(الثانية) ( خوز ) بضم الخاء المعجمة وإسكان الواو بعدها زاي معجمة جيل من الناس ، وروينا هذا اللفظ هنا بترك الصرف [ ص: 223 ] ورويناه في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري خوزا مصروفا ، وسبب ذلك خفته مع عجمته ، وروى خوز كرمان بإضافة خوز إلى كرمان أضيف الجيل إلى سكنهم ، ويقال لكور الأهواز بلاد الخوز ، ويقال لها خوزستان ، والنسبة إليها خوزي قال صاحب النهاية ، ويروى بالراء المهملة ، وهو من أرض فارس ، وصوبه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وقيل إذا أضيفت فبالراء ، وإذا عطفت فبالزاي انتهى وكرمان بفتح الكاف وكسرها وإسكان الراء حكاهما ابن السمعاني ، وصحح الفتح مع تصدير كلامه بالكسر لأنه أشهر ، وهو اسم لصقع مشهور يشتمل على عدة بلاد فإن كانت الرواية بالإضافة فالأمر فيه واضح ، وإن كانت بالعطف فالمراد أهل كرمان فحذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه ، ويدل عليه قوله بعده قوما من الأعاجم .
(الثالثة) قوله حمر الوجوه بإسكان الميم أي بيض الوجوه مشربة بحمرة ، وقوله فطس الأنوف بضم الفاء وإسكان الطاء ، وبالسين المهملة المراد به أن يكون في رأس الأنف انبطاح ، وهو ضد الشمم في الأنف ، وقوله في الرواية الأخرى ذلف الأنوف هو بالذال المعجمة ، والمهملة لغتان المشهورة المعجمة ، وممن حكى الوجهين فيه صاحب المشارق ، والمطالع ، قال رواية الجمهور بالمعجمة ، وبعضهم بالمهملة ، والصواب المعجمة ، وهو بضم الذال وإسكان اللام جمع أذلف كأحمر وحمر ، ومعناه فطس الأنوف قصارها مع انبطاح ، وقيل هو غلظ في أرنبة الأنف ، وقيل تطامن فيها ، وكله متقارب .
(الرابعة) قوله كأن وجوههم المجان بفتح الميم وتشديد النون جمع مجن بكسر الميم ، وهو الترس ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض عن بعضهم أنه أجاز فيه كسر الميم في الجمع ، وإنه خطأ ، وقوله المطرقة بضم الميم وإسكان الطاء وتخفيف الراء هنا هو الفصيح المشهور في الرواية وفي كتب اللغة والغريب ، وحكي فتح الطاء وتشديد الراء والمعروف الأول قال العلماء هي التي ألبست العقب ، وهو بفتح العين والقاف العصب التي تعمل منه الأوتار ، وأطرقت به طاقة فوق طاقة قالوا ، ومعناه تشبيه وجوه الترك في عرضها ، وتنز وجناتها ، وغلظها بالترسة المطرقة .
(الخامسة) قوله نعالهم الشعر معناه أنهم يجعلون نعالهم من حبال صنعت من الشعر ، وكذا يفعل [ ص: 224 ] بعض الأتراك ، والظاهر أن هذا هو معنى قوله في الرواية الأخرى يمشون في الشعر ، ويحتمل أن يكون معنى تلك الرواية الإشارة إلى كثرة شعورهم ، وكثافتها وطولها فهم بذلك يمشون فيها ، ويحتمل أن ترد الرواية المشهورة إليها ، ويكون معنى نعالهم الشعر : أن شعورهم ونواصيهم وافية على قدر قدودهم حتى يطئوا أطراف دوابهم ، وهذا تكلف ، والأول هو الظاهر ، والله أعلم .