(الأولى) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم [ ص: 184 ] nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من هذا الوجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وحده من طريق الضحاك بن عثمان كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ولفظ عبيد الله nindex.php?page=hadith&LINKID=659402كان إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو العمرة إذا أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا . والباقي مثله وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم التكبير مرتين وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ثلاثا وقد بدل ساجدون سائحون
(الثانية) قوله كان إذا قفل أي رجع والقفول الرجوع من السفر ويقال في المضارع يقفل بالضم ولا يستعمل القفول في ابتداء السفر وإنما سمي المسافرون قافلة تفاؤلا لهم بالقفول والسلامة على أن nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري قال: إن القافلة هي الرفقة الراجعة من السفر ؛ وقال العقبي لا يقال لهم في مبدئهم قافلة (والشرف) بفتح الشين المعجمة والراء المهملة المكان المرتفع.
وأما (الفدفد) المذكور في الرواية الأخرى فهو بتكرير الفاء المفتوحة والدال المهملة واختلف في معناه فقيل: هو المكان الذي فيه ارتفاع وغلظ رجحه النووي وغيره ؛ وقيل: الأرض المستوية قاله nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري وقيل الفلاة التي لا شيء فيها ؛ صدر به صاحب المشارق كلامه ؛ وقيل غليظ الأرض ذات الحصى.
(وقوله آيبون) أي راجعون يقال آب من سفره إذا رجع منه والأحزاب المراد بهم هنا الكفار الذين اجتمعوا يوم الخندق وتحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل الله تعالى عليهم ريحا وجنودا لم يروها ؛ قال النووي : هذا هو المشهور أن المراد بالأحزاب يوم الخندق قال القاضي وقيل يحتمل أن المراد أحزاب الكفر في جميع الأيام والمواطن ؛ انتهى.
ويؤيد الثاني قول nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري الأحزاب الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء عليهم السلام.
(الثالثة) فيه استحباب الإتيان بهذا الذكر في القفول من سفر الغزو والحج والعمرة وهل يختص ذلك بهذه الأسفار أو يتعدى إلى كل سفر طاعة كالرباط وطلب العلم وصلة الرحم أو يتعدى إلى السفر المباح أيضا كالنزهة أو يستمر في كل سفر ولو كان محرما ؟ يحتمل أوجها:
(أحدها) الاختصاص: وذلك لأن هذا ذكر مخصوص شرع بأثر هذه العبادات المخصوصة [ ص: 185 ] فلا يتعدى إلى غيرها كالذكر عقب الصلاة من التسبيح والتحميد والتكبير على الهيئة المخصوصة فإنه لا يتعدى إلى غيرها من العبادات كالصيام ونحوه والأذكار المخصوصة متعبد بها في لفظها ومحلها ومكانها وزمانها.
(الثاني) أنه يتعدى إلى سائر أسفار الطاعة لكونها في معناها في التقرب بها.
(الثالث) أنه يتعدى إلى الأسفار المباحة أيضا وعلى هذين الاحتمالين فالتقييد في الحديث إنما هو لكونه عليه الصلاة والسلام لم يكن يسافر بغير المقاصد الثلاثة فقيده بحسب الواقع لا لاختصاص الحكم به.
(الرابع) تعديه إلى الأسفار المحرمة لأن مرتكب الحرام أحوج إلى الذكر من غيره لأن الحسنات يذهبن السيئات وكلام النووي محتمل فإنه قال في تبويبه في شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ( ما يقول إذا رجع من سفر الحج وغيره مما هو مذكور في الحديث وهو العمرة والغزو) وقد يريد غيره مطلقا وقال والدي رحمه الله في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي سواء فيه السفر لحج أو عمرة أو غزو كما في الحديث أو لغير ذلك من طلب علم وتجارة وغيرهما انتهى فمثل بطلب العلم وهو من الطاعات وبالتجارة وهي من المباحات ولم يمثل المحرم لكنه مندرج في إطلاقه.
وأما قوله ثم يقول لا إله إلا الله إلى آخره فيحتمل الإتيان به وهو على المكان المرتفع ويحتمل ألا يتقيد بذلك بل إن كان المكان المرتفع واسعا قال فيه وإن كان ضيقا كمل بقية الذكر بعد انهباطه ولا يستمر واقفا في المكان المرتفع لتكميله.
(الخامسة) قال والدي رحمه الله في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : مناسبة التكبير على المكان المرتفع أن الاستعلاء والارتفاع محبوب للنفوس وفيه ظهور وغلبة على من هو دونه في المكان فينبغي لمن تلبس به أن يذكر عند ذلك كبرياء الله تعالى وأنه أكبر من كل شيء ويشكر له ذلك ؛ يستمطر بذلك المزيد مما من به عليه وقال صاحب المفهم أبو العباس القرطبي توحيده لله تعالى هناك إشعار بانفراده تعالى بإيجاد جميع الموجودات وبأنه المألوه أي المعبود في كل الأماكن من الأرضين والسموات.
(السادسة) قوله آيبون وما بعده خبر مبتدأ محذوف أي نحن آيبون (فإن قلت) ما فائدة الإخبار بالأوب وهو الرجوع من السفر كما تقدم وذلك ظاهر من حالهم وما تحت الإخبار بذلك من الفائدة ؟.
(قلت) قد يراد أوب مخصوص وهو الرجوع عن المخالفة إلى الطاعة أو التفاؤل بذلك أو الإعلام بأن السفر المقصود قد انقضى فهو استبشار بكمال العبادة والفراغ منها وحصول المقصود والظفر به.
(السابعة) (وقوله تائبون) يحتمل أن تكون إشعارا بحصول التقصير في العبادة فيتوب من ذلك وهو تواضع وهضم للنفس أو تعليم لمن يقع ذلك منه في سفر الطاعات فيخلطه بما لا يجوز فعله ويحتمل الإشارة بذلك إلى أن ما كان فيه من طاعة الحج أو العمرة أو الغزو قد كفر ما مضى فيسأل التوبة فيما بعده وقد تستعمل التوبة في العصمة فيسأل أن لا يقع منه بعده ما يحتاج إلى تكفير وهذا اللفظ وإن كان خبرا فهو في معنى الدعاء ولو كان إشعارا بأنهم رحبوا بهذه الأوصاف لنصبها على الحال فقال تائبين عابدين إلى آخره وهو غير مناسب أيضا لما فيه من تزكية النفس وإظهار الأعمال.
(الثامنة) (وقوله ساجدون) بعد قوله عابدون من ذكر الخاص بعد العام وقوله لربنا يحتمل تعلقه بقوله ساجدون أي نسجد له لا لغيره من الأصنام وغيرها ويحتمل أن يكون معمولا مقدما لقوله حامدون أي نحمده دون غيره لرؤيتنا النعمة منه إذ هو المنعم [ ص: 187 ] بها لا رب سواه.
(التاسعة) قال النووي (قوله صدق الله وعده) أي في إظهار الدين وكون العاقبة للمتقين وغير ذلك مما وعده سبحانه وتعالى إن الله لا يخلف الميعاد (وهزم الأحزاب وحده) أي من غير قتال من الآدميين والمراد الأحزاب الذين اجتمعوا يوم الخندق كما تقدم قال وبهذا يرتبط قوله صدق الله وعده تكذيبا لقول المنافقين والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وقال أبو العباس القرطبي يحتمل أن يكون هذا الخبر بمعنى الدعاء كأنه قال اللهم افعل ذلك وحدك قال والأول أظهر.