عن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم عن أبيه رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين أو كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت فالتمسوها في العشر البواقي في الوتر منها
(الأولى) حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الأول أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر والناقد وزهير بن حرب كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم عن أبيه قال رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أري رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل بن خالد ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم عن أبيه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=658996سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لليلة القدر إن ناسا منكم قد أروا أنها في السبع الأول وأري ناس منكم أنها في السبع الغوابر فالتمسوها في العشر الغوابر لفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=656476لأن ناسا أروا ليلة القدر في السبع الأواخر وأن ناسا أروا أنها في العشر الأواخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم التمسوها في السبع الأواخر ويوافق الأول ما في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=15621جبلة بن سحيم عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=887226من كان ملتمسها فليلتمسها في العشر الأواخر وفيه أيضا عن جبلة ومحارب عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=658999تحينوا ليلة القدر في العشر الأواخر أو قال في التسع الأواخر وحديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الثاني اتفق عليه الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، واعلم أن هذا هو الموجود عند أكثر رواة الموطإ كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر ورواه يحيى بن يحيى الأندلسي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بلاغا من غير ذكر nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ولا nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر . قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر وتابعه قوم قال وهو محفوظ معلوم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك وغيره انتهى .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=658994تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة قال nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار أخبرني قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر من كان متحريا فليتحرها ليلة سبع وعشرين . قال nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة فذكر لي رجل ثقة عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان [ ص: 149 ] أنه كان يقول إنما قال من كان متحريا فليتحرها في السبع البواقي فلا أدري ذا أم ذا . شك nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي الصحيح رواية الجماعة دون رواية nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن عقبة بن حريث عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا التمسوها في العشر الأواخر يعني ليلة القدر فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي .
(الثانية) قوله أرى بفتح الهمزة الظاهر أنه بمعنى أعلم ويحتمل أنه من الرؤية البصرية مجازا ، وقوله رؤياكم أي في المنام والمشهور اختصاص الرؤيا بالمنام فلا تستعمل في غيره ، وذكر بعضهم أنها تستعمل مصدرا لرأى مطلقا ولو كانت في اليقظة وهي هنا للمنام قطعا ، وقوله قد تواطأت أي توافقت والموطأة الموافقة كأن كلا منهما وطئ ما وطئه الآخر ، وروي تواطت بترك الهمز ، وقوله فالتمسوها أي اطلبوها استعار له اللمس ، وقوله في العشر البواقي أي في الليالي العشر البواقي من الشهر وهي العشر الأخيرة من الشهر ، وقوله في الوتر بدل من العشر بإعادة العامل وهو بدل بعض من كل ، والوتر الفرد وفي واوه لغتان الكسر والفتح ، وقوله في الرواية الثانية رأوا كذا في روايتنا بتقديم الراء وفي رواية الشيخين أروا بتقديم الهمزة وضمها وضم الراء ، وقوله فليتحرها أي فليتعمد طلبها والتحري القصد والاجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول .
(الثالثة) ليلة القدر بفتح القاف وإسكان الدال ويجوز فتحها كما سأبينه سميت بذلك لعظم قدرها لما لها من الفضائل أي ذات القدر العظيم أو لما يحصل لمحييها بالعبادة من القدر العظيم ، أو لأن الأشياء تقدر فيها وتقضى أقوال ويؤيد الأولين قوله تعالى ليلة القدر خير من ألف شهر ويؤيد الأخير قوله تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر وقوله فيها يفرق كل أمر حكيم وإنما جوزت فتح الدال لأنها إن كانت سميت بذلك لعظم قدرها فقد قال في الصحاح قدر الشيء مبلغه وقدر الله وقدره بمعنى وهو في الأصل مصدر وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره أي ما عظموا الله حق تعظيمه وإن كان من التقدير فقد قال في الصحاح عقبه والقدر ، والقدر أيضا ما يقدره الله من القضاء وأنشد nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش [ ص: 150 ]
ألا يـــا لقـــوم للنـــوائب والقـــدر وللأمـر يـأتي المـرء مـن حيث لا يدري
وكذا قال في المحكم القدر والقدر القضاء انتهى .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي هي ليلة القدر والقدر فأما .
(الأول) فالمراد به الشرف كقولهم لفلان قدر في الناس يعنون بذلك مزية وشرفا (والثاني) القدر بمعنى التقدير قال الله تعالى فيها يفرق كل أمر حكيم قال علماؤنا يلقي الله فيها لملائكته ديوان العام انتهى .
وهو يوهم أنه لا يجوز مع تسكين الدال إرادة التقدير وليس كذلك كما علمت وقد جوز المفسرون في الآية إرادة الشرف والتقدير مع كونه لم يقرأ إلا بالإسكان وجزم الهروي وابن الأثير في تفسيرها بالتقدير فقالا وهي الليلة التي تقدر فيها الأرزاق وتقضى وصححه النووي فقال في شرح المهذب سميت ليلة القدر أي ليلة الحكم والفصل هذا هو الصحيح المشهور وحكاه في شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن العلماء .
(الرابعة) فيه فضل ليلة القدر وذلك من اسمها ومن الأمر بتحريها وطلبها وقد أفصح به القرآن الكريم في قوله تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر الآية ، وهو مجمع عليه وقد خص الله تعالى بها هذه الأمة فلم تكن لمن قبلهم على الصحيح المشهور واختلف في سبب ذلك فروى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=665643أن النبي صلى الله عليه وسلم أري بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت إنا أعطيناك الكوثر يا محمد يعني نهرا في الجنة ونزلت إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر يملكها بعدك بنو أمية يا محمد قال القاسم بن الفضل الحراني أحد رواته فعددنا فإذا هي ألف شهر لا تنقص يوما ولا تزيد يوما ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الموطإ أنه سمع من يثق به من أهل العلم يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في سننه عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فعجب المسلمون من ذلك فأنزل الله إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر [ ص: 151 ] التي لبس فيها ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي بعد ذكره حديث nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي الذي بدأنا به وهذا لا يصح والذي روى nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك من أن النبي صلى الله عليه وسلم تقاصر أعمار أمته أصح منه وأولى ، ولذلك أدخله ليبين بذلك الفائدة فيه ويدل على بطلان هذا الحديث انتهى .
وفيه نظر فإن البلاغ الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك لا يعرف له إسناد قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر لا أعلم هذا الحديث يروى مسندا ولا مرسلا من وجه من الوجوه إلا ما في الموطإ وهو أحد الأربعة الأحاديث التي لا توجد في غير الموطإ قال وليس منها حديث منكر ولا ما يدفعه أصل (قلت) حتى يثبت له أصل نعم المرسل الذي ذكرناه من عند nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي يشهد له .
(الخامسة) فيه بقاء ليلة القدر واستمرارها وأنها لم ترفع قال النووي في شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وأجمع من يعتد به على وجودها ودوامها إلى آخر الدهر للأحاديث الصحيحة المشهورة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض وشذ قوم فقالوا رفعت لقوله عليه السلام حين تلاحى الرجلان فرفعت وهذا غلط من هؤلاء الشاذين ؛ لأن آخر الحديث يرد عليهم فإنه عليه الصلاة والسلام قال وعسى أن يكون خيرا لكم التمسوها في السبع والتسع هكذا هو في أول صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وفيه تصريح بأن المراد برفعها رفع بيان علم عينها ولو كان المراد رفع وجودها لم يأمر بالتماسها انتهى وقال في شرح المهذب وكذا حكى أصحابنا هذا القول عن قوم لم يسمهم الجمهور وسماهم صاحب التتمة فقال هو قول الروافض .
(السادسة) في الرواية الأولى الأمر بطلبها في أوتار العشر الأواخر وفي الرواية الثانية الأمر بطلبها في السبع الأواخر وبينهما تناف وإن اتفقتا على أن محلها منحصر في العشر الأواخر من رمضان والأول وهو انحصارها في أوتار العشر الأخير قول حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض وغيره ونص عليه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، فقال هي في العشر الأواخر في وتر من الليالي لا يخطئ إن شاء الله وأما انحصارها في السبع الأواخر فلا نعلم الآن قائلا به ولنحك المذاهب في هذه المسألة :
(فأحدها) أنها في السنة كلها وهو محكي عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وتابعه nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وصاحباه لكن في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره عن nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش قال (سألت nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب فقلت إن أخاك nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود يقول من يقم الحول يصب ليلة القدر ، فقال [ ص: 152 ] رحمه الله أراد أن لا يتكل الناس أما إنه علم أنها في رمضان وأنها في العشر الأواخر وأنها ليلة سبع وعشرين ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين فقلت بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟ قال بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها) ويشهد لما فهمه nindex.php?page=showalam&ids=34أبي رضي الله عنه من كلام nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده عن أبي عقرب قال غدوت إلى nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ذات غداة في رمضان فوجدته فوق بيت جالسا فسمعنا صوته وهو يقول صدق الله وبلغ رسوله فقلنا سمعناك تقول صدق الله وبلغ رسوله فقال nindex.php?page=hadith&LINKID=684509أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر من رمضان تطلع الشمس غداتئذ صافية ليس لها شعاع فنظرت إليها فوجدتها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار في مسنده بنحوه .
وفي معجم nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=684229سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال أيكم يذكر ليلة الصهباوات فقال nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله أنا بأبي أنت وأمي يا رسول الله حين طلع الفجر وذلك ليلة سبع وعشرين والحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره لكن لم أر التصريح بليلة سبع وعشرين إلا في معجم nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني الكبير فلذلك اقتصرت على عزوه إليه . القول الثاني أنها في شهر رمضان كله وهو محكي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما وطائفة من الصحابة وفي سنن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال nindex.php?page=hadith&LINKID=673102سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وأنا أسمع قال هي في رمضان وقال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود وروي موقوفا عليه ( قلت ) والحديث محتمل للتأويل بأن يكون معناه أنها تتكرر وتوجد في كل سنة في رمضان لا أنها وجدت مرة في الدهر فلا يكون فيه دليل لهذا القول وكذلك ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في مصنفه عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وهو البصري قال (ليلة القدر في كل رمضان) محتمل لهذا التأويل وقال nindex.php?page=showalam&ids=15167المحاملي في التجريد مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أن ليلة القدر تلتمس في جميع شهر رمضان وآكده العشر الأخر وآكده ليالي الوتر من العشر الأواخر انتهى .
والمشهور من مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي اختصاصها بالعشر الأواخر كما سيأتي .
(الثالث) (أنها أول ليلة من شهر رمضان) وهو محكي عن أبي رزين العقيلي أحد الصحابة رضي الله عنهم .
(السادس) أنها تختص بأوتار العشر الأخير وعليه يدل حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الأول كما تقدم وفي مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ومعجم nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني الكبير عن nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر ، فقال : في رمضان فالتمسوها في العشر الأواخر فإنها في وتر في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو في آخر ليلة فمن قامها ابتغاءها ثم وفقت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيه nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث وفي قوله أو في آخر ليلة سؤال ؛ لأنها ليست وترا إن كان الشهر كاملا ، وقد قال أولا فإنها في وتر وإن كان ناقصا فهي ليلة تسع وعشرين فلا معنى لعطفها عليها وجوابه أن قوله أو في آخر ليلة معطوف على قوله فإنها في وتر لا على قوله أو تسع وعشرين فليس تفسيرا للوتر بل معطوفا عليه .
(السابع) إنها تختص بإشفاعه لحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد في الصحيح التمسوها في العشر الأواخر من رمضان والتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة فقيل له يا أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا قال أجل نحن أحق بذلك منكم قال قلت ما التاسعة والسابعة والخامسة ؟ قال إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها ثنتان وعشرون وهي التاسعة فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة .
(الثامن) أنها ليلة سبع عشرة وهو محكي عن nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري ففي معجم nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وغيره عن nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم قال ما أشك وما أمتري أنها ليلة سبع عشرة ليلة أنزل القرآن ويوم التقى الجمعان وعن nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت أنه كان يحيي ليلة سبع عشرة فقيل له : تحيي ليلة سبع عشرة ؟ قال : إن فيها نزل القرآن ، وفي صبيحتها فرق بين الحق والباطل وكان يصبح فيها [ ص: 154 ] بهيج الوجه .
(التاسع) : أنها ليلة تسع عشرة وهو محكي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود أيضا .
(الثالث عشر) أنها ليلة أربع وعشرين وهو محكي عن nindex.php?page=showalam&ids=115بلال nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس موقوفا عليه (التمسوا ليلة القدر في أربع وعشرين) ذكره عقب حديثه هي في العشر في سبع تمضين أو سبع تبقين [ ص: 155 ] وظاهره أنه تفسير للحديث فيكون عمدة ، وفي مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=115بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر ليلة أربع وعشرين .
(الرابع عشر) إنها ليلة خمس وعشرين حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي قال ، وفي ذلك أثر .
(الخامس عشر) أنها ليلة ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين وهو محكي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ويدل له ما في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في العشر في سبع تمضين أو سبع يبقين يعني ليلة القدر .
(السادس عشر) أنها ليلة سبع وعشرين وبه قال جمع كثيرون من الصحابة وغيرهم وكان nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب يحلف عليه كما تقدم ، وفي مصنف nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة وأناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكون فيها ليلة سبع وعشرين ، وحكاه الشاشي في الحلية عن أكثر العلماء ، وقال النووي في شرح المهذب إنه مخالف لنقل الجمهور ، وقد وردت أحاديث صريحة في أنها ليلة سبع وعشرين ففي سنن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود عن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية مرفوعا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ، وفي مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=887259من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين ، وفي المعجم الأوسط nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة مرفوعا التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين واستدل nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس على ذلك بأن الله تعالى خلق السموات سبعا والأرضين سبعا والأيام سبعا وأن الإنسان خلق من سبع وجعل رزقه في سبع ويسجد على سبعة أعضاء والطواف سبع والجمار سبع واستحسن ذلك nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب واستدل بعضهم على ذلك بأن عدد كلمات السورة إلى قوله هي سبع وعشرون ، وفيه إشارة إلى ذلك ، وحكي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نفسه حكاه عنه nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي nindex.php?page=showalam&ids=13439وابن قدامة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية في تفسيره بعد نقل ذلك ونظيرين له وهذا من ملح التفسير وليس من متعين العلم ، وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم عن ابن بكير المالكي وبالغ في إنكاره ، وقال إنه من طوائف الوسواس ولو لم يكن فيه أكثر من دعواه أنه وقف على ما غاب من ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى .
(السابع عشر) : أنها ليلة تسع وعشرين حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي .
(الثامن عشر) أنها آخر ليلة حكاها nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض وغيره ويتداخل هذا القول مع الذي قبله إذا كان الشهر ناقصا ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي في [ ص: 156 ] الصلاة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية مرفوعا التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان ، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الثاني الأمر بتحريها في السبع الأواخر ولم أر قائلا بذلك كما تقدم وإذا عددناه قولا كان .
(تاسع عشر) وإن نظرنا لما تدل عليه الأحاديث وإن لم يقل به أحد اجتمعت من ذلك أقوال أخر فنذكرها مع ذكر ما يدل عليها وإن لم نقف على القول بها .
(الحادي والعشرون) ليلة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع وعشرين أو آخر ليلة ، في جامع nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة رضي الله عنه قال : ما أنا بملتمسها لشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في العشر الأواخر فإني سمعته يقول التمسوها لتسع يبقين أو سبع يبقين أو خمس يبقين أو ثلاث أو آخر ليلة قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي حسن صحيح .
(الثاني والعشرون) ليلة إحدى أو ثلاث أو خمس وعشرين في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=655589خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى رجلان فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة فالظاهر أن المراد في التاسعة تبقى لتقديم التاسعة على السابعة وهي على الخامسة ويدل له ما في سنن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى ، وفي المدونة قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رحمه الله في قول النبي صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر في التاسعة والسابعة والخامسة فأرى والله أعلم أن التاسعة ليلة إحدى وعشرين والسابعة ليلة ثلاث وعشرين والخامسة ليلة خمس وعشرين يريد في هذا على نقصان الشهر وكذلك ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب .
(الخامس والعشرون) أنها في أوتار العشر الأخير أو في ليلة سبع عشرة أو تسع عشرة ، في معجم nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني الأوسط عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوا ليلة القدر في سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين .
(السادس والعشرون) أول ليلة من شهر رمضان أو ليلة التاسع أو الرابع عشر أو ليلة إحدى وعشرين أو آخر ليلة ، روى nindex.php?page=showalam&ids=13508ابن مردويه في تفسيره عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوا ليلة القدر في أول ليلة من رمضان ، وفي تسعة ، وفي أربع عشرة ، وفي إحدى وعشرين ، وفي آخر ليلة من رمضان وهذا كله تفريع على أنها تلزم ليلة بعينها كما هو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيره وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم والصحيح في مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أنها تختص بالعشر الأخير وأنها في الأوتار أرجى منها في الأشفاع وأرجاها ليلة الحادي والعشرين والثالث والعشرين ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في جامعه عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله أنه قال في اختلاف الأحاديث في ذلك كان هذا عندي والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يسأل عنه يقال له نلتمسها في ليلة كذا فيقول التمسوها في ليلة كذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأقوى الروايات عندي فيها ليلة إحدى وعشرين ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في المعرفة عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في القديم أنه قال وكأني رأيت والله أعلم أقوى الأحاديث فيه ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين انتهى .
وذهب جماعة من العلماء إلى أنها تنتقل فتكون سنة في ليلة وسنة في ليلة أخرى وهكذا ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي قلابة وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل [ ص: 158 ] nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور وغيرهم وعزاه nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر في الاستذكار nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي ولا نعرفه عنه ولكن قال به من أصحابه nindex.php?page=showalam&ids=15215المزني nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة وهو المختار عند النووي وغيره واستحسنه الشيخ تقي الدين للجمع بين الأحاديث الواردة في ذلك فإنها اختلفت اختلافا لا يمكن معه الجمع بينها إلا بذلك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر الأغلب من قوله في السبع الأواخر أنه في ذلك العام والله أعلم لئلا يتضاد مع قوله في العشر الأواخر ويكون قاله ، وقد مضى من الشهر ما يوجب قول ذلك انتهى وإذا فرعنا على انتقالها فعليه أقوال :
(أحدها) أنه تنتقل فتكون إما في ليلة الحادي والعشرين أو الثالث والعشرين أو الخامس والعشرين .
(الثاني) أنها في ليلة الخامس والعشرين أو السابع والعشرين أو التاسع والعشرين وكلاهما في مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك قال nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب ، وقول من قال من العلماء أنها في جميع العشر الأواخر أو في جميع الشهر ضعيف .
(الثالث) أنها تنتقل في العشر الأخير وهذا قول من قال بانتقالها من الشافعية .
(الرابع) أنها تنتقل في جميع الشهر وهو مقتضى كلام الحنابلة قال nindex.php?page=showalam&ids=13439ابن قدامة في المغني يستحب طلبها في جميع ليالي رمضان ، وفي العشر الأخير آكد ، وفي ليالي الوتر منه آكد ثم حكى قول nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد هي في العشر الأواخر في وتر من الليالي لا تخطئ إن شاء الله ، وقد قدمت ذلك عنه ومقتضاه اختصاصها بأوتار العشر الأخير فإذا انضم إليه القول بانتقالها صار هذا قولا خامسا على الانتقال فتنضم هذه الأقوال الخمسة لما تقدم فتكون أحدا وثلاثين قولا ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي بعد حكايته ثلاثة عشر قولا مما حكيناه والصحيح منها أنها لا تعلم انتهى .
وهو معنى قول بعض أهل العلم أخفى الله تعالى هذه الليلة عن عباده لئلا يتكلوا على فضلها ويقصروا في غيرها فأراد منهم الجد في العمل أبدا وهذا يحسن أن يكون قولا ثانيا وثلاثين وهو الكف عن الخوض فيها وأنه لا سبيل إلى معرفتها ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم الظاهري : هي في العشر الأواخر في ليلة واحدة بعينها لا تنتقل أبدا إلا أنه لا يدرى أي ليلة هي منه إلا أنها في وتر منه ولا بد فإن كان الشهر تسعا وعشرين فأول العشر الأواخر ليلة عشرين منه فهي إما ليلة عشرين وإما ليلة اثنين وعشرين وإما ليلة أربع وعشرين وإما ليلة ست [ ص: 159 ] وعشرين وإما ليلة ثمان وعشرين ؛ لأن هذه الأوتار من العشر وإن كان الشهر ثلاثين فأول العشر الأواخر ليلة إحدى وعشرين فهي أما ليلة إحدى وعشرين وإما ليلة ثلاث وعشرين وإما ليلة خمس وعشرين وإما ليلة تسع وعشرين وإما ليلة تسع وعشرين ؛ لأن هذه أوتار العشر بلا شك ثم ذكر كلام nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد المتقدم وحمله على أن رمضان كان تسعا وعشرين وهو مسلك غريب بعيد وبه كملت الأقوال في هذه المسألة ثلاثة وثلاثين قولا والله أعلم .
(السابعة) قال الشيخ تقي الدين في شرح العمدة فيه دليل على عظم الرؤيا والاستناد إليها في الاستدلال على الأمور الوجوديات وعلى ما لا يخالف القواعد الكلية من غيرها ، وقد تكلم الفقهاء فيما لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأمره بأمر هل يلزم ذلك ؟ وقيل فيه إن ذلك إما أن يكون مخالفا لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من الأحكام في اليقظة أولا ، فإن كان مخالفا عمل بما ثبت في اليقظة ؛ لأنا وإن قلنا إن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه المنقول من صفته فرؤياه حق فهذا من قبيل تعارض الدليلين والعمل بأرجحهما وما ثبت في اليقظة فهو أرجح ، وإن كان غير مخالف لما ثبت في اليقظة ففيه خلاف والاستناد إلى الرؤيا هنا في أمر ثبت استحبابه مطلقا وهو طلب ليلة القدر وإنما ترجح السبع الأواخر بسبب المرائي الدالة على كونها في السبع الأواخر وهو استدلال على أمر وجودي لزمه استحباب شرعي مخصوص بالتأكيد بالنسبة إلى هذه الليالي مع كونه غير مناف للقاعدة الكلية الثابتة من استحباب طلب ليلة القدر انتهى .