(الثانية) فيه استحباب الأكل مع الخادم الذي باشر طبخ الطعام وذلك تواضع، وكرم في الأخلاق وفي معنى الذكر الأنثى وهو في الأنثى محمول على ما إذا كان السيد رجلا على أن تكون جاريته أو محرمه فإن كانت أجنبية فليس له ذلك.
(الثالثة) وفيه أنه إذا لم يجلسه للأكل معه إما لقلة الطعام وإما لسبب آخر استحب أن يطعمه منه ولا يحرمه إياه ولو كان الطعام يسيرا كاللقمة واللقمتين وقال nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي: أشار nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في ذلك إلى ثلاث احتمالات:.
(أحدها) أنه يجب الترويغ والمناولة فإن أجلسه معه فهو أفضل.
(وثانيها) أن الواجب أحدهما لا بعينه وأصحها أنه لا يجب واحد منهما قال، ومنهم من نفى الخلاف في الوجوب وذكر قولين في أن الإجلاس أفضل أو هما متساويان والظاهر الأول ليتناول القدر الذي يشتهيه. انتهى.
واعترض شيخنا الإمام جمال الدين عبد الرحيم الإسنوي على هذا الكلام بأمرين:
(أحدهما): أنه قد يتوقف الناظر في تغايرهما ؛ لأن حقيقة الأول التخيير. والثاني كذلك قال: والذي تحرر في المغايرة بعد اتحادهما في وجوب أحدهما ؛ أن الأول يقول بأفضلية الإجلاس والثاني يسوي بينهما.
قال: الأمر (الثاني) أن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي لما ذكر هذه الثلاث ذكر ما حاصله أن الأول واجب فإنه قال في المختصر بعد ذكر الحديث هذا عندنا والله أعلم على وجهين أولاهما بمعناه أن إجلاسه معه أفضل فإن لم يفعل فليس بواجب أو يكون الخيار بين أن يناوله أو يجلسه [ ص: 22 ] وقد يكون أمره اختيارا غير حتم قال فقد رجح الاحتمال الأول فقال: إنه أولى بمعنى الحديث، ومعنى الاحتمال [ الأول ] أن إجلاسه معه ليس بواجب، ولكنه أفضل فإن لم يفعل فيجب أن يطعمه منه إذ لو حمل ذلك على أنهما معا غير واجبين لاتحد مع الاحتمال الثاني ؛ قال فظهر أن الراجح عند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي هو الأول على خلاف ما رجحه nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي انتهى كلامه.
(الرابعة) ينبغي أن يكون في معنى طباخ الطعام حامله في الأمرين معا الإجلاس معه والمناولة منه عند القلة لوجود المعنى فيه، وهو تعلق نفسه به وشمه رائحته وإراحة صاحب الطعام من حمله كما أن في الأول إراحته من طبخه وإن كان هذا الثاني أقل عملا من الأول بل قد يقال باستحبابه في مطلق الخادم، ويدل عليه تبويب nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عليه (الأكل مع المملوك).
(الخامسة) (الصانع) الذي صنع الطعام وقوله " وإلا " أي وإلا تدعوه للأكل معكم إما للقلة كما في الرواية الأخرى وإما لسبب آخر 0
وقوله (مشفوها) بالشين المعجمة والفاء أي قليلا وأصله الماء الذي كثرت عليه الشفاه حتى قل فقوله بعده (قليلا) تفسير له وقيل أراد فإن كان مكثورا عليه أي كثرت أكلته، وجوز والدي رحمه الله في قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي (فإن أبى) أن المراد فإن أبى الخادم حياء منه أو تأدبا قال والظاهر أن المراد السيد بدليل غيرها من الروايات .