبطناه عن القاضي أبي علي وغيره بالمد على الوصف وكذا ضبطه صاحب النهاية ، وقال أي دائمة الصب والهطل بالعطاء يقال سح يسح أي بكسر السين وضمها سحا فهو ساح والمؤنثة سحاء وهي فعلاء لا أفعل لها كهطلاء انتهى .
وضبطه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض عن أبي بحر سحا بالتنوين على المصدر ونقله في المشارق عن جميع شيوخهم إلا الصدفي وابن عيسى ، وذكر النووي أنه الأصح الأشهر وعلى كل حال فقوله الليل والنهار منصوبان على الظرف قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=14689الطبري في حديث nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق لا يغيضها سح الليل والنهار بالإضافة ورفعه على الفاعلية انتهى . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم لا يغيضها سحاء الليل والنهار قال النووي ضبطناه بوجهين بنصب الليل والنهار ورفعهما النصب على الظرف والرفع على أنه فاعل .
(الثامنة) قوله وبيده الأخرى القبض هو بالقاف وبالباء الموحدة والضاد المعجمة كذا ضبطناه عن شيخنا والدي رحمه الله ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض إنه الموجود لأكثر الرواة . قال وهو المشهور والمعروف . قال ومعناه الموت .
(قلت) لا معنى لتخصيصه بالموت بل هو أعم من ذلك ليتناول قبض الرزق وغيره ومن أسمائه تعالى القابض وفسر بأنه الذي يمسك الرزق وغيره من الأشياء عن العباد بلطفه وحكمته ويقبض الأرواح عند الممات ، والتفسير بالأعم مناسب لذكره هذا في مقابلة قوله أولا أن يمين الله ملأى إلى آخره ، ورويت هذه اللفظة بوجه آخر وهو الفيض بالفاء والياء المثناة من تحت والضاد المعجمة وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض عن nindex.php?page=showalam&ids=14933القابسي في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وقد تقدم أن في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري الفيض أو القبض على الشك قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض ومعناه إن صحت الرواية والله أعلم الإحسان والعطاء والرزق الواسع .
قال وقد تكون بمعنى القبض الذي في الرواية الأخرى أي الموت . قال البكراوي الفيض الموت قال القاضي قيس يقولون فاضت نفسه بالضاد إذا مات ، وطيء تقول فاظت نفسه بالظاء وقيل متى ذكرت النفس فبالضاد وإذا لم تذكر فبالظاء وفي حديث الدجال ثم يكون أثر ذلك الفيض قبل الموت انتهى .
(التاسعة) قوله يرفع ويخفض قيل هو عبارة عن تقدير الرزق يقتر على من يشاء ويوسعه على من يشاء ، وقد يكونان عبارة عن تصاريف المقادير بالخلق بالعزة والذل كما قال تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ذكرهما nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض والنووي ومن أسمائه تعالى الخافض والرافع وفسر الخافض بأنه الذي يخفض الجبارين والفراعنة أي يضعهم ويهينهم ويخفض كل شيء يريد خفضه وفسر الرافع بأنه الذي يرفع المؤمنين بالإسعاد وأولياءه بالتقريب .
(العاشرة) ذكر nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري لفظ الحديث وبيده الأخرى القبض [ ص: 71 ] والبسط ، وقال فكأنه أفهم تعالى وإن كانت قدرته واحدة فإنه يفعل بها المختلفات ولما كان ذلك فينا لا يتمكن إلا بيدين عبر عن قدرته على التصرف في ذلك بذكر اليدين ليفهمهم المعنى المراد بما اعتادوه من الخطاب على سبيل المجاز ، واعترضه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض بأنه لم يرو في هذا الحديث في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم لفظة البسط وليس فيه إلا قوله القبض يرفع ويخفض (قلت) وكذا ليست هذه اللفظة في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ولا غيره ثم قال القاضي في آخر كلامه وقد يكون القبض والبسط المذكوران من معنى ما تقدم من تقتير الرزق وسعته أو قبض الأرواح بالموت وبسطها في الأجساد بالحياة أو قبض القلوب بتضييقها وإيحاشها عن الهداية أو بالخوف والهيبة وبسطها بتأنيسها وشرحها للهداية والإيمان أوبالرجاء والأنس ، وقد قيل معاني هذا كله في تفسير اسميه تعالى القابض والباسط انتهى .
(الحادية عشرة) قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري وبيده الميزان قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض قد يكون عبارة عن الرزق ومقاديره ، وقد يكون عبارة عن جملة المقادير انتهى والثاني أظهر والله أعلم .
(الثانية عشرة) خطر لي في قوله " وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض " ما لم أره لأحد ولست منه على يقين وهو أن قوله الأخرى صفة لموصوف محذوف أي وبيده الصفة الأخرى وهي القبض ، فهو لئلا يتوهم بعد ذكره كثرة الإنفاق من الله تعالى أن لا صفة له سوى البسط فبين أن له الصفة الأخرى وهي القبض فهو الباسط القابض ولا يكون قوله الأخرى صفة لليد ، وقوله يرفع ويخفض متعلق بالصفتين معا لا بالثانية فقط ، فقوله يرفع بيان لصفة البسط ، وقوله ويخفض بيان لصفة القبض .
(الثالثة عشرة) (إن قلت) وجه دلالة الحديث الثاني على فضل الصدقة (قلت) يحتمل أن يكون من الإخبار عن الله بكثرة الإنفاق فإنه ينبغي التخلق بما أمكن من أوصافه الحسنى، ويحتمل أن يكون من دلالته على إخلاف الله تعالى ما ينفقه العبد كما في الحديث الأول وذلك مأخوذ من كثرة إنفاقه تعالى وهو أعلم