أي في الأحكام والعداد ، ولا يجوز أن يكون المراد النسب قطعا ، وفيه فضيلة عظيمة للأنصار وفيه بيان فضل الهجرة ، ومعنى الحديث أن المهاجرين كانوا فريقا وكانت الأنصار فريقا ، وكل قبيلة مع أحلافها تعد فريقا ، ولكل فريق في الحروب راية ، وكان عليه الصلاة والسلام في المهاجرين فطيب خواطر الأنصار بأنه لولا الهجرة التي شاركه المهاجرون فيها أوجبت أن يكون معدودا فيهم لكان عداده في الأنصار ، وإن كان من قريش لما بينه وبين الأنصار من الموالاة الأكيدة والمناصرة الشديدة ، وإلى هذا أشار nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة رضي الله عنه بقوله ما ظلم بأبي وأمي أي ما ظلم قريشا بذلك أي بانفراده عنهم وعده نفسه في الأنصار بتقدير فقد الهجرة لأن الأنصار آووه ونصروه ، وفعلت قريش في مبتدإ الأمر ضد ذلك ، أو ما ظلم الأنصار ، ولا بخسهم حقهم بهذا الكلام الذي قاله فيهم .
(الثالثة) قوله ولو يندفع الناس في شعبة كذا رويناه وضبطناه هنا بضم الشين ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري أن الشعبة المسيل الصغير يقال شعبة حافل أي ممتلئة سيلا ، وقال في المحكم الشعبة صدع في الجبل يأوي إليه المطر ، والشعبة المسيل في ارتفاع قراره الرمل ، والشعبة ما صغر من التلعة وقيل ما عظم من سواقي الأودية ، وقيل الشعبة ما انشعب من التلعة والوادي أي عدل عنه ، وأخذ في غير طريقه ، والجمع شعب وشعاب انتهى .
ولفظ الصحيحين (شعب) بكسر الشين بغير هاء في آخره ، وهو ما انفرج بين جبلين كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل بن أحمد [ ص: 269 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت ، والجوهري هو الطريق في الجبل قال في النهاية ، وفي المغازي خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قريشا وسلك شعبة هي بضم الشين وسكون العين موضع قرب يليل ، ويقال له شعبة بن عبد الله .
(الرابعة) أشار عليه الصلاة والسلام بذلك إلى أنه لا يفارق الأنصار مدة حياته لأنه جعل أرضهم دار هجرته فهو ملازم لها إلى وفاته ، وقد قال في الحديث الآخر المحيا محياكم ، والممات مماتكم .