(الأولى) الحجرة بضم الحاء المهملة وإسكان الجيم البيت وكل موضع حجر عليه الحجارة فهو حجرة قاله في المشارق وأصله كما ذكر في الصحاح حظيرة للإبل وقوله طالعة منصوب على الحال ، وهي حال مؤكدة ؛ لأنها لا تخرج من الحجرة إلا طالعة .
والمراد بالشمس شعاعها ، وهو معنى قوله في رواية الشيخين من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أيضا كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر أي تعلو على الحيطان وللحديث في الصحيحين وغيرهما ألفاظ أخرى متفقة المعنى وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي ، والشمس في قعر حجرتي وفي هذه الرواية زيادة ، فإنه لا يلزم من كون الشمس في الحجرة أن تكون في قعرها .
(الثانية) فيه دليل على تعجيل صلاة العصر في أول وقتها أيضا وبه قال الجمهور كما تقدم قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله : وهذا من أبين ما روي في أول الوقت ؛ لأن حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في موضع منخفض من المدينة وليست بالواسعة ، وذلك أقرب لها من أن ترتفع الشمس منها في أول وقت العصر وقال النووي في شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : وكانت الحجرة ضيقة العرصة قصيرة الجدار بحيث يكون طول جدارها أقل من مسافة العرصة بشيء يسير ، فإذا صار ظل الجدار مثله دخل وقت العصر وتكون الشمس بعد في أواخر العرصة لم يرتفع الفيء في الجدار الشرقي وكل الروايات محمولة على ما ذكرناه انتهى .
وما ذكره النووي من أن العرصة كانت ضيقة قد تقدم في كلام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي الإشارة إليه في قوله : وليست بالواسعة وصرح به nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي [ ص: 168 ] وغيره وقال nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي في معنى الحديث : إنه عليه الصلاة والسلام كان ينصرف من صلاة العصر ، والشمس في وسط الحجرة لم يصعد فيؤها في جدرها ، وذلك لسعة ساحتها وقصر جدرانها انتهى .
وما ذكره من سعة ساحتها خلاف المعروف ، ولا يتوقف بقاء الشمس فيها أول وقت العصر على سعة ساحتها بل يحصل ذلك بأن تكون العرصة أوسع من طول الجدار بشيء يسير كما تقدم عن النووي ، وذلك لا يصيرها واسعة ، وما ذكرته من دلالة هذا الحديث على التعجيل بصلاة العصر قد فهمته nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها واستدلت به على ذلك وفهمه nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير رواية عنها ، وأنكر به على nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز تأخيره صلاة العصر ، وهو متفق عليه بين العلماء وشذ nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي فناضل عن مذهبه في تأخير العصر بأن حاول أن هذا الحديث لا دلالة له على ذلك فقال : قد يحتمل أن يكون ذلك كذلك ، وقد أخر العصر لقصر حجرتها فلم تكن الشمس تنقطع عنها إلا بقرب غروبها فلا دلالة في هذا الحديث على تعجيل العصر انتهى .
وهذا الذي ذكره لا يمكن مع ضيق الحجرة ، وهو المعروف من صفتها كما تقدم والله أعلم .
(الثالثة) قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر ، وفيه دليل على قصر بنيانهم وحيطانهم ؛ لأن الحديث إنما قصد به تعجيل العصر ، وذلك إنما يكون مع قصر الحيطان ، ثم ذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري أنه قال : كنت أدخل بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا محتلم فأنال سقفها بيدي ، وذلك في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله عنه .