وعن عبيدة قال قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي لأهل النهروان : فيهم رجل مثدون اليد أو مودن اليد أو مخدج اليد لولا أن تبطروا لأنبأتكم ما قضى الله على لسان نبيه لمن قتلهم : قال عبيدة فقلت nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي أنت سمعته ؟ قال نعم ، ورب الكعبة يحلف عليها ثلاثا رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وقال أنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم الحديث ، واتفقا عليه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16072سويد بن غفلة عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بلفظ آخر ، وفيه nindex.php?page=hadith&LINKID=658779فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة .
وروى الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=11998، وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397، والنسائي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16072سويد بن غفلة قال قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول عليه ما لم يقل وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة .
وعن أبي مريم قال : إن كان ذلك المجدع لمعنا يومئذ في المسجد نجالسه بالليل والنهار ، وكان فقيرا ، ورأيته مع المساكين يشهد طعام علي مع الناس ، وقد كسوته برنسا لي قال أبو مريم ، وكان المجدع يسمى نافعا ذا الثدي ، وكان في يده مثل ثدي المرأة [ و ] على رأسه حلمة مثل حلمة الثدي عليه شعرات مثل سبالة السنور .
(الثانية) قوله قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي لأهل النهروان اللام للتبيين أي قال هذا الكلام في حق أهل النهروان المراد بهم الخوارج المارقون في زمن nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه ، وكان اجتماعهم في هذا المكان ، وهو بفتح النون وإسكان الهاء وفتح الراء المهملة ، وهي بلدة على أربع فراسخ من الدجلة ويقال لهم الحرورية نسبة إلى حروراء [ ص: 281 ] وهو بالمد والقصر موضع بظاهر الكوفة اجتمع فيه أوائل الخوارج ثم كثر استعماله حتى استعمل في كل خارجي .
(الثالثة) قوله فيهم رجل مثدون اليد أو مودن اليد أو مخدج اليد شك من الراوي في اللفظ الذي قاله فأما المثدون فبفتح الميم ، وإسكان الثاء المثلثة ، وضم الدال المهملة ، وإسكان الواو وآخره نون ، وهو صغير اليد مجتمعها كثندوة الثدي ، وهي بفتح الثاء المثلثة بلا همز وبضمها مع الهمز ، وكأن أصله مثنود فقدمت الدال على النون كما قالوا في جبذ جذب ، وعاث في الأرض وعثا ، وحكي في المحكم هذا القلب عن ابن جني ، وقال إنه ليس بشيء ، وأما (المودن) فبضم الميم وإسكان الواو وفتح الدال المهملة ويقال بالهمز وبتركه وهو ناقص اليد ، ويقال له أيضا . ودين ومودون ، وأما (المخدج) فبضم الميم وإسكان الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة وآخره جيم ، ومعناه ناقص اليد يقال خدجت الناقة إذ ألقت ولدها قبل تمام الأيام ، وإن كان تام الخلقة ، فهو خديج ، وأخدجت إذا جاءت به ناقص الخلق ، وإن كانت أيامه تامة فهو مخدج ، ويستعمل ذلك أيضا في كل ذات ظلف وحافر بل في الآدميات أيضا ، ومنه وكل أنثى حملت خدوجا .
(الرابعة) قوله لولا أن تبطروا أي تطغوا ، وأصل البطر الطغيان عند النعمة والعافية فيسوء احتماله لها فيكون منه الكبر والأشر والبذخ ، وشدة المرح .
(الخامسة) قوله أنت سمعته كذا في روايتنا هنا الاقتصار على ذلك ، والمراد من النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مصرح به في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، والمعنى دال عليه .
(السادسة) قوله لمن قتلهم أي قاتلهم ، وفيه الترغيب في قتال الخوارج وفي الرواية الأخرى التصريح بالأمر بذلك قال النووي : وهو إجماع من العلماء قال القاضي nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض أجمع العلماء على أن الخوارج وأشباههم من أهل البدع والبغي متى خرجوا على الإمام ، وخالفوا رأي الجماعة ، وشقوا العصا وجب قتالهم بعد إنذارهم والإعذار إليهم قال الله تعالى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله لكن لا يجهز على جريحهم ، ولا يتبع منهزمهم ، ولا يقتل أسيرهم ، ولا تباح أموالهم ، وما لم يخرجوا عن الطاعة وينتصبوا للحرب لا يقاتلون بل يوعظون ويستتابون عن بدعتهم وباطلهم ، وهذا كله ما لم يكفروا ببدعتهم فإن كانت البدعة مما [ ص: 282 ] يكفرون بها جرت عليهم أحكام المرتدين ، وأما البغاة الذين لا يكفرون فيورثون ويرثون ، ودمهم في حال القتال هذا ، وكذا أموالهم التي تتلف في القتال ، والأصح أنهم لا يضمنون أيضا ما أتلفوه على أهل العدل في حال القتال من نفس ومال ، وما أتلفوه في غير حال القتال من نفس ومال ضمنوه ، ولا يحل الانتفاع بشيء من دوابهم وسلاحهم في حال الحرب عندنا وعند الجمهور ، وجوزه nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة .
(السابعة) قوله يحلف عليها ثلاثا قد تبين برواية أخرى nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم أن الحلف وتكريره كان باستحلاف عبيدة ، وليس ذلك لشك في خبره ، وإنما هو ليسمع الحاضرين ، ويؤكد ذلك عندهم ، وتظهر لهم المعجزة التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويظهر لهم أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، وأصحابه أولى الطائفتين بالحق ، وأنهم محقون في قتالهم ، والله تعالى أعلم .