(الأولى) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وحده من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ثلاثتهم عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم عن أبيه .
(الثانية) الحياء ممدود وهو الاستحياء ، قال nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي قال أهل اللغة : الاستحياء من الحياة واستحياء الرجل من قوة الحياة فيه لشدة علمه بمواقع العيب ، قال : فالحياء من قوة الحس ولطفه وقوة الحياة ، وفي رسالة القشيري عن الجنيد رحمهما الله أنه قال : الحياء رؤية الآلاء أي النعم ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء ، وعرف غير واحد الحياء بأنه تغير وانكسار يعرض للإنسان من تخوف ما يعاب به أو يذم عليه .
وقال الشيخ تقي الدين في شرح العمدة : أصل الحياء الامتناع أو ما يقاربه من معنى الانقباض وقال بعضهم : صوابه الانكسار بدل الامتناع ، وقد ذكر بعد ذلك أن الامتناع من لوازم الحياء فيطلق الحياء على الامتناع إطلاق الاسم الملزوم على اللازم . انتهى .
فكيف يكون لازم الشيء هو أصل مدلوله .
(الثالثة) [ ص: 147 ] قوله يعظ أخاه في الحياء معناه يعذله على فعله ويذكر له مفاسده فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال : دعه فإن الحياء من الإيمان وهذه اللفظة وهي دعه انفرد بها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
(الرابعة) قال nindex.php?page=showalam&ids=15140الإمام المازري : إنما كان الحياء وهو في الأكثر غريزة من الإيمان الذي هو اكتساب ؛ لأن الحياء يمنع من المعصية كما يمنع الإيمان منها ، وأخذ ذلك من nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة فإنه ذكره مبسوطا فقال : معنى هذا الحديث أن الحياء يمنع صاحبه من ارتكاب المعاصي كما يمنع الإيمان فجاز أن يسمى إيمانا ؛ لأن العرب تسمي الشيء باسم ما قام مقامه أو كان شبيها به ألا ترى أنهم يسمون الركوع والسجود صلاة ، وأصل ذلك الدعاء فلما كان الدعاء يكون في الصلاة سميت صلاة ، وكذلك الزكاة وهي تثمير المال ونماؤها فلما كان النماء يقع بإخراج الصدقة عن المال سمي زكاة حكاه عنه nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال .
(الخامسة) قال النووي قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض وغيره من الشراح : إنما جعل الحياء من الإيمان ، وإن كان غريزة ؛ لأنه قد يكون تخلقا واكتسابا كسائر أعمال البر وقد يكون غريزة ولكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونية وعلم فهو من الإيمان لهذا ولكونه باعثا على أفعال البر ومانعا من المعاصي .
قال النووي : وأما كون الحياء خيرا كله ولا يأتي إلا بخير فقد يشكل على بعض الناس من حيث إن صاحب الحياء قد يستحي أن يواجه بالحق من يجله فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وقد يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق وغير ذلك مما هو معروف في العادة ، قال : وجواب هذا ما أجاب به جماعة من الأئمة منهم nindex.php?page=showalam&ids=12795الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله أن هذا المانع الذي ذكرناه ليس بحياء حقيقة بل هو عجز وخور ومهانة وإنما تسميته حياء من إطلاق بعض أهل العرف أطلقوه مجازا لمشابهته الحياء الحقيقي ، وإنما حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق ونحو هذا ويدل عليه ما ذكرناه عن الجنيد رحمه الله والله أعلم .