(الأولى) أخرجه من الطريق الأولى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15290المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وأخرجه من الطريق الثالثة nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وحده من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، واتفق عليه الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر وهما جميعا صحيحان ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=702446لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر لما ذكر الرواية الأولى : هكذا هذا الحديث في الموطإ بهذا الإسناد عن جماعة الرواة فيما علمت ، ورواه إبراهيم بن خالد بن عثمة عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=16055سمي عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، والصواب فيه إسناد الموطإ قال وفي الموطإ عن جماعة رواية في هذا الحديث : لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر وقال فيه سعيد بن هشام بإسناد الموطإ : لا تسبوا الدهر وقال فيه يحيى فإن الدهر هو الله ، وغيره يقول فإن الله هو الدهر وهذا الحديث قد اختلف في [ ص: 156 ] ألفاظه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، والصحيح في لفظه ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب وغيره من الفقهاء ذوي الألباب انتهى .
(الثانية) الخيبة بفتح الخاء المعجمة وإسكان الياء المثناة من تحت ، بعدها باء موحدة الحرمان والخسران وعدم نيل المطلوب ، فقول القائل : يا خيبة الدهر أو وا خيبة الدهر ، وهو منصوب على الندبة وهي نداء متفجع عليه حقيقة أو حكما أو متوجع منه ، كأنه فقد الدهر لما يصدر عنه من الأمور التي يكرهها فندبه .
(الثالثة) فيه النهي عن هذا الكلام وقد كان أهل الجاهلية يستعملون مثل ذلك ومن عقيدة بعضهم أن الزمان هو الفاعل حقيقة لتعطيلهم ونفيهم الإله ، واستعمل السلاميون قريبا من ذلك غير قاصدين به ذلك ، ولكنهم يذمون الدهر إذا لم تحصل لهم أغراضهم ، ويمدحونه إذا حصلت لهم ، قال أبو العباس القرطبي : ولا شك في كفر من نسب تلك الأفعال أو شيئا منها للدهر حقيقة ، واعتقد ذلك . وأما من جرت هذه الألفاظ على لسانه ولا يعتقد صحة ذلك فليس بكافر ، ولكنه قد تشبه بأهل الكفر وبالجاهلية في الإطلاق ، وقد ارتكب ما نهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ، فليتب وليستغفر الله ، والدهر والزمان والأبد كلها بمعنى واحد ، وهو راجع إلى حركات الفلك وهي الليل والنهار ، والله أعلم .
(الرابعة) قال nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي أيضا : ليس هذا النهي مقصورا على هذا اللفظ بل يلتحق به كل ما في معناه من قولهم : خرق الفلك وانعكس الدهر وتعس وما في معنى ذلك .
(الخامسة) قوله : فإن الله هو الدهر قال النووي : قال العلماء : هو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو مرض أو تلف مال أو غير ذلك ، فيقولون : يا خيبة الدهر ، ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله أي لا تسبوا فاعل النوازل ، فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها .
وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى ومعنى فإن الله هو الدهر أي فاعل النوازل والحوادث ، وخالق الكائنات والله أعلم .
(السادسة) استدل به بعضهم على أن الدهر من أسماء الله تعالى قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض وذكر بعض من لا تحقيق له أن الدهر اسم من أسماء الله تعالى وهذا جهل [ ص: 157 ] من قائله وذريعة إلى مضاهاة قول الدهرية والمعطلة ، ويفسره قوله في الحديث الآخر : nindex.php?page=hadith&LINKID=661175فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فهذا هو معنى ما أشار إليه المفسرون من أن فاعل ذلك في الدهر هو الله عز وجل والدهر بيده زمان الدنيا ، قال بعضهم : هو أحد مفعولات الله تعالى وقيل بل هو فعله كما قيل (أنا الموت) وكما قال تعالى ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون وإنما رأوا أسبابه ، وقد شبه جهلة الدهرية وكفرة المعطلة بهذا الحديث على من لا علم عنده ولا حجة لهم فيه ؛ لأن الدهر عندهم حركات الفلك وأمد العالم ، ولا شيء عندهم سواه ولا صانع عند القائلين بقدم العالم منهم سواه ، فإذا كان عندهم هو المراد بالله ، فكيف يصرف ويقلب الشيء نفسه ؟ تعالى الله عن كفرهم وضلالهم انتهى .
(السابعة) قوله : يؤذيني ابن آدم قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري : هو مجاز والبارئ تعالى لا يتأذى من شيء فيحمل أن يريد ، أن هذا عندكم إذا ؛ لأن الإنسان إذا أحب آخر لم يصح أن يسبه لعلمه أن السب يؤذيه ، والمحبة تمنع من الأذى ومن فعل ما يكرهه المحبوب ، فكأنه قال : يفعل ما أنهاه عنه وما يخالفني فيه ، والمخالفة فيها أذى فيما بينكم فتجوز فيها في حق البارئ سبحانه انتهى .
وأحسن النووي التعبير عن ذلك مختصرا بقوله : معناه يعاملني معاملة توجب الأذى في حقكم .
(الثامنة) قوله في هذه الرواية الأخيرة : وأنا الدهر هو برفع الراء على الخبر كما صرح به في الرواية الأولى بقوله فإن الله هو الدهر قال النووي : هذا هو الصواب المعروف الذي قاله nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأبو عبيد وجماهير المتقدمين والمتأخرين .
وقال أبو بكر محمد بن داود الأصبهاني الظاهري إنما هو الدهر بالنصب على الظرف أي أنا مدة الدهر ، أقلب ليله ونهاره فيكون الخبر إما قوله : بيدي الأمر ، وإما قوله : أقلب الليل والنهار وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر هذه الرواية عن بعض أهل العلم .
وقال النحاس : يجوز النصب أي فإن الله باق مقيم أبدا لا يزول قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : قال بعضهم هو منصوب على الاختصاص ، قال والظرف أي بتقدير النصب أصح وأصوب .
وقال أبو العباس القرطبي بعد ذكره : إن الرواية الصحيحة المشهورة فيه الرفع ، والذي حمل راوي النصب على ذلك خوف أن يقال إن الدهر من أسماء [ ص: 158 ] الله تعالى وهذا عدول عما صح إلى ما لا يصح مخافة ما لا يصح ، فإن الرواية الصحيحة عند أهل التحقيق بالضم ، ولم يرو الفتح من يعتمد عليه ، ولا يلزم من ثبوت الضم أن يكون الدهر من أسماء الله تعالى لأن أسماء الله تعالى لا بد فيها من التوقيف عليها أو استعمالها استعمال الأسماء من الكثرة والتكرار ، فيخبر به وعنه ، وينادي به ولم يوجد في الدهر شيء من ذلك فلا يكون من أسمائه تعالى ثم لو سلم صحة النصب في ذلك اللفظ فلا يصح ذلك في الرواية التي قال فيها : nindex.php?page=hadith&LINKID=702446لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ولم يذكر أقلب الليل والنهار ولا يصح أن يقال : إن هذه الرواية مطلقة والأخرى مقيدة ؛ لأنا إن صرنا إلى ذلك لزم نصب الدهر بعامل محذوف ليس في الكلام ما يدل عليه ولزم حذف الخبر ولا دليل عليه وذلك باطل قطعا .