قال عبد الملك بن هشام [ ص: 212 ] وذكرني ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أن عتبة بن أبي وقاص رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ فكسر رباعيته اليمنى السفلى وجرح شفته السفلى وأن عبد الله بن شهاب الزهري شجه في وجهه وأن ابن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من المغفر في وجنته ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر ليقع فيها المسلمون ، وهم لا يعلمون فأخذ nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورفعه nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما ومص مالك بن سنان أبو أبي سعيد الخدري الدم من وجهه ثم ازدرده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مص دمي لم تمسه النار ، وروى عن nindex.php?page=showalam&ids=16745عيسى بن طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق أن أبا عبيدة بن الجراح نزع إحدى الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت شفته ثم نزع الأخرى فسقطت شفته الأخرى فكان ساقط الشفتين وعن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر nindex.php?page=hadith&LINKID=889919أن ابن قمئة لما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد قال خذها ، وأنا ابن قمئة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقمأك الله عز وجل فانصرف ابن قمئة من ذلك اليوم إلى أهله فخرج إلى غنمه فوافاها على ذروة جبل فأخذ يعترضها فشد عليه تيسها فنطحه نطحة أرداه من شاهق الجبل فتقطع .
(الثانية) (الرباعية) بفتح الراء والباء الموحدة وتخفيفها وكسر العين المهملة وفتح الياء المثناة من تحت وتخفيفها هي السن التي تلي الثنية من كل جانب ، وللإنسان أربع ثنايا ، وهي الواقعة في مقدم الفم ثنتان من أعلى ، وثنتان من أسفل وتليها الرباعيات أربع أيضا ثنتان من أعلى ، وثنتان من أسفل وقد تبين مما تقدم أن الذي كسر من رباعياته الرباعية اليمنى السفلى .
(الثالثة) ، وفيه أن وقوع الأسقام ، والآلام للأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه لينالوا جزيل الأجر ، ولتعرف أممهم وغيرهم ما أصابهم ، ويتأسوا به قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض ، وليعلم أنهم من البشر تصيبهم محن الدنيا ، ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر فيستيقنوا أنهم مخلوقون ، ولا يفتتن بما ظهر على أيديهم من المعجزات ، ولا تلبس [ ص: 213 ] الشيطان من أمرهم ما لبسه على النصارى ، وغيرهم .
(الرابعة) قوله (على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله) احترز بقوله في سبيل الله عمن يقتله حدا أو قصاصا لأن من يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله كان قاصدا قتله عليه الصلاة والسلام وقد اتفق ذلك لأبي بن خلف قصد يوم أحد قتل النبي صلى الله عليه وسلم فاعترض له رجال من المؤمنين فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلوا طريقه وطعنه النبي صلى الله عليه وسلم بحربته فوقع عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم فرجع إلى قومه ، وجعل يقول قد كان قال لي بمكة أنا أقتلك فوالله لو بصق علي لقتلني فمات بسرف ، وهم قافلون به إلى مكة ، وحكي عنه أنه قال لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون .