(الأولى) : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب السختياني كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وليس فيه لفظة (أو) : وإنما لفظه آذيته شتمته إلى آخره نعم رواه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ سببته أو لعنته أو جلدته : وكذا رواه من طريق سالم مولى النصريين بلفظ آذيته أو سببته أو جلدته : واتفق عليه الشيخان من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=688697اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة nindex.php?page=showalam&ids=17080ولمسلم فيه لفظ آخر أطول منه .
(الثانية) : المراد في الحديث إذا لم يكن المقول له أهلا لذلك القول كما ورد التصريح به في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أنه عليه الصلاة والسلام قال nindex.php?page=showalam&ids=11088لأم سليم أما تعلمين أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر [ ص: 13 ] وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة منك يوم القيامة .
قال النووي في شرح مسلم . فهذه الرواية تبين المراد في بقية الروايات المطلقة ، وأنه إنما يكون دعاؤه صلى الله عليه وسلم عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك إذا لم يكن أهلا للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه وكان مسلما ، وإلا فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الكفار والمنافقين ولم يكن ذلك لهم رحمة .
(أحدهما) : أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى وفي باطن الأمر ولكنه في الظاهر مستوجب له فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك ، وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر ، والله يتولى السرائر .
(الثاني) : إن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود بل هو مما خرج على عادة العرب في وصل كلامها بلا نية كقوله تربت يمينك وعقرى حلقى وكقوله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ليتيمة nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم لا أكثر الله منك وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية لا أشبع الله بطنه ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورا وأجرا وإنما كان يقع منه هذا في النادر الشاذ من الأزمان nindex.php?page=hadith&LINKID=687322ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه وقد صح أنهم قالوا له ادع على دوس فقال اللهم اهد دوسا .
وعبر أبو العباس القرطبي عن الجواب الأول بعبارة حسنة أحببت نقلها فقال أوضحها وجه واحد وهو أنه صلى الله عليه وسلم إنما يغضب لما يرى من المغضوب عليه من مخالفة الشرع فغضبه لله لا لنفسه فإنه ما كان يغضب لنفسه ولا ينتقم لها ، وقد قررنا في الأصول أن الظاهر من غضبه تحريم الفعل المغضوب من أجله .
وعلى هذا فيجوز له أن يؤدب المخالف باللعن والسب والجلد والدعاء عليه بالمكروه وذلك بحسب مخالفة المخالف غير أن ذلك المخالف قد يكون ما .
[ ص: 14 ] صدر منه فلتة أوجبتها غفلة أو غلبة نفس أو شيطان وله فيما بينه وبين الله عمل خالص وحال صادق يدفع الله عنه بسبب ذلك أثر ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم له من ذلك القول أو الفعل قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض وقد يكون قوله هذا ودعاء ربه إشفاقا على المدعو عليه وتأنيسا له لئلا يلحقه من الخوف والحذر من ذلك ومن تقبل دعائه ما يحمله على اليأس والقنوط وقد تكون سؤالاته لربه فيمن جلده وسبه بوجه حق وعقاب على جرم أن يكون ذلك عقوبة في الدنيا وكفارة لما فعله وتحصنا له عن عقابه عليه في الآخرة كما في الحديث الآخر ومن أصاب شيئا فعوقب به كان له كفارة .
(الرابعة) : قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري بعد ذكره الجواب الأول فما معنى قوله إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وهذا يشير إلى أن تلك الدعوة وقعت بحكم سورة الغضب لا على أنها من مقتضى الشرع فبقي السؤال على حاله قيل يحتمل أن يكون عليه الصلاة والسلام أراد أن دعوته عليه أو سبه أو جلده كان مما خير بين فعله له عقوبة للجاني وتركه وزجره بأمر آخر فحمله الغضب لله تعالى على أحد الأمرين المتخير فيهما وهو سبه أو لعنه أو جلده ونحو ذلك وليس ذلك خارجا عن حكم الشرع .
(الخامسة) : قوله عليه الصلاة والسلام اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه : معناه أنه طلب ذلك من الله تعالى فأجاب دعاءه وحقق طلبته وعن هذا عبر بقوله في الرواية الأخرى شرطت على ربي أي دعائي المجاب فالله تعالى لا يشترط عليه شرط ولا يجب عليه لأحد حق بل ذلك كله منه على سبيل الفضل والكرم والإكرام لأوليائه .
(السابعة) : استدل به المصنف على أن الحاكم يعتمد الظاهر حتى في الحدود فإذا قامت بينة مقبولة بما يقتضي حدا أقامه فلا حرج عليه ولا إثم إذا كانت البينة كاذبة في نفس الأمر إذا لم يعلم هو بكذبها ولم يتحقق خلاف ما شهدت به ؛ لأن القاضي لا يقضي على خلاف علمه كما قد حكى الإجماع على ذلك ، وإن اختلفوا في جواز قضائه بعلمه في غير حدود الله تعالى ، فإن قوله عليه الصلاة والسلام يدخل فيه حد .
[ ص: 15 ] الحد وجلد التعزير وإنما لا يكون المحدود أهلا للحد إذا كانت البينة عليه بما يقتضي الحد كاذبة في نفس الأمر ، فأما إذا صدقت فهو أهل للحد وإن كانت له أعمال صالحة وفضائل تجبر ما وقع منه فذلك لا ينفي وقوع الحد موقعه ومع كذب البينة إذا لم يعلم الحاكم كذبها لا يلحق الحاكم من ذلك شيء والله أعلم .
(الثامنة) : وفيه جواز لعن العاصي المعين وقد ذكر النووي أن ظواهر الأحاديث تدل على جوازه وإن كان المشهور في المذهب خلافه .
(التاسعة) : قوله أو شتمته أو جلدته أو لعنته : بعد قوله آذيته : من ذكر الخاص بعد العام وقوله فاجعلها أي تلك الخصلة .
(العاشرة) : قوله (صلاة) : أي رحمة كما في الرواية الأخرى والصلاة من الله مفسرة بالرحمة وقوله (وزكاة) : يحتمل أن يراد ترقية لنفسه ويحتمل أن يراد الزيادة في الأجر كما عبر عنها في الرواية الأخرى بالأجر ، و (القربة) : ما يقرب إلى الله تعالى وإلى رضوانه