(الأولى) اتفق عليه الشيخان من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق عطاء بن مينا كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج سبقت غضبي .
(الثانية) قوله لما قضى الله الخلق قال أبو العباس القرطبي : أي لما أظهر قضاءه وأبرزه كيف شاء (قلت) وإنما أحوجه إلى تأويل قضى بأظهر وأبرز ، ظنه أن القضاء هنا بمعنى التقدير ، وهو أعني ، التقدير قديم فاحتاج إلى تأويله بظهوره ويحتمل أن المراد بالقضاء هنا الخلق أي لما فرغ من خلق المخلوقات ويدل له قوله في رواية أخرى في الصحيح لما خلق الله الخلق [ ص: 84 ] والروايات يفسر بعضها بعضا والخلق من صفات الفعل فلا يحتاج إلى تأويله بما ذكر والله أعلم .
(الثالثة) : قوله في كتابه : يحتمل أن يراد به اللوح المحفوظ ويحتمل أن يراد به غيره وقوله فهو عنده فوق العرش لا بد من تأويل ظاهر لفظه عنده ؛ لأن معناها حضرة الشيء والله تعالى منزه عن الاستقرار والتحيز والجهة فالعندية ليست من حضرة المكان بل من حضرة الشرف أي وضع ذلك الكتاب في محل معظم عنده .
(الرابعة) : قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري غضب الله ورضاه يرجعان إلى إرادته لإثابة المطيع ومنفعة العبد وعقاب العاصي وضرر العبد فالأول منهما يسمى رحمة والثاني يسمى غضبا وإرادة الله سبحانه قديمة أزلية بها يريد سائر المرادات فيستحيل فيها الغلبة والسبق ، وإنما المراد هنا متعلق الإرادة من النفع والضر فكان رفقه بالخلق ونعمه عندهم أغلب من نقمه وسابقة لها وإلى هذا يرجع معنى الحديث وقد اختلف شيوخنا في معنى الرحمة هل ذلك راجع إلى نفس الإرادة للتنعيم أو إلى التنعيم نفسه ، وإنما يحتاج إلى هذا الاعتذار على القول بأن ذلك راجع إلى نفس الإرادة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض الغلبة هنا ، والسبق بمعنى والمراد بها الكثرة والشمول كما يقال غلب على فلان حب المال أو الكرم أو الشجاعة إذا كان أكثر خصاله وحكى النووي هذا الكلام الذي نقلناه عن nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري مختصرا عن العلماء وعبر عن الكلام المنقول عن القاضي بقوله قالوا وذكر أبو العباس القرطبي نحو هذا الكلام وزاده إيضاحا بقوله كيف لا وابتداؤه الخلق وتكميله وإتقانه وترتيبه وخلق أول نوع الإنسان في الجنة كل ذلك برحمته السابقة ، وكذلك ما رتب على ذلك من النعم والألطاف في الدنيا والآخرة وكل ذلك رحمات متلاحقة ولو بدأ بالانتقام لما كمل لهذا العالم نظام ثم العجب أن الانتقام به كملت الرحمة والإنعام وذلك أن بانتقامه من الكافرين كملت رحمته على المؤمنين إذ بذلك حصل خلاصهم وإصلاحهم وتم لهم دينهم وفلاحهم فظهر لهم قدر رحمة الله عليهم في صرف ذلك الانتقام عنهم فقد ظهر أن رحمته سبقت غضبه ، وإنعامه غلب انتقامه (قلت) : ولا بد من حمل ذلك على المؤمنين فإن الكفار أكثر منهم وليس لهم في الآخرة إلا الغضب المحض [ ص: 85 ] فباعتبارهم يكون الغضب أغلب من الرحمة فإذا حملنا ذلك على المؤمنين لم يكن عليه إشكال وقد يقال إذا ضم إلى رحمة الله للمؤمنين رحمته الدنيوية للكفار صارت الرحمة أغلب من الغضب والأول أظهر ويدل له أن الحديث إنما سيق للمؤمنين في معرض الرجاء والترغيب فيما عند الله والوعد برحمته وأيضا فإنما تقع المقايسة بين الرحمة والغضب في حق من يحتملها ، وهو المؤمن أما الكافر فلا حظ له في دار البقاء الأبدي في الرحمة فلا يدخل في المقايسة لعدم إمكانها في حقه والله أعلم .
(الخامسة) : استأنس به المصنف رحمه الله لما يفعله الحكام من تسجيل الأمور التي يحكمون بها وجعل نسخة في ديوان الحكم وأخرى مع الخصم ؛ لأن الله تعالى عليم بكل شيء غني عن التذكير غير محتاج إلى كتابة تقديراته ، وإنما فعل ذلك ليقتدي به خلفه من حكام الدنيا في ضبط حقوق الناس بكتابتها وتسجيلها ؛ لأنه أعون على تذكرها وأقرب إلى حفظها كما قيل في خلقه السموات والأرض في ستة أيام إن ذلك تعليم لخلقه التأني في الأمور والتؤدة فيها فإنه سبحانه وتعالى قادر على خلقها وخلق أمثالها في أقل من طرفة عين قال تعالى إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون