(الأولى) اتفق عليه الشيخان من هذا الوجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق واتفق عليه الأئمة الستة خلا nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16654عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=15908زائدة عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
(الثانية) تبين بهذا الحديث أن الآية المذكورة في قوله تعالى يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا هي طلوع الشمس من مغربها وهذا يتعين القول به لصحة الحديث وحكاه عبد الحق بن عطية المفسر عن جمهور أهل التأويل ، ثم قال وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنها إحدى ثلاث إما طلوع الشمس من مغربها وإما خروج الدابة وإما خروج يأجوج ومأجوج قال وهذا فيه نظر لأن الأحاديث ترده وتخصص الشمس (قلت) وقد عرفت رواية nindex.php?page=showalam&ids=11973أبي حازم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة [ ص: 258 ] مرفوعا وهي في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وهي مشبهة لهذا المحل عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود إلا أن فيها بدل خروج يأجوج ومأجوج ؛ خروج الدجال وزمنهما متقارب لكن في كلام nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود استقلال كل واحد من هذه الأمور بذلك وظاهر حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ترتب ذلك على مجموعها ، وفي ثبوت ذلك بخروج الدجال إشكال فإن نزول عيسى عليه السلام بعد ذلك ، وهو زمن خير كثير دنيوي وأخروي ، والظاهر قبول التوبة قال nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية ويقوي النظر أيضا أن الغرغرة هي الآية التي ترفع معها التوبة (قلت) حالة الغرغرة تشارك حالة طلوع الشمس من مغربها في عدم قبول التوبة لكن الشأن في المراد بالآية وإذا فسره النبي صلى الله عليه وسلم بطلوع الشمس من مغربها لم يجز العدول عنه والله أعلم وبتقدير مشاركة خروج الدجال لطلوع الشمس من مغربها في عدم قبول التوبة عنده فإنه لا يشاركه في إيمان الناس أجمعين بل يستمر الناس على كفرهم ويتبعون الدجال وتشتد غوايتهم به .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي وعلى هذا القول إذا غربت كل يوم استقرت تحت العرش إلى أن تطلع وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ومقاتل معناه تجري إلى وقت لها وأجل لا تتعداه قال nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي وعلى هذا مستقرها انتهاء سيرها عن انقضاء الدنيا وهذا اختيار الزجاج وقال nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي تسير في منازلها حتى تنتهي إلى مستقرها التي لا تجاوزه ، ثم ترجع إلى أول منازلها واختار nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة هذا القول وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قرأ لمستقر لها أي إنها جارية أبدا لا تثبت في موضع واحد (قلت) كيف يجوز العدول عن صريح [ ص: 259 ] هذا الحديث الذي لا شك في صحته وما مستند العادلين عنه إلا كلام أهل الهيئة ولا يجوز اعتماد قول غير الأنبياء في الأخبار عن المغيبات فكيف ، وقد عارضه كلام أصدق الخلق وأعرفهم بربه وبأحوال الغيب ، والقراءة الشاذة ليست حجة على المشهور فكيف وهي مخالفة في المعنى للقراءة المتواترة ، وفي بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر في الصحيحين nindex.php?page=hadith&LINKID=656881سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل والشمس تجري لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش فكيف يجوز مع هذا التفسير البين العدول عنه وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في هذا الحديث لا ننكر أن يكون لها استقرار ما تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده وإنما هو خبر عن غيب فلا نكذبه ولا نكيفه لأن علمنا لا يحيط به قال ويحتمل أن يكون المعنى أن علم ما سئلت عنه من مستقرها تحت العرش في كتاب كتب فيه مبادئ أمور العالم ونهايتها ، والوقت الذي تنتهي إليه مدتها فينقطع دوران الشمس ويستقر عند ذلك فيبطل فعلها ، وهو المعروف المخطوط الذي بين فيه أحوال الخلق ، والخليقة وآجالهم ومآل أمورهم والله أعلم بذلك انتهى .
وقال أبو العباس القرطبي كثرت أقوال الناس في معنى مستقر الشمس وأشبه ما يقال فيه أنه عبارة عن انتهائها إلى أن تسامت جزءا من العرش معلوما بحيث تخضع عنده وتذلل ، وهو المعبر عنه بسجودها وتستأذن في سيرها المعتاد لها من ذلك المحل متوقعة ألا يؤذن لها في ذلك وأن تؤمر بالرجوع من حيث جاءت وبأن تطلع من مغربها فإن كانت الشمس تعقل نسب ذلك كله إليها ، وإن كانت لا تعقل فعل ذلك الملائكة الموكلون بها .
(الرابعة) قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض هذا الحديث على ظاهره عند أهل الحديث ، والفقه ، والمتكلمين من أهل السنة خلافا لمن تأوله من المبتدعة والباطنية (الخامسة) معنى الآية الكريمة أن الكافر لا ينفعه بعد طلوع الشمس من مغربها الإيمان وأن العاصي لا ينفعه بعد ذلك التوبة واكتساب الخير بل يختم على أحد بالحالة التي هو عليها وقال nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية قوله أو كسبت في إيمانها خيرا يريد جميع أعمال البر فرضها ونفلها .
(السادسة) سبب ذلك أن هذا أول قيام الساعة وبدو التغيرات في العالم العلوي فإذا شوهد [ ص: 260 ] ذلك وعوين حصل الإيمان الضروري وارتفع الإيمان بالغيب الذي هو مكلف به .
(السابعة) ظاهر الآية ، والحديث استمرار هذا الأمر ، وهو منع قبول الإيمان ، والتوبة بعد ذلك وكان شيخنا الإمام أبو حفص البلقيني رحمه الله يقول إذا تراخى الحال بعد ذلك وبعد العهد بهذه الآية وتناساه أكثر الناس قبلت التوبة ، والإيمان بعد ذلك لزوال الآية التي تضطر الناس إلى الإيمان وهذا يحتاج إلى دليل وما أظن الزمان يتراخى بعد ذلك ولا يبقى فيه مهلة وتطاول بحيث يطول العهد بذلك قبل يوم القيامة والله أعلم .