وعن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام زاد الشيخان مسجدي هذا وزاد nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر nindex.php?page=hadith&LINKID=677909وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه وزاد nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير وصلاة في ذلك أفضل من مائة ألف صلاة في هذا
(الحديث الثالث)
وعن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام .
(فيه) فوائد:
(الأولى) أخرجه من هذا الوجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=17080، ومسلم وحده من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن سعيد وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن زيد بن رباح ، وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر كلاهما عن أبي عبد الله الأغر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ولفظه عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي مسجدي هذا ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15975سعد بن إبراهيم كلاهما عن أبي عبد الله الأغر nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبي سلمة بن عبد الرحمن كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ثم شكا في رفعه نصا فأخبرهما عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=659479فإني آخر الأنبياء وإن مسجدي آخر المساجد وقال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر روي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة من طرق ثابتة صحاح متواترة ولم يرد بذلك التواتر الذي يذكره أهل الأصول وإنما أراد الشهرة والله أعلم.
(الثانية) اختلف العلماء في معنى الاستثناء في قوله إلا المسجد الحرام فقال الجمهور معناه: إلا المسجد الحرام فإن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في مسجد المدينة ، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر عن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة ، ومن المالكية nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب وجماعة أهل الأثر، وقال به nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ويدل له ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار في مسنديهما nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في سننه وغيرهم عن [ ص: 47 ] nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر اختلف على nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير في رفعه ووقفه، ومن رفعه أحفظ وأثبت من جهة النقل، وهو أيضا صحيح في النظر ؛ لأن مثله لا يدرك بالرأي مع شهادة أئمة الحديث للذي رفعه بالحفظ والثقة.
وقال النووي : حديث حسن. وقال والدي رحمه الله في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : رجاله رجال الصحيح وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني في هذا الحديث وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي بألف صلاة وروى nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه قال والدي رحمه الله في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : إسناده جيد (قلت) ويقع في بعض نسخ nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من مائة صلاة بدون ألف والمعتمد ما نقلته أولا. والحديثان معا حديث nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير وحديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر كلاهما من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح عن صحابية وذلك غير قادح فيهما ؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء إمام واسع الرواية فيجوز أن يكون عنده عنهما وقال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر لما ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر نقلته ثقات كلهم.
وجائز أن يكون عند nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء في ذلك عنهما فيكونان حديثين، وعلى هذا يحمله أهل العلم بالحديث ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في مسنده من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وفيه بعد قوله إلا المسجد الحرام فهو أفضل قال والدي : وإسناده صحيح ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر في التمهيد بهذا اللفظ وبلفظ فإن الصلاة فيه أفضل وبلفظ فإنه أفضل منه بمائة صلاة قال: وهو عندهم حديث آخر بلا شك فيه ؛ لأنه روي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر من وجوه وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=76609الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي [ ص: 48 ] بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار ثم قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار هذا إسناد حسن وفي سنن nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه حديث آخر يقتضي تفضيل الصلاة في مسجد مكة إلا أنه مخالف لما تقدم في قدر الثواب رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرفوعا وفيه وصلاته في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة وصلاته في مسجدي بخمسين ألف صلاة، وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة قال والدي رحمه الله فيه أبو الخطاب الدمشقي يحتاج إلى الكشف عنه وذهب آخرون إلى أن معنى الاستثناء إلا المسجد الحرام فإن الصلاة في مسجدي أفضل من الصلاة فيه بدون ألف صلاة ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر أن يحيى بن يحيى سأل عبد الله بن نافع عن معنى هذا الحديث فذكر هذا ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر تأويل ابن نافع بعيد عند أهل المعرفة باللسان قال ويلزمه أن يقول: إن الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل من الصلاة في المسجد الحرام بتسعمائة ضعف وتسعة وتسعين ضعفا وإذا كان هكذا لم يكن للمسجد الحرام فضل على سائر المساجد إلا بالجزاء اللطيف على تأويل ابن نافع وحسبك ضعفا بقول يئول إلى هذا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال مثل بعض أهل العلم بلسان العرب الاستثناء في هذا الحديث بمثال بين فيه معناه. فإذا قلت اليمن أفضل من جميع البلاد بألف درجة إلا العراق جاز أن يكون العراق مساويا لليمن وجاز أن يكون فاضلا وأن يكون مفضولا فإن كان مساويا فقد علم فضله، وإن كان فاضلا أو مفضولا لم يعلم مقدار المفاضلة بينهما إلا بدليل على عدة درجات إما زائدة على ذلك أو ناقصة عنه.
(قلت) هذا كلام فيه إنصاف بخلاف كلام ابن نافع ، وقد قام الدليل على أنه المسجد الحرام فاضل بمائة درجة ، وقد سبق ذلك فوجب الرجوع إليه ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر ، وقد زعم بعض المتأخرين من أصحابنا أن الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الصلاة في المسجد الحرام بمائة صلاة، ومن غيره بألف صلاة قال واحتج لذلك بما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=15938زياد بن سعد عن ابن أبي عتيق قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يقول صلاة في المسجد الحرام خير من مائة صلاة فيما سواه قال وتأول بعضهم هذا الحديث أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر على أن الصلاة في مسجد النبي [ ص: 49 ] صلى الله عليه وسلم خير من تسعمائة صلاة في المسجد الحرام قال وهذا كله تأويل لا يعضده دليل، وحديث سليمان بن عتيق هذا لا حجة فيه ؛ لأنه مختلف في إسناده، وفي لفظه، وقد خالفه فيه من هو أثبت منه فمن الاختلاف أنه روي عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بلفظ (صلاة في المسجد الحرام أفضل من ألف صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ) وبلفظ صلاة في المسجد الحرام أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما فضله عليه بمائة صلاة . قال: فكيف يحتجون بحديث قد روي فيه ضد ما ذكروه أيضا من رواية الثقات إلى ما في إسناده من الاختلاف أيضا، وقد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال أخبرني سليمان بن عتيق nindex.php?page=showalam&ids=16568، وعطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير أنهما سمعاه يقول صلاة في المسجد الحرام خير من مائة صلاة فيه ويشير إلى مسجد المدينة ثم روى nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر بإسناده عن سليمان بن عتيق عن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر (صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما فضله عليه بمائة صلاة) ثم قال على أنه لم يتابع سليمان ابن عتيق على ذكره nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وهو مما أخطأ فيه عندهم وانفرد به، وما انفرد به فلا حجة فيه، وإنما الحديث محفوظ عن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير . انتهى.
(الثالثة) استدل به الجمهور بالتقرير الذي قدمته على تفضيل مكة على المدينة ؛ لأن الأمكنة تشرف بفضل العبادة فيها على غيرها مما تكون العبادة فيه مرجوحة، وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد في أصح الروايتين عنه nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب ومطرف nindex.php?page=showalam&ids=13055وابن حبيب الثلاثة من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وحكاه الشاجي عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح والمكيين والكوفيين وبعض البصريين والبغداديين وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر nindex.php?page=showalam&ids=16414وعبد الله بن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة لكن حكى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض والنووي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أن المدينة أفضل وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بصيغة التمريض فقال وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر ، وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ما يدل على أن مكة أفضل الأرض كلها قال ولكن المشهور عن أصحابه في مذهبه تفضيل المدينة ، ومما يدل للجمهور ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن [ ص: 50 ] عبد الله بن عدي بن حمراء قال nindex.php?page=hadith&LINKID=666230رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على الحزورة فقال والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حسن صحيح. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر هذا من أصح الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهذا قاطع في محل الخلاف. انتهى.
وذهب آخرون إلى تفضيل المدينة على مكة وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وأهل المدينة وحكاه زكريا الشاجي عن بعض البصريين والبغداديين وتقدم قول من حكاه عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر واستدل أصحابنا على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=907558ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة قال وركبوا عليه قوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=945199موضع سوط في الجنة خير من الدنيا، وما فيها قال وهذا لا دليل فيه على ما ذهبوا إليه ؛ لأنه إنما أراد به ذم الدنيا والزهد فيها والترغيب في الآخرة فأخبر أن اليسير من الجنة خير من الدنيا كلها وأراد بذكر السوط - والله أعلم - التقليل لا أنه أراد موضع السوط بعينه بل موضع نصف سوط وربع سوط من الجنة الباقية خير من الدنيا الفانية، ثم قال ولا حجة لهم في شيء مما ذهبوا إليه، ولا يجوز تفضيل شيء من البقاع على شيء إلا بخبر يجب التسليم له ثم ذكر حديث ابن حمراء المتقدم. وقال: كيف يترك مثل هذا النص الثابت، ويمال إلى تأويل لا يجامع متأوله عليه.
(الرابعة) استثنى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض من القول بتفضيل مكة البقعة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم وضمت أعضاءه الشريفة وحكى اتفاق العلماء على أنها أفضل بقاع الأرض قال النووي في شرح المهذب ولم أر لأصحابنا تعرضا لما نقله. قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر : وكان nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك يقول من فضل المدينة على مكة أني لا أعلم بقعة فيها قبر نبي معروف غيرها. قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر يريد ما لا يشك فيه فإن كثيرا من الناس يزعم أن قبر إبراهيم عليه الصلاة والسلام ببيت المقدس وأن قبر موسى عليه الصلاة والسلام هناك ثم ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المرفوع في سؤال موسى عليه السلام ربه أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر ثم قال إنما يحتج بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أنكر فضلها أما من أقر به وأنه ليس على وجه الأرض أفضل بعد مكة منها فقد أنزلها منزلتها واستعمل القول بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وفيها ثم روى nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب [ ص: 51 ] أنه قال إني لأعلم أي بقعة أحب إلى الله في الأرض هي البيت الحرام ، وما حوله .
(الخامسة) قال والدي رحمه الله في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في حديث nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس مرفوعا إن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر موقوفا عليه (أن الصلاة فيه خير من مائة صلاة) وهكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة مرفوعا وفي بعض طرق أثر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر (إن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من ألف صلاة بمسجد المدينة ) وفي حديث الأرقم أن الصلاة بمكة أفضل من ألف صلاة ببيت المقدس رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره قال والجمع بين هذا وبين ما تقدم أن يحمل أثر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر باللفظ الأول وحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة على تقدير صحتهما على أن المراد خير من مائة صلاة في مسجد المدينة فيكون موافقا لحديث nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير ، ومن معه وحديث الأرقم وأثر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر باللفظ الثاني يقتضي أن تكون الصلاة في المسجد الحرام بألف ألف صلاة وإذا تعذر الجمع فيرجع إلى الترجيح وأصح هذه الأحاديث حديث nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء فإن أسانيدها صحيحة.
قال: وأما الاختلاف في مسجد المدينة فأكثر الأحاديث الصحيحة أن الصلاة فيه خير من ألف صلاة وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أنها بألف صلاة من غير تفضيل على الألف وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه أن الصلاة فيه بخمسين ألف صلاة وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط أن الصلاة فيه أفضل من أربع صلوات ببيت المقدس قال، وقد اختلفت الأحاديث في المقدار الذي تضاعفت به الصلاة في مسجد بيت المقدس فعند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=76611أن الصلاة فيه كألف صلاة في غيره ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أن الصلاة فيه بخمسمائة صلاة وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه أن الصلاة فيه بخمسين ألف صلاة فعلى هذا تكون الصلاة بمسجد المدينة إما بأربعة آلاف على مقتضى حديث nindex.php?page=showalam&ids=156ميمونة وإما بألفين على مقتضى حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء وإما بمائتي ألف صلاة على مقتضى حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس . لكنه في هذا الحديث سوى بين مسجد المدينة وبين مسجد بيت المقدس وأصح طرق أحاديث الصلاة [ ص: 52 ] ببيت المقدس أنها بألف صلاة. فعلى هذا أيضا يستوي المسجد الأقصى مع مسجد المدينة ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أو nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة مرفوعا صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الأقصى ، وعلى هذا فتحمل هذه الرواية على تقدير ثبوتها إلا المسجد الأقصى فإنهما مستويان في الفضل ولا مانع من المصير إلى هذا أي فإنه ليس بأفضل من ألف صلاة فيه بل هو مساو له وأصح طرق أحاديث التضعيف في المدينة أنها أفضل من ألف والأصح في بيت المقدس أنها بألف فيمكن أيضا أن يكون التفاوت بينهما بالزيادة على الألف، والله أعلم انتهى كلام والدي رحمه الله .
(السادسة) ظاهر الحديث أنه لا فرق في تضعيف الصلاة بين الفرض والنفل وبه قال أصحابنا ومطرف من المالكية ، وذهب nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي إلى اختصاص التضعيف بالفرض وهو مقتضى كلام nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم الظاهري ؛ لأنه أوجب صلاة الفرض في أحد المساجد الثلاثة بنذره ذلك ولم يوجب التطوع فيها بالنذر. قال النووي : وهو خلاف إطلاق الأحاديث الصحيحة (قلت): قد يقال لا عموم في اللفظ ؛ لأنه نكرة في سياق الإثبات وساعد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=1362أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ، وقد يقال هو عام ؛ لأنه وإن كان في الإثبات فهو في معرض الامتنان، وقال والدي رحمه الله في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : تكون النوافل في المسجد مضاعفة بما ذكر من ألف في المدينة ، ومائة ألف في مكة ويكون فعلها في البيت أفضل لعموم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح nindex.php?page=hadith&LINKID=1362أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة بل ورد في بعض طرقه أن النافلة في البيت أفضل من فعلها في مسجده صلى الله عليه وسلم .
(السابعة) استدل به على أن تضعيف الصلاة في مسجد المدينة يختص بمسجده صلى الله عليه وسلم الذي كان في زمنه دون ما أحدث بعده فيه من الزيادة في زمن الخلفاء الراشدين وغيرهم ؛ لأن التضعيف إنما ورد في مسجده وذاك هو مسجده، وأيضا فقد أكد ذلك بقوله في رواية الصحيحين مسجدي هذا وبذلك صرح النووي وقال: ينبغي أن يحرص المصلي على ذلك ويتفطن لما ذكرته وقال والدي رحمه الله في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : هذا شبيه بما إذا اجتمع الاسم والإشارة هل تغلب الإشارة أو الاسم (قلت) لم يظهر لي ذلك فالاسم والإشارة [ ص: 53 ] متفقان هنا ؛ لكونه أضاف المسجد إليه وأشار إلى الموجود ذلك الوقت، ولو كان لفظه ( مسجد المدينة هذا) لكان من تعارض الاسم والإشارة لكن يشكل على هذا ما في تاريخ المدينة أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه لما فرغ من الزيادة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو انتهى إلى الجبانة لكان الكل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو زيد في هذا المسجد ما زيد كان الكل مسجدي وفي رواية لو بني هذا المسجد إلى صنعاء كان مسجدي ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه قال (لو مد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الحليفة لكان منه) وقال عمر بن أبي بكر الموصلي بلغني عن ثقات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما زيد في مسجدي فهو منه ولو بلغ ما بلغ فإن صح ذلك فهو بشرى حسنة.
(الثامنة) وهذا بخلاف المسجد الحرام فإنه لا يختص التضعيف بالمسجد الذي كان في زمنه صلى الله عليه وسلم بل يشمل جميع ما زيد فيه ؛ لأن اسم المسجد الحرام يعم الكل بل المشهور عند أصحابنا أن التضعيف يعم جميع مكة بل صحح النووي أنه يعم جميع الحرم الذي يحرم صيده. واعلم أن للمسجد الحرام أربع استعمالات (أحدها) نفس الكعبة كقوله - تعالى - فول وجهك شطر المسجد الحرام
(الثاني) الكعبة ، وما حولها من المسجد كقوله - تعالى - سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام فالمراد نفس المسجد في قول nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ورجحه nindex.php?page=showalam&ids=14689الطبري وفي الصحيح ما يدل له، وقيل أسري به من بيت nindex.php?page=showalam&ids=94أم هانئ وقيل من شعب أبي طالب فيكون المراد على هذا في هذه الآية مكة .
(الثالث) جميع مكة ، ومنه قوله تعالى لتدخلن المسجد الحرام قال nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية ، وعظم القصد هنا إنما هو مكة .
(التاسعة) قال النووي : قال العلماء وهذا فيما يرجع إلى الثواب فثواب صلاة فيه يزيد على ثواب ألف فيما سواه ولا يتعدى ذلك إلى الإجزاء عن الفوائت حتى لو كان عليه صلاتان فصلى في مسجد المدينة صلاة لم تجزه عنهما وهذا لا خلاف فيه والله أعلم.
[ ص: 54 ] (العاشرة) وجه إيراد هذا الحديث في باب النذر أنه يدل على فضل الصلاة في هذين المسجدين المسجد الحرام ، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو نذر الصلاة في أحدهما لزمه ما التزمه ؛ لأنه يتبين أنه قربة وشأن القرب أن تلزم بالنذر .