وعن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء زاد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أو قال بماء زمزم شك nindex.php?page=showalam&ids=17257همام .
(الحديث الثاني) وعن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء .
(فيه) فوائد :
(الأولى) اتفق عليه الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في سننه الكبرى من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وزاد في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قال nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع وكان nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله يقول اكشف عنا الرجز ، واتفق عليه الشيخان من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر بلفظ فأبردوها بالماء وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طريق عبد الله بن نمير عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم أيضا nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في الكبرى من طريق محمد بن بشر عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر كلاهما بلفظ إن شدة الحمى nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم أيضا من طريق الضحاك بن عثمان كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من طريق عمر بن محمد بن زيد عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
(الثانية) قوله من فيح جهنم بفتح الفاء وإسكان الياء المثناة من تحت وآخره حاء مهملة هو شدة حرها ولهبها وانتشارها ، وهو بمعنى قوله في رواية أخرى من فور جهنم [ ص: 186 ] والظاهر أنه على حقيقته ولهذا كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يقول : (اللهم أذهب عنا الرجز) ويحتمل أنه مجاز على طريق التشبيه بحر جهنم وقد تقدم نظير ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم إن شدة الحر من فيح جهنم .
(الثالثة) في هذه الرواية إثبات ذلك للحمى وفي الرواية الأخرى إن شدة الحمى فيحتمل أن هذا من باب الإطلاق والتقييد فيحمل المطلق على المقيد ، ويكون المراد بالحمى في هذه الرواية شدة الحمى لا مطلق الحمى ، ويحتمل أن لا يكون بين الروايتين تفاوت ، ويكون المراد أن الشدة الحاصلة من الحمى هي من فيح جهنم وهذا وصف لازم للحمى إذ لا تخلو عن شدة وإن قلت والله أعلم .
(الرابعة) قوله : فأطفئوها بالماء هو بهمزة بلا خلاف وأما قوله في الرواية الأخرى فابردوها فالمشهور أنه بهمزة وصل وبضم الراء يقال بردت الحمى ابردها بردا على وزن قتلتها اقتلها قتلا أي أسكنت حرارتها وأطفأت لهبها ، هذا هو الصحيح الفصيح المشهور في الروايات وكتب اللغة وغيرها ، وحكى صاحب المشارق أنه يقال بهمزة قطع وكسر الراء في لغة وقد حكاها nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري وقال هي لغة رديئة .
(الخامسة) فيه مداواة الحمى باستعمال الماء وحكى nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري عن بعض من في قلبه مرض أنه اعترض ذلك وقال : الأطباء مجمعون على أن استعمال المحموم الماء البارد مخاطرة وقريب من الهلاك ؛ لأنه يجمع المسام ويحقن البخار المتحلل ، ويعكس الحرارة إلى داخل الجسم فيكون سببا للتلف ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري ونقول في إبطال اعتراضه إن علم الطب من أكثر العلوم احتياجا إلى التفصيل حتى أن المريض يكون الشيء دواءه في ساعة ثم يصير داء له في الساعة التي تليها بعارض يعرض من غضب يحمي مزاجه فيتغير علاجه ، أو هواء يتغير أو غير ذلك مما لا تحصى كثرته ، فإذا وجد الشفاء بشيء في حالة ما لشخص لم يلزم منه الشفاء به في سائر الأحوال ، وجميع الأشخاص والأطباء مجمعون على أن المرض الواحد يختلف علاجه باختلاف السن والزمان والعادة والغذاء المتقدم والتأثير المألوف وقوة الطباع فإذا عرفت ذلك فنقول : إن المعترض تقول على النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقل فإنه لم يقل أكثر من قوله ابردوها بالماء ولم يبين صفته وحالته والأطباء [ ص: 187 ] يسلمون أن الحمى الصفراوية يدبر صاحبها بسقي الماء البارد الشديد البرودة ، ويسقونه الثلج ويغسلون أطرافه بالماء البارد فلا يبعد أنه صلى الله عليه وسلم أراد هذا النوع من الحمى ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هنا في صحيحه عن nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء رضي الله عنها nindex.php?page=hadith&LINKID=661106أنها كانت تأتي المرأة الموعوكة فتصب الماء في جيبها وتقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبردوها بالماء فهذه nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء راوية الحديث ، وقربها من النبي صلى الله عليه وسلم معلوم تأولت الحديث على نحو ما قلناه فلم يبق للملحد المعترض إلا اختراعه الكذب واعتراضه به فلا يلتفت إليه انتهى .
وأخذ كلامه هذا من nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي فإنه ذكره مختصرا ، فقال غلط بعض من ينتسب إلى العلم فانغمس في الماء لما أصابته الحمى فاحتقنت الحرارة في باطن بدنه فأصابته علة صعبة كاد أن يهلك منها ، فلما خرج من علته قال قولا فاحشا لا يحسن ذكره ، وذلك لجهله بمعنى الحديث وتبريد الحميات الصفراوية أن يسقي الماء الصادق البرد ، ويوضع أطراف المحموم فيه وأنفع العلاج وأسرعه إلى إطفاء نارها وكسر لهيبها فإنما أمرنا بإطفاء الحمى وتبريدها على هذا الوجه دون الانغماس في الماء وغط الرأس فيه ثم ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء المتقدم ، وقال القاضي بعد ذكره حديث nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء هذا يرد قول الأطباء ويصحح حصول البرء باستعمال المحموم الماء ، وأنه على ظاهره لا على ما سبق من تأويل nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري قال : ولولا تجربة nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء والمسلمين لمنفعته ما استعملوه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815أبو بكر بن العربي ، ومنهم من قال بأن الحميات على قسمين منها ما يكون عن خلط بارد ، ومنها ما يكون عن حار وفيه ينفع الماء وهي حميات الحجاز وعليها خرج كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفعله حتى قال nindex.php?page=hadith&LINKID=942039صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن فتبرد وخف حاله ، وذلك في أطراف البدن وهو أنفع له وقال أبو العباس القرطبي لا يبعد أن يكون مقصوده أن يرش بعض جسد المحموم أو يفعل به كما كانت nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء تفعل ، فإنها تأخذ ماء يسيرا ترش به في جيب المحموم أو ينضح به وجهه ويداه ورجلاه ، ويذكر اسم الله فيكون ذلك من باب النشرة الجائزة ويجوز أن يكون ذلك من باب الطب فقد ينفع ذلك في بعض الحميات فإن الأطباء قد سلموا أن الحمى الصفراوية يدبر [ ص: 188 ] صاحبها بسقي الماء الشديد البرودة حتى يسقى الثلج ، وتغسل أطرافه بالماء البارد ، وعلى هذا فلا بعد في أن يكون هذا المقصود بالحديث ، ولئن سلمنا أنه أراد جميع جسد المحموم فجوابه أنه يحتمل أن يريد بذلك استعماله بعد أن تقلع الحمى وتسكن حرارتها ، ويكون ذلك في وقت مخصوص وبعدد مخصوص فيكون ذلك من باب الخواص التي قد أطلع الله عليها النبي صلى الله عليه وسلم كما قد روى قاسم بن ثابت أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمى فقال له اغتسل ثلاثا قبل طلوع الشمس وقل باسم الله اذهبي يا أم ملدم فإن لم تذهب فاغتسل سبعا (قلت) وروى nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=937269كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حم دعا بقربة من ماء فأفرغها على قرنه فاغتسل فيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف جدا .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط بإسناد جيد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا حم أحدكم فليسن عليه من الماء البارد في السحر ثلاث ليال .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بإسناد فيه جهالة عن عبد الرحمن بن المرقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=661105إن الحمى رائد الموت وهي سجن الله في الأرض فبردوا لها الماء في الشنان وصبوه عليكم فيما بين الأذانين أذان المغرب وأذان العشاء ففعلوا فذهبت عنهم . وذكر حديثا وروى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من رواية سعد رجل من أهل الشام قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أصاب أحدكم الحمى فإن الحمى قطعة من النار فليطفئها عنه بالماء فليستنقع في ماء جار ، وليستقبل جريته فيقول باسم الله اشف عبدك وصدق رسولك بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس ولينغمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة أيام فإن لم يبرأ في ثلاث فخمس فإن لم يبرأ في خمس فسبع فإن لم يبرأ في سبع فتسع فإنها لا تكاد تجاوز تسعا بإذن الله تعالى قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي هذا حديث غريب (قلت) وسعيد هذا هو ابن زرعة الشامي الحمصي الجزار قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم مجهول لكن روى عنه مرزوق الشامي والحسن بن همام وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات وسمعت والدي رحمه الله غير مرة يحكي أنه في شبابه أصابته حمى ، وأنه ذهب إلى النيل فاستقبل جرية الماء وانغمس فيه فأقلعت عنه الحمى ، ولم تعد له بعد ذلك وقد توفي والدي رحمه الله ولي من العمر أكثر [ ص: 189 ] من ثلاث وأربعين سنة ، ولم أفارقه إلا مدة إقامته بالمدينة الشريفة وهي ثلاث سنين ومدة رحلتي إلى الشام وهي دون ثلاثة أشهر فلم أره حم قط حتى ولا في مرض موته إنما كان يشكو انحطاط قواه ، وكان قد جاوز إحدى وثمانين سنة وذلك لحسن مقصده وامتثاله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بجد وتصديق وحسن نية رحمه الله ورضى عنه .
(السادسة) روى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه من رواية همام وهو ابن يحيى عن أبي حمزة الضبعي قال كنت أجالس nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه بمكة وأخذتني الحمة ، فقال ابردها عنك بماء زمزم nindex.php?page=hadith&LINKID=661101فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها من فيح جهنم فابردوها بالماء أو بماء زمزم شك nindex.php?page=showalam&ids=17257همام قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وقد روى من غير هذا الطريق فأبردوها بماء زمزم وهذا إنما هو من ناحية التبرك به ، وقد قال صلى الله عليه وسلم في ماء زمزم إنها طعام طعم وشفاء سقم .
(السابعة) حكى nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي أنه بلغه عن nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري أنه كان يقول معنى قوله فأبردوها بالماء أي تصدقوا بالماء عن المريض يشفه الله لما روي nindex.php?page=hadith&LINKID=680187إن أفضل الصدقة سقي الماء انتهى .
وهو شذوذ ومخالفة لظاهر هذا الحديث ولصريح بقية الأحاديث ، ولما فهمته راوية الحديث nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت الصديق وراويه nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس وغيرهما والله أعلم .