الرؤيا عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=688659رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، ولم يسق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك لفظه وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=661211رؤيا المسلم يراها أو ترى له وله من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=661213الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة والمتن الأول أكثر طرقا فقد اتفق عليه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد
الرؤيا الحديث الأول عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=688659رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وعن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، ولم يسق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك لفظه (فيه) فوائد : (الأولى) أخرجه من الطريق الأولى [ ص: 205 ] nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من رواية إبراهيم بن سعد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من رواية nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح ومن رواية nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا من رواية عوف الأعرابي nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وفي بعض طرق رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هذه خمسة .
(الثانية) الرؤيا مقصورة مهموزة ويجوز ترك همزها كنظائرها قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري مذهب أهل السنة في حقيقة الرؤيا أن الله تعالى يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان ، وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء لا يمنعه نوم ولا يقظة فإذا خلق هذه الاعتقادات فكأنه جعلها علما على أمور أخر تلحقها في ثاني الحال أو كان قد خلقها فإذا خلق في قلب النائم الطيران وليس بطائر فأكثر ما فيه أنه اعتقد أمرا على خلاف ما هو فيكون ذلك الاعتقاد علما على غيره كما يكون خلق الله سبحانه وتعالى الغيم علما على المطر والجميع خلق الله تعالى ولكنه يخلق الرؤيا والاعتقادات التي جعلها علما على ما يسر بغير حضرة الشيطان ويخلق ما هو علم على ما يضر بحضرة الشيطان فينسب إلى الشيطان مجازا لحضوره عندها ، وإن كان لا فعل له حقيقة وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=983834الرؤيا من الله والحلم من الشيطان لا على أن الشيطان يفعل شيئا فالرؤيا اسم للمحبوب والحلم اسم للمكروه وإنما كانتا جميعا من خلق الله تعالى وتدبيره وبإرادته ولا فعل للشيطان فيهما لكنه يحضر المكروهة [ ص: 206 ] ويرتضيها ويسر بها وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي هي إدراكات يخلقها الله في قلب العبد على يد الملك أو الشيطان إما بأسمائها وإما أمثالا يكني بها وإما تخليطا ونظير ذلك في اليقظة الخواطر فإنها تأتي على نسق وتأتي مسترسلة غير محصلة فإذا خلق الله من ذلك في المنام على يد الملك شيئا كان وحيا منظوما وبرهانا مفهوما هذا نحو كلام الأستاذ أبي إسحاق وصار القاضي إلى أنها اعتقادات وإنما دار هذا الخلاف بينهما لأنه قد يرى نفسه بهيمة أو ملكا أو طائرا وليس هذا إدراكا لأنها ليست حقيقة فصار القاضي إلى أنها اعتقادات لأن الاعتقاد قد يأتي على خلاف المعتقد وذهل عن التفطن لأن هذا المرئي مثل فالإدراك إنما يتعلق بالمثل وقال أبو العباس القرطبي بعد نقله كلام nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري وقال غيره إن لله تعالى ملكا موكلا يعرض المرئيات على المحل المدرك من النائم فيمثل أمثلة لمعاني معقولة غير محسوسة ، وفي الحالتين تكون مبشرة ومنذرة قال nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي وهذا مثل الأول في المعنى غير أنه زاد فيه قضية الملك ويحتاج في ذلك إلى توقيف من الشرع ويجوز أن يخلق الله تلك التمثيلات من غير ملك ، ثم قال وقيل إن الرؤيا إدراك أمثلة منضبطة في التخيل جعلها الله أعلاما على ما كان أو يكون ، وهو أشبهها ، ثم قال فإن قيل كيف يقال إن الرؤيا إدراك مع أن النوم ضد الإدراك فإنه من الأضداد العامة كالموت فلا يجتمع معه إدراك فالجواب أن الجزء المدرك من النائم لم يحله النوم فلم يجتمع معه فقد تكون العين نائمة والقلب يقظان كما قال صلى الله عليه وسلم إن عيني تنامان ولا ينام قلبي وإنما قال منضبطة في التخيل لأن الرائي يرى في منامه الآن نوع ما أدركه في اليقظة بحسه غير أنه قد تركب المتخيلات في النوم تركيبا يحصل من مجموعها صورة لم يوجد لها مثال في الخارج يكون علما على أمر نادر كمن يرى في نومه موجودا رأسه رأس الإنسان وجسده جسد الفرس مثلا وله جناحان إلى غير ذلك مما يمكن من التركيبات التي لا يوجد مثلها في الوجود ، وإن كانت آحاد أجزائها في الوجود الخارجي وإنما قال جعلها الله أعلاما على ما كان أو يكون لأنه يعني به الرؤيا الصحيحة المنتظمة الواقعة على شروطها قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض وقال كثير من العلماء إن للرؤيا ملكا وكل بها يري الرائي من ذلك ما فيه تنبيه على ما يكون له أو يقدر عليه من خير أو شر .
(الثالثة) [ ص: 207 ] قيد في هذه الرواية الرؤيا بكونها من الرجل الصالح ، وفي رواية أخرى المسلم ، وفي أخرى المؤمن ، وفي رواية أخرى nindex.php?page=hadith&LINKID=661211رؤيا المسلم يراها أو ترى له وكل ذلك ثابت في الصحيح فأما ذكر الرجل فقد خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له وأما كونه مسلما أو مؤمنا أو صالحا فظاهر كلام nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر أنه ليس قيدا أيضا فإنه قال والرؤيا إذا لم تكن من الأضغاث والأهاويل فهي الرؤيا الصادقة ، وقد تكون الرؤيا الصادقة من الكافر ومن الفاسق كرؤيا الملك التي فسرها يوسف صلى الله عليه وسلم ورؤيا الفتيين في السجن وكرؤيا بخت نصر التي فسرها دانيال عليه السلام في ذهاب ملكه وكرؤيا كسرى في ظهور النبي صلى الله عليه وسلم ومثل رؤيا nindex.php?page=showalam&ids=10982عاتكة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره عليه الصلاة والسلام ومثل هذا كثير قال : وقد قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقساما تغني عن قول كل قائل فذكر حديث عوف بن مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=983834الرؤيا ثلاث منها أهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم ومنها ما يهم الرجل في يقظته فيراه في منامه ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ، فقيل له : أنت سمعته بهذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سنن nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=983834الرؤيا ثلاث فرؤيا صالحة : بشرى من الله ورؤيا تحزن من الشيطان ، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه وهو في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وهو في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من كلام nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين قال : يقال : الرؤيا ثلاث ، فذكره قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هو أبين (قلت) وتقسيم الرؤيا إلى ثلاثة أقسام لا ينافي تقييد الصادقة بالتي هي صادرة عن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ولا يمكن القول بأن رؤيا الكافر من أجزاء النبوة وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815أبو بكر بن العربي الراءون على ثلاثة أقسام : صالح من المؤمنين ، وفاسق منهم ، وكافر من غيرهم فأما رؤيا الصالح فهي التي تنسب إلى النبوة ومبادئها لأن الصلاح جزء منها وأما رؤيا الفاسق فقال بعضهم إنها مرادة بقوله الرؤيا الصالحة جزء من سبعين فإن كانت من مؤمن فهي من خمسة وأربعين ومعنى صلاحها استقامتها وانتظامها والذي عندي أن رؤيا الفاسق لا تعد في النبوة .
وأما الرؤيا من الكافر فقد وردت في القرآن ، وقد كان كفار العرب والأمم ترى الرؤيا الصحيحة ولا تعد أيضا في النبوة ولكنها تدخل في باب الندارة وقال [ ص: 208 ] أبو العباس القرطبي لا تكون الرؤيا من أجزاء النبوة إلا إذا وقعت من مسلم صادق صالح ، وهو الذي يناسب حاله حال النبي صلى الله عليه وسلم فأكرم بنوع مما أكرم به الأنبياء ، وهو الاطلاع على شيء من علم الغيب كما قال عليه الصلاة والسلام nindex.php?page=hadith&LINKID=657746أنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة في النوم يراها الرجل الصالح أو ترى له فإن الكافر والكاذب والمخلط ، وإن صدقت رؤياهم في بعض الأوقات لا تكون من الوحي ولا من النبوة إذ ليس كل من صدق في حديث عن غيب يكون خبره ذلك نبوة ، وقد قدمنا أن الكاهن يخبر بكلمة الحق وكذلك المنجم قد يحدث فيصدق ولكن على الندور والقلة وكذلك الكافر والفاسق والكاذب ، وقد يرى المنام الحق ويكون ذلك المنام سببا في شر يلحقه أو أمر يناله إلى غير ذلك من الوجوه المعتبرة المقصودة به ، وقد وقعت لبعض الكفار منامات صحيحة صادقة كمنام الملك الذي رأى سبع بقرات ومنام الفتيين في السجن ومنام nindex.php?page=showalam&ids=10982عاتكة عمة النبي صلى الله عليه وسلم وهي كافرة ونحوه كثير لكن ذلك قليل بالنسبة إلى مناماتهم المخلطة والفاسدة انتهى .
وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين وأنا أقول في هذه الأمة قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض يشير إلى عموم صدق الرؤيا في هذه الأمة وأن صدقها لا يختص بصالح من طالح ، وهو بين .
(الرابعة) قوله جزء من ستة وأربعين) هي الرواية المشهورة كما قاله النووي وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض إنها الأكثر والأصح عند أهل الحديث وحكى أبو العباس القرطبي عن nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري أنها الأكثر والأصح عند أهل الحديث ولم أقف على ذلك في المعلم وإنما هو في الإكمال للقاضي وكأنه اشتبه عليه وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا جزء من خمسة وأربعين وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عنه والذي في رواية أخرى له من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين أيضا وكذا هو عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من ستة وأربعين ، وهو المروي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبي سلمة بن عبد الرحمن nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبي صالح السمان nindex.php?page=showalam&ids=17257وهمام بن منبه وغيرهم وكذا هو في الصحيحين من حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ، وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر بلفظ خمسة ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه بلفظ سبعين وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر جزء من [ ص: 209 ] سبعين جزءا وهو في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره وقال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر لا يختلف في صحته قال وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال وروى عاصم بن كليب عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص من تسعة وأربعين جزءا من النبوة قال وأخطأ فيه رشدين بن سعد قال وروي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم جزءا من أربعة وأربعين بإسناد فيه لين ، ثم روي بإسناد من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن سلمان بن غريب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا بلفظ ستة وأربعين .
قال nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان فحدثت به nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فقال من خمسين جزءا من النبوة فقلت إني سمعت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول إنني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس سمعت nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب قال قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة من المؤمن جزء من خمسين جزءا من النبوة قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر ، وقد حدث هذا الحديث أبو سلمة عمر بن عبد العزيز فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لو كانت جزءا من عدد الحصا لرأيتها صدقا ، ثم روى nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر من حديث عبد العزيز بن المختار عن ثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرفوعا رؤيا المؤمن جزء من ستة وعشرين جزءا من النبوة ثم رواه من حديث أبي رزين العقيلي بلفظ جزء من أربعين جزءا من النبوة وروى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في جامعه حديث أبي رزين بهذا اللفظ وبلفظ جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة فهذه ثمان روايات أقلها من ستة وعشرين وأكثرها سبعون وأصحها وأشهرها ستة وأربعون فإن ملنا إلى الترجيح فرواية الستة والأربعين أصح كما تقدم وقال أبو العباس القرطبي أكثرها في الصحيحين وكلها مشهور فلا سبيل إلى أخذ أحدها وطرح الباقي كما فعل nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري فإنه قد يكون بعض ما ترك أولى مما قبل إذا بحثنا عن رجال أسانيدها وربما ترجح عند غيره غير ما اختاره هو انتهى .
وهو استرواح ورد بغير نظر وكشف ، وقد عرفت بتفصيل ما ذكرناه أن الأشهر والأصح رواية الستة والأربعين كما تقدم والله أعلم .
وإن سلكنا طريق الجمع ففي ذلك أوجه :
(أحدها) أن ذلك يختلف باختلاف حال صاحب الرؤيا قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري أشار nindex.php?page=showalam&ids=14689الطبري إلى أن هذا الاختلاف [ ص: 210 ] راجع إلى اختلاف حال الرائي فالمؤمن الصالح تكون نسبة رؤياه من ستة وأربعين والفاجر من سبعين ولهذا لم يشترط في رواية السبعين في وصف الرائي ما اشترط في وصف الرائي في الحديث المذكور فيه من ستة وأربعين من كونه صالحا وقال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر ليس ذلك عندي باختلاف تضاد وتدافع لأنه يحتمل أن يكون على حسب ما يكون الذي يراها من صدق الحديث وأداء الأمانة والدين المتين وحسن اليقين فمن خلصت له نية في عبادة ربه ويقينه وصدق حديثه كانت رؤياه أصدق وإلى النبوة أقرب كما أن الأنبياء يتفاضلون وقال أبو العباس القرطبي هذا فيه بعد لما قدمناه من صحة حمل مطلق الروايات على مقيدها وبما قد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الرؤيا الصالحة جزء من أربعين وسكت فيه عن ذكر وصف الرائي وكذلك حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو حين ذكر سبعة وأربعين وحديث nindex.php?page=showalam&ids=18العباس حين ذكر خمسين قلت كذا رأيته في نسخة صحيحة سبعة وأربعين ، وهو سبق قلم وإنما فيه من تسعة وأربعين كما تقدم والله أعلم .
(ثانيها) قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري بعد كلامه المتقدم وقيل إن المنامات دلالات والدلالات منها خفي ومنها جلي فما ذكر فيه السبعين يريد الخفي منها وما ذكر فيه الستة والأربعين يريد به الجلي منها .
(ثالثها) أن المراد بهذا الحديث أن المنام الصادق خصلة من خصال النبوة كما جاء في الحديث الآخر nindex.php?page=hadith&LINKID=907919التؤدة والاقتصاد وحسن السمت جزء من ستة وعشرين جزءا من النبوة أي النبوة مجموعة خصال تبلغ أجزاؤها ستة وعشرين هذه الثلاثة أشياء جزء واحد منها وعلى مقتضى هذه التجزئة كل جزء من الستة والعشرين ثلاثة أشياء في نفسه فإذا ضربنا ثلاثة في ستة وعشرين صح لنا أن عدد خصال النبوة من حيث آحادها ثمانية وسبعون ويصح أن نسمي كل اثنين من الثمانية والسبعين جزءا خصلة فيكون جميعها بهذا الاعتبار تسعة وثلاثين ويصح أن تسمى كل أربعة منها جزءا فيكون مجموع أجزائها بهذا الاعتبار تسعة عشر جزءا ونصف جزء فتختلف أسماء العدد المجزئ بحسب اختلاف اعتبار الأجزاء .
وعلى هذا لا يكون اختلاف أعداد أجزاء النبوة في أحاديث الرؤيا المذكورة اضطرابا وإنما هو اختلاف اعتبار مقادير تلك الأجزاء المذكورة ذكره أبو العباس القرطبي وقال أنه أشبه ما ذكر في ذلك مع أنه لم تثلج النفس به ولا طاب لها انتهى كلامه وذكره قبله nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض بأخصر [ ص: 211 ] منه .
(رابعها) قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض أيضا يحتمل أن تكون هذه التجزئة في طرق الوحي إذ منه ما سمع من الله تعالى دون واسطة كما قال أو من وراء حجاب ومنه بواسطة الملك كما قال أو يرسل رسولا ومنه ما يلقى في القلب كما قال إلا وحيا أي إلهاما وهذا حصر لها ، ثم فيه ما يأتيه الملك على صورته ومنه ما يأتيه على صورة آدمي يعرفه ومنه ما يتلقاه منه ، وهو لا يعرفه ، ومنه ما يأتيه به في منامه بحقيقة كقوله الرجل مطبوب ومنه ما يأتيه في مثل صلصلة الجرس ومنه ما يلقيه روح القدس إلى غير ذلك مما وقفنا عليه وما لم نقف عليه فتكون تلك الحالات إذا عددت غايتها انتهت إلى سبعين .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي ولا يخفى ما في هذا الوجه من البعد والتساهل فإن تلك الأعداد كلها إنما هي أجزاء النبوة وأكثر هذه الأحوال التي ذكرت هنا ليست من النبوة في شيء ككونه يعرف الملك أو لا يعرفه أو يأتيه على صورته أو غير صورته ، ثم مع هذا التكلف العظيم لم يقدر أن يبلغ عدد ما ذكر إلى ثلاثين انتهى .
(خامسها) قال nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي أيضا ظهر لي وجه خامس وأن أستخير الله في ذكره ، وهو أن النبوة معناها أن يطلع الله من يشاء من خلقه على ما يشاء من أحكامه ووحيه إما بالمشافهة وإما بواسطة ملك أو بإلقاء في القلب لكن هذا المعنى المسمى بالنبوة لا يخص الله به إلا من خصه بصفات كمال نوعه من معارف العلوم والفضائل والآداب ونزهه عن نقائض ذلك فأطلق على تلك الخصال نبوة كما قال عليه الصلاة والسلام nindex.php?page=hadith&LINKID=907919التؤدة والاقتصار والسمت الحسن جزء من النبوة أي من خصال الأنبياء لكن الأنبياء في هذه الخصال متفاضلون كما قال تعالى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وقال تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض فتفاضلهم بحسب ما وهب لكل منهم من تلك الصفات وشرف به من تلك الحالات وكل منهم الصدق أعظم صفته في نومه ويقظته وكانوا تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فنائمهم يقظان ووحيهم في النوم واليقظة سيان فمن ناسبهم في الصدق حصل من رؤياه على الحق غير أنه لما كان الأنبياء في مقاماتهم وأحوالهم متفاضلين وكان كذلك أتباعهم من الصادقين وكان أقل خصال كمال الأنبياء ما إذا اعتبرت كانت ستا وعشرين جزءا وأكثر ما يكون ذلك سبعين وبين العددين [ ص: 212 ] مراتب مختلفة بحسب ما اختلفت ألفاظ تلك الأحاديث وعلى هذا فمن كان من غير الأنبياء في صلاحه وصدقه على رتبة تناسب كمال نبي من الأنبياء كانت رؤياه جزءا من نبوة ذلك النبي وكمالاتهم متفاضلة كما قررناه فنسبة أجزاء منامات الصادقين متفاوتة على ما فصلناه وبهذا الذي أظهره الله لنا يرتفع الاضطراب والله الموفق للصواب ا هـ .
(الخامسة) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي كان بعض أهل العلم يقول في تأويل قوله جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة قولا لا يكاد يتحقق من طريق البرهان ، قال إنه عليه الصلاة والسلام بقي منذ أول ما بدئ بالوحي إلى أن توفي ثلاثا وعشرين سنة منها بمكة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة عشر سنين وكان يوحى إليه في منامه في أول الأمر بمكة ستة أشهر وهي نصف سنة فصارت هذه المدة جزءا من ستة وأربعين جزءا من أجزاء زمان النبوة قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وهذا ، وإن كان وجها قد يحتمله قسمة الحساب والعدد فإن أول ما يجب فيه أن يثبت ما قاله من ذلك خبرا ورواية ، ولم نسمع فيه خبرا ولا ذكر قائل في هذه المقالة فيما بلغني عنه في ذلك أثرا فكأنه ظن وحسبان الظن لا يغني من الحق شيئا ولئن كانت هذه المدة محسوبة من أجزاء النبوة على ما ذهب إليه من هذه القسمة لقد كان يجب أن يلحق بها سائر الأوقات التي كان يوحى إليه في منامه في تضاعيف أيام حياته وأن تلتقط فتلفق ويزاد في أصل الحساب وإذا صرنا إلى هذا بطلت هذه القسمة ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يرى الرؤيا في أمور الشريعة ومهمات الدين فيقصها على أصحابه ، ثم ذكر عدة أحاديث من ذلك ، ثم قال وكان بعض الشريعة عن رؤيا بعض أصحابه كرؤيا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وعبد الله بن زيد الأذان فكان ذلك بمنزلة الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلى من هذا كله ما نطق به الكتاب من رؤيا الفتح في قوله عز وجل لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق وقال وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس وليس كل ما تخفى علينا علته لا تلزمنا حجته وهذا كقوله في حديث آخر nindex.php?page=hadith&LINKID=676069إن الهدي الصالح والسمت الصالح جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة وحصر النبوة متعذر لا يمكن الوقوف عليه وإنما هما من هدي الأنبياء وشمائلهم فكذلك الأمر في الرؤيا ومعنى الحديث تحقيق أمر الرؤيا وأنها مما [ ص: 213 ] كان الأنبياء يثبتونه ويحققونه وأنها كانت جزءا من أجزاء العلم الذي كان يأتيهم والأنباء التي كان ينزل بها الوحي عليهم انتهى .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري مثل ذلك مختصرا ، ثم قال ولا وجه عندي للاعتراض بما كان من المنامات خلال زمن الوحي لأن الأشياء توصف بما يغلب عليها وتنسب إلى الأكثر منها فلما كانت هذه الستة أشهر مختصة بالمنامات والثلاث والعشرون سنة جلها وحي وإنما فيها منامات قليلة وشيء يسير يعد عدا صح أن يطرد الأقل في حكم النسبة والحساب ، ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري ويحتمل عندي أن يراد بالحديث وجه آخر ، وهو أن ثمرة المنامات الخبر بالغيب لا أكثر ، وإن كان يتبع ذلك إنذارات وبشرى والإخبار بالغيب أحد ثمرات النبوة وأحد فوائدها ، وهو في جنب فوائد النبوة والمقصود منها يسير لأنه يصح أن يبعث نبي يشرع الشرائع ويثبت الأحكام ولا يخبر بغيب أبدا ولا يكون ذلك قادحا في نبوته ولا مبطلا للمقصود منها وهذا الجزء من النبوة ، وهو الإخبار بالغيب لا يكون إلا صدقا والرؤيا بما دلت على شيء ولا يقع لكونها من الشيطان أو من حديث النفس أو من غلط العابر في العبارة فصار الخبر بالغيب أحد ثمرات النبوة ، وهو غير مقصود منها ولكنه لا يقع إلا حقا وثمرة المنام الإخبار بالغيب ولكنه قد لا يقع صدقا فتقدر النسبة في هذا بقدر ما قدره الشرع بهذا العدد على حسب ما أطلعه الله عليه ولأنه يعلم من حقائق نبوته ما لا نعلمه نحن انتهى .
(فإن قلت) قد شارك المنام في الإخبار عن الغيب الإلقاء في الروع ، وهو من أقسام الوحي في حق الأنبياء ويقع مثله لمن شاء الله من الأولياء كما قال عليه الصلاة والسلام nindex.php?page=hadith&LINKID=653210قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون أي ملهمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن في هذه الأمة أحدفعمر فما وجه الحصر في المنام في قوله عليه الصلاة والسلام nindex.php?page=hadith&LINKID=656475لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه ، وفي سنن nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث أم كرز الكعبية nindex.php?page=hadith&LINKID=849816ذهبت النبوة وبقيت المبشرات (قلت) المنام يرجع إلى قواعد مقررة وله تأويلات معروفة ويقع لآحاد المسلمين بخلاف الإلقاء في الروع لا يكون إلا للخواص ولا يرجع إلى قاعدة يميز بها بينه وبين لمة [ ص: 214 ] الشيطان وإنما يعرف ذلك أهل الولاية ، وقد قال بعضهم إن الخاطر الذي من الملك مستقر غير مضطرب بخلاف الخاطر الشيطاني فإنه مضطرب لا استقرار له وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي أجزاء النبوة لا يعلمها بشر إلا الأنبياء ومن أوتي ذلك من الملائكة ، ثم حكي عن بعضهم أنه يمكن أن تقسم النبوة أجزاء تبلغ إلى ستة وأربعين فتكون الرؤيا جزءا منها قال فقلت له ما تفعل بالخمس والأربعين والسبعين ولا تنسب الستة والأربعون من السبعين بنسبة عددية ، وإن انتسبت الخمسة والأربعون منها والقدر الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين أن الرؤيا جزء من النبوة في الجملة لنا لأنها اطلاع على الغيب وتفصيل النسبة يختص به درجة النبوة انتهى .
(قلت) ولا يمكن إلغاء النسبة بعد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها وغايته أن لا يصل علمنا إلى حقيقة ذلك فنؤمن به ونكل علمه إلى عالمه ، وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري لا يلزم العلماء أن تعرف كل شيء جملة وتفصيلا ، وقد جعل الله للعلماء حدا تقف عنده فمنها ما لا نعلمه أصلا ومنها ما نعلمه جملة لا تفصيلا وهذا منه والله أعلم .
(السادسة) لا يتخيل من هذا الحديث أن رؤيا الصالح جزء من أجزاء النبوة فإن الرؤيا إنما هي من أجزاء النبوة في حق الأنبياء عليهم السلام وليست في حق غيرهم من أجزاء النبوة ولا يمكن أن يحصل لغير الأنبياء جزء من النبوة وإنما المعنى أن الرؤيا الواقعة للصالح تشبه الرؤيا الواقعة للأنبياء التي هي في حقهم جزء من أجزاء النبوة فأطلق أنها من أجزاء النبوة على طريق التشبيه قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وإنما كانت من أجزاء النبوة في الأنبياء صلوات الله عليهم دون غيرهم لأن الأنبياء صلوات الله عليهم يوحى إليهم في منامهم كما يوحى إليهم في اليقظة ، ثم قال وقال بعض أهل العلم معناه أن الرؤيا تجيء على موافقة النبوة لا أنها جزء باق من النبوة وقال آخر معناه إنها جزء من أجزاء علم النبوة وعلم النبوة باق والنبوة غير باقية انتهى . .
(فإن قلت) قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر قيل nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك رحمه الله أيعبر الرؤيا كل أحد ؟ فقال أبالنبوة يلعب ؟ قيل له فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه لقول من قال إنها على ما أولت عليه ، قال لا ، ثم قال الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة انتهى .
[ ص: 215 ] وظاهره مخالف لما قررتم (قلت) لا بد من تأويله وصرفه عن ظاهره كما أولنا الحديث ومعناه أنها لما أشبهت النبوة في الاطلاع على الغيب بخلق إدراك من الله تعالى لم يتلاعب بها ، ولم يتكلم فيها بغير علم كما لا يخاض في النبوة بغير علم والله أعلم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض بعد نقله عن كثير من العلماء أن للرويا ملكا وهذا من معنى النبوة لأن لفظ النبي قد يكون فعيلا بمعنى مفعول كجريح أي يعلم الله رسوله ويطلعه من غيبه في منامه على ما لا يظهر عليه أحدا إلا من ارتضى من رسول ، وقد يكون نبي فعيلا بمعنى فاعل كعليم أي يعلم غيره بما أوحي إليه وهذا أيضا صورة صاحب الرؤيا .
(السادسة) قد يفهم من كون الرؤيا جزءا من أجزاء النبوة ، ولم يذكر أنها جزء من الرسالة أنه لا يعتمد عليها في إثبات حكم ، وإن أفادت الاطلاع على غيب فشأن النبوة الاطلاع على الغيب وشأن الرسالة تبليغ الأحكام للمكلفين ويترتب على ذلك أنه لو أخبر صادق عن النبي صلى الله عليه وسلم في النوم بحكم شرعي مخالف لما تقرر في الشريعة لم نعتمده وذكر بعضهم أن سبب ذلك نقص الرائي لعدم ضبطه ، وقد حكي عن القاضي حسين أن شخصا قال له ليلة شك رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي صم غدا أو نحو ذلك فقال له القاضي قد قال لنا في اليقظة لا تصوموا غدا فنحن نعتمد ذلك أو ما هذا معناه وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض الإجماع على عدم اعتماد المنام في ذلك وقال شيخنا الإمام جمال الدين عبد الرحيم الإسنوي ورأيت في مجموع عتيق منسوب لابن الصلاح عن كتاب آداب الجدل للأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني حكاية وجهين في وجوب امتثال الأوامر المحكية عنه في المنام (قلت) ولا شك في أن محلهما ما لم يخالف شرعا مقررا والله أعلم .