قال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري (ذلك لأن لا يتكل رجل ولا ييأس رجل) .
[ ص: 242 ] (الحديث السادس) وعنه قال رسول الله : nindex.php?page=hadith&LINKID=688699دخلت امرأة النار من جراء هرة لها ، أو هر ربطتها فلا هي أطعمتها ولا أرسلتها ترمم من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا (فيه) فوائد : (الأولى) أخرجه من هذا الوجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق واتفق عليه الشيخان من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
(الثانية) قال أبو العباس القرطبي هذه المرأة التي رآها النبي .
في النار هي امرأة طويلة من بني إسرائيل ، كذا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم ، وفي أخرى له أنها حميرية وسنذكرها بعد ذلك وحمير قبيلة من العرب وليسوا من بني إسرائيل .
(الثالثة) قوله من جراء بفتح الجيم وتشديد الراء مقصورة ويجوز فيه المد أيضا يقال فعلته من جراك ومن جرائك أي من أجلك ويجوز في قوله أجلك فتح الهمزة وكسرها .
(الرابعة) الهر ذكر السنور والأنثى هرة فتردد في هذه الرواية هل كان ذكرا ، أو أنثى ويجمع الهر على هررة كقرد وقردة والهرة على هرر كقربة وقرب .
(الخامسة) هذا الحديث صريح في أن هذه المرأة إنما عذبت بسبب قتل هذه الهرة بالحبس وترك الطعام وقال القاضي nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض يحتمل أن يكون هذا العذاب بالنار ، أو يكون بالحساب على ذلك فمن نوقش في الحساب عذب ، أو تكون هذه المرأة كافرة فعذبت بكفرها وزيدت عذابا بسيئ أعمالها ، وكان منها هذا إذ لم تكن مؤمنة فتغفر [ ص: 243 ] صغائرها باجتناب الكبائر وقال أبو العباس القرطبي هل كانت كافرة ، أو لا ، كل محتمل وقال النووي الصواب أنها كانت مسلمة وأنها دخلت النار بسبب هذه الهرة كما هو ظاهر هذا الحديث وهذه المعصية ليست صغيرة بل صارت بإصرارها كبيرة وليس في هذا الحديث أنها تخلد في النار (قلت) ومن هنا استدل به المصنف رحمه الله على ترجيح جانب الخوف والله أعلم .
(السادسة) قال أبو العباس القرطبي فإن كانت كافرة فيه دليل على أن الكفار مخاطبون بالفروع ومعاقبون على تركها ، وإن لم تكن كافرة فقد تمحض أن سبب تعذيبها في النار حبس الهرة إلى أن ماتت جوعا ففيه من الفقه أن الهر لا يتملك وأنه لا يجب إطعامه إلا على من حبسه (قلت) ليس فيه دليل على أنه لا يتملك فإنه إنما حكى فيه واقعة خاصة وهي تعذيبها على حبسه حتى أفضى إلى تلفه ولا دلالة فيه على حكم غير حالة الحبس هل فيها إثم بسبب ترك الإنفاق لكونه مملوكا أم لا وقال النووي فيه وجوب نفقة الحيوان على مالكه انتهى .
وفيه نظر ، فإنه ليس فيه تصريح بأن الهرة كانت مملوكة لها لكنه أقرب مما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي لإمكان استنباط كونها مملوكة لها من الإضافة في قوله لها فإن ظاهرها الملك وأيضا فقد يكون استدلاله بطريق القياس ووجهه أنها إذا عذبت على إتلافها بالحبس دل ذلك على أنها محترمة وحينئذ فتجب نفقتها إذا ملكت كسائر المحترمات .
وأما الاستدلال به على أنها لا تملك فضعيف جدا لا وجه له والله أعلم .
(الثامنة) قوله ترمم روي بوجهين (أحدهما) بفتح التاء والميم الأولى وتشديدها على حذف إحدى التاءين و .
(الثاني) بضم التاء وكسر الميم الأولى وتشديدها والمراد تناول ذلك بشفتيها .
(التاسعة) قوله من خشاش الأرض هو بفتح الخاء المعجمة وكسرها وضمها ثلاث لغات حكاهن في المشارق قال النووي والفتح أشهر قال وروي بالحاء المهملة والصواب المعجمة وهي هوام الأرض وحشراتها ويدل لذلك قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم في صحيحه من حشرات [ ص: 244 ] الأرض وقيل صغار الطير وقيل : المراد به نبات الأرض ، قال النووي : وهو ضعيف ، أو غلط .
(الحادية عشرة) قوله هزلا ) رويناه وضبطناه بضم الهاء وإسكان الزاي ويجوز فيه فتح الهاء أيضا ، وهو الهزال قال في المحكم هزل الرجل والدابة هزالا ، وهزل يهزل هزلا وهزالا ، قال في الصحاح ؟ الهزال ضد السمن يقال هزلت الدابة هزالا على ما لم يسم فاعله وهزلتها أنا هزلا .