(الأولى) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من هذا الوجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة واتفق [ ص: 237 ] عليه الشيخان من طريق الحارث بن سويد عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وزاد فيه قال " من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح " وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب nindex.php?page=showalam&ids=114والنعمان بن بشير رضي الله عنهم .
(الثانية) قال النووي قال العلماء فرح الله هو رضاه قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري (الفرح) ينقسم على وجوه (منها) السرور والسرور يقارنه الرضى بالمسرور به قال فالمراد هنا أن الله تعالى يرضى توبة عبده أشد ما يرضى واجد ضالته بالفلاة فعبر عن الرضى بالفرح تأكيدا لمعنى الرضى في نفس السامع ومبالغة في تقريره انتهى .
ومثل nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي إطلاق الفرح على الرضى بقوله تعالى كل حزب بما لديهم فرحون وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض عن بعضهم أن الفرح معظم السرور وغايته والسرور عبارة عن بسط الوجه وسعة الصدر واستنارة الوجه وقال أبو العباس القرطبي هذا مثل قصد به بيان سرعة قبول الله تعالى لتوبة عبده التائب وأنه يقبل عليه بمغفرته ورحمته ويعامله معاملة من يفرح به ووجه هذا التمثيل أن العاصي حصل بسبب معصيته في قبضة الشيطان وأسره ، وقد أشرف على الهلاك فإذا لطف الله به وأرشده إلى التوبة خرج من شؤم تلك المعصية وتخلص من أسر الشيطان ومن الهلكة التي أشرف عليها فأقبل الله عليه برحمته ومغفرته وبادر إلى ذلك مبادرة هذا الذي قد أشرف على الهلاك لما عدم راحلته وزاده الذي قد انتهى .
به الفرح واستفزه السرور إلى أن نطق بالمحال ، ولم يشعر به لشدة سروره وفرحه وإلا فالفرح الذي هو من صفاتنا محال على الله تعالى لأنه اهتزاز وطرب يجده الإنسان في نفسه عند ظفره بغرض يستكمل به الإنسان نقصانه ويسد به خلته أو يدفع به عن نفسه ضررا ، أو نقصا وكل ذلك محال على الله تعالى فإنه [ ص: 238 ] الكامل بذاته الغني بوجوده الذي لا يلحقه نقص ولا قصور ولكن هذا الفرح عندنا له ثمرة وفائدة ، وهو الإقبال على الشيء المفروح به وإحلاله المحل الأعلى وهذا هو الذي يصح في حقه تعالى فعبر عن ثمرة الفرح بالفرح على طريقة العرب في تسميتها الشيء باسم ما جاوره ، أو كان منه بسبب وذلك القانون جار في جميع ما أطلقه الله تعالى على نفسه من الصفات التي لا تليق به كالغضب والرضى والضحك وغير ذلك انتهى .
(الرابعة) التوبة لغة الرجوع يقال تاب بالتاء المثناة من فوق وثاب بالمثلة وآب وأناب بمعنى رجع والمراد بالتوبة هنا الرجوع عن الذنب وقال بعضهم التوبة أول الدرجات وكأنها الإقلاع والإنابة بعدها والأوبة أعزها وهي درجة الأنبياء قال الله تعالى إنه أواب ثم إن بعضهم يفسر التوبة بالندم وبه عبر كثيرون وجاء فيه حديث مرفوع الندم توبة رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والطيالسي وغيرهما من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وبعضهم يقول الإقلاع عن الذنب وبعضهم يقول العزم على أن لا يعود والأكثرون جمعوا بين الأمور الثلاثة فقالوا إن للتوبة أركانا الإقلاع في الحال ، والعزم على أن لا يعود في المستقبل ، والندم على ما مضى .
قال أبو العباس القرطبي وهذا أكملها غير أنه مع ما فيه من التركيب المحذور في الحدود غير مانع ولا جامع ، بيان .
(الأول) : أنه قد يندم ويقلع ويعزم ولا يكون تائبا شرعا إذ قد يفعل ذلك شحا على ماله أو لئلا يعيره الناس بذلك ولا تصح التوبة الشرعية إلا بالنية والإخلاص فإنها من أعظم العبادات الواجبات ولذلك قال الله تعالى توبوا إلى الله توبة نصوحا وأما (الثاني) فبيانه أنه يخرج عنه .
[ ص: 239 ] من زنا مثلا ، ثم قطع ذكره فإنه لا يتأتى منه غير الندم على ما مضى من الزنا .
وأما العزم والإقلاع فغير مقصودين منه ومع ذلك فالتوبة من الزنا صحيحة في حقه إجماعا وبهذا اغتر من قال إن الندم يكفي في حد التوبة وليس بصحيح لأنه لو ندم ، ولم يقلع وعزم على العود لم يكن تائبا اتفاقا ولما فهم بعض المحققين هذا حد التوبة بحد آخر فقال . هي ترك اختيار ذنب سبق منك مثله حقيقة ، أو تقديرا لأجل الله تعالى وهذا أشد العبارات وأجمعها وبيان ذلك أن التائب لا بد أن يكون تاركا للذنب غير أن ذلك الذنب الماضي قد وقع وفرغ منه فلا يصح تركه إذ هو غير متمكن من عينه لا تركا ولا فعلا وإنما هو متمكن من مثله حقيقة ، وهو زنا آخر مثلا فلو جب لم يصح منه ترك الزنا بل الذي يصح منه أن يقدر أنه لو كان متمكنا من الزنا تركه ، فلو قدرنا من لم يقع منه ذنب لم يصح منه إلا اتقاء ما يمكن أن يقع لا ترك مثل ما وقع فيكون متقيا لا تائبا انتهى .
فيزاد في التوبة ركن رابع ، وهو أن يفعل ذلك لله تعالى فيكون لها أربعة أركان ، وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري التوبة من الذنب الندم عليه رعاية لحق الله سبحانه وتعالى وحكى شيخنا الإمام جمال الدين عبد الرحيم الإسنوي التصريح باشتراط أن يكون ذلك لله تعالى عن أهل الأصول وأنهم مثلوه بما إذا قتل ولده وندم لكونه ولده وبما إذا بذل الشحيح مالا في معصية وندم لأجل غرامة المال والله أعلم ، ثم الاقتصار على هذه الأركان الأربعة إنما هو فيما إذا كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى فإن تعلقت بآدمي فلا بد من أمر خامس ، وهو الخروج عن تلك المظلمة قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك أن من شرط التوبة الخروج عن مظالم العباد قال ولعله يشير إلى كمالها وتمام أمرها لا أنه لا تصح في ذلك الذنب (قلت) ولعله لم يرد الخروج عن مظالم العباد مطلقا بل في ذلك الذنب الذي تاب منه وبتقدير إرادته الخروج عنها مطلقا فهو مبني على قول من يرى أنه لا تصح التوبة من بعض الذنوب دون بعض ، وهو محكي عن المعتزلة والصحيح خلافه والله أعلم .
(الخامسة) فيه قبول الله تعالى توبة العبد إذا وقعت على الوجه المعبر شرعا ، وهو كذلك إلا أنها إذا كانت توبة الكافر من كفره [ ص: 240 ] فهي مقطوع بقبولها ، وإن كانت سواها من أنواع التوبة فهل قبولها مقطوع به ، أو مظنون ؟ فيه خلاف لأهل السنة واختار nindex.php?page=showalam&ids=12441إمام الحرمين أنه مظنون قال النووي ، وهو الأصح قال أبو القاسم القشيري التائب من الذنب على يقين ، ومن قبول التوبة على خطر فينبغي أن يكون دائم الحذر .
(السادسة) قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض في قوله قال من شدة الفرح إلى آخره فيه أن ما قاله الإنسان من قبيل هذا من دهش وذهول غير مؤاخذ به وكذلك حكايته عنه على طريق علمي وفائدة شرعية لا على الهزء والمحاكاة والعيب لحكاية النبي صلى الله عليه وسلم إياه ولو كان منكرا ما حكاه .