(الأولى) أخرجه بألفاظه الثلاثة [ ص: 229 ] مجموعة nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من هذا الوجه عن nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق وفيه في الرواية الثالثة بعد قوله بمثلها ، وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جرائي وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بمعنى اللفظ الثاني عن إسحاق بن منصور عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في التوحيد من صحيحه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15290المغيرة بن عبد الرحمن وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة وفيها إلى سبعمائة ضعف ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر عن nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفيه إلى سبعمائة ضعف ومن طريق هشام عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه وفيه أيضا إلى سبعمائة ضعف .
(الثانية) قوله إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة المراد حدث بذلك نفسه ولا يتوقف ذلك على تحدثه به بلسانه ، وقد دل على ذلك قوله في الرواية الأخرى وإذا هم بحسنة ، ولم يعملها فاكتبوها له حسنة .
والظاهر أن المراد إذا منعه من ذلك عذر ولا تكتب له الحسنة بمجرد الهم مع الانكفاف عن الفعل بلا عذر ويحتمل حمله على إطلاقه وأن مجرد الهم بالخير قربة ، وإن لم يمنع منه مانع .
(الرابعة) قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض قال nindex.php?page=showalam&ids=16935أبو جعفر الطبري فيه دليل على أن الحفظة يكتبون أعمال القلوب وعقدها خلافا لمن قال إنها لا تكتب إلا الأعمال الظاهرة وحكى النووي ذلك عن أبي جعفر الطحاوي وذكر بعضهم أن الملك يعلم ذلك برائحة طيبة تفوح من الإنسان بخلاف ما إذا هم بالسيئة فإنه تفوح منه رائحة خبيثة والله أعلم .
(الخامسة) قوله فإذا عملها فأنا أكتبها له بعشر أمثالها كذا وقع في الأصول بعشر والوجه بعشرة أمثالها [ ص: 230 ] فإن المثل مذكر ولكن ذلك لتأويله بالحسنات والله أعلم .
وقد ورد التضعيف بأكثر من سبعمائة في عدة أحاديث ، وقد ذكرت ذلك في كتاب الصيام من هذا الشرح بما أغنى عن إعادته (الثامنة) تقدم في قوله عليه الصلاة والسلام nindex.php?page=hadith&LINKID=886868إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به استثناء الصيام من حصر التضعيف في قدر مخصوص وتقدم الكلام على ذلك في الصيام .
(التاسعة) في قوله فإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يفعلها دليل على أن حديث النفس والخواطر لا يؤاخذ بها ، وهو مجمع عليه فيما لا يستقر من الخواطر ولا يقترن به عزم مصمم فإن عزم على ذلك عزما مصمما فاختلفوا فيه قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري مذهب القاضي أبي بكر بن الخطيب أن من عزم على المعصية بقلبه ووطن نفسه عليها أثم باعتقاده وعزمه ويحمل ما وقع في هذه الأحاديث وأمثالها على أن ذلك فيمن لم يوطن نفسه على المعصية وإنما مر ذلك بفكره من غير استقرار ويسمى هذا وهما ويفرق بين [ ص: 231 ] الهم والعزم هذا مذهب القاضي أبي بكر وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين وأخذوا بظاهر الأحاديث وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على ما ذهب إليه القاضي أبو بكر للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب لكنهم قالوا إن هذا العزم يكتب سيئة وليست السيئة التي هم بها لكونه لم يعملها وقطعه عنها قاطع غير خوف الله تعالى والأمانة لكن نفس الإصرار والعزم معصية فيكتب معصية فإذا عملها كتبت معصية ثانية .
وأما الهم الذي لا يكتب فهو الخواطر التي لا يوطن النفس عليها ولا يصحبها عقد ولا نية عزم انتهى .
(العاشرة) في قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة زيادة على قوله في هذه الرواية فأنا أغفرها لأنه لا يلزم من مغفرتها كتابة حسنة بسبب تركها ، وهو مقيد في الحديث بأن يكون تركها من أجل الله تعالى وعليه يدل قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم إنما تركها من جرائي .
وقد حكى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض عن بعض المتكلمين أنه ذكر في ذلك خلافا وعلل كتابتها حسنة بأنه إنما حمله على تركها الحياء قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض .
وهو ضعيف لا وجه له (قلت) والظاهر حمل هذا المطلق على ذلك المقيد فهو الذي يقتضيه الدليل وتساعده القاعدة والله أعلم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي هذا إذا لم يعملها تاركا لها مع القدرة عليها لا إذا هم بها فلم يعملها مع العجز عنها وعدم [ ص: 232 ] القدرة عليها ولا يسمى الإنسان تاركا للشيء الذي لا يتوهم قدرته عليه .
(الحادية عشرة) قوله فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها يقتضي أن السيئات لا تضاعف ، وهو كذلك لكن يستثنى منه ما في التنزيل في أمهات المؤمنين يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وذلك لشرفهن رضي الله عنهن وعلو مرتبتهن وأن الفاحشة منهن عظيمة الموقع لشدة تأذي النبي صلى الله عليه وسلم بها وكذلك جاء في سيئات الحرم .
(الثانية عشرة) قوله فأنا أكتبها له بمثلها يقتضي أن السيئات لا تضاعف ، أي إن جازيته على ذلك ، وقد يتجاوز الله عنه فلا يؤاخذه بها وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كتبها الله سيئة واحدة ، أو محاها الله .
وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري معلقا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري nindex.php?page=hadith&LINKID=671173وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها ووصله nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في سننه وكذلك وصله nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في غرائب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك من تسعة طرق قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال وفيه رد على من أنفذ الوعيد على العصاة المؤمنين لدلالته على أن الله تعالى قد يتجاوز عنها إذا شاء ، وهو مذهب أهل السنة .
(الثالثة عشرة) قوله إذا أحسن أحدكم إسلامه .
أي أسلم إسلاما حقيقيا وليس كإسلام المنافقين ولا يراد بذلك قدر زائد على حقيقة الإسلام ذكره النووي وقال هذا معروف في استعمال الشرع يقولون حسن إسلام فلان إذا دخل فيه حقيقة بإخلاص وساء إسلامه ، أو لم يحسن إسلامه إذا لم يكن كذلك والله أعلم .
والأول هو الظاهر ولا يتوقف كون الحسنة بعشر أمثالها وغير ذلك مما ذكر في هذا الحديث على أن يكون الفاعل لذلك مبالغا في الإخلاص لله تعالى بالطاعة والمراقبة له بل مجرد الإسلام الذي هو شرط صحة العبارة كاف في ذلك ولا يحترز بذلك إلا عن النفاق والله أعلم .
(الرابعة عشرة) فيه بيان ما تفضل الله به على هذه الأمة من كتابة خواطرهم الحسنة دون [ ص: 233 ] خواطرهم السيئة ومجازاتهم على السيئة بمثلها إن شاء وعلى الحسنة بعشر أمثالها إلا أن يشاء الله الزيادة على ذلك إلى ما لا يحصى وفيه ترجيح جانب الرجاء ، وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في آخر حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ولا يهلك على الله هالك قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض معناه من حتم هلاكه وسدت عليه أبواب الهدى مع سعة رحمة الله تعالى وكرمه وجعله السيئة حسنة إذا لم يعملها وإذا عملها واحدة والحسنة إذا لم يعملها واحدة وإذا عملها عشرة إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة فمن حرم هذه السعة وفاته هذا الفضل وكثرت سيئاته حتى غلبت مع أنها أفراد حسناته مع أنها متضاعفة فهو الهالك المحروم والله أعلم .