(الأولى) أيوب النبي صلى الله عليه وسلم على نبينا وعليه يقال هو ابن أمعوص بن رزاح بن روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم وأن أمه من ولد لوط بن هارون وهو الذي امتحن بالبلاء فظهر صبره ثم عوفي قال الله تعالى إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب وقال الله تعالى ووهبنا له أهله ومثلهم معهم وروى nindex.php?page=showalam&ids=13507أبو بكر بن مردويه في تفسيره من رواية الضحاك عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة أيوب وقوله ووهبنا له أهله ومثلهم معهم يعني زوجته قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رد الله إليه امرأته وزاد في شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ذكرا إلا أن السقف خر على ثلاثة وعشرين ذكرا فماتوا فلم يبعثهم الله ولكن يقول وآتيناه أهله ومثلهم معهم يعني زوجته ومثلهم معهم يعني ولدت له ستة وعشرين ذكرا فأهبط الله إليه ملكا فقال يا أيوب إن الله تعالى يقرئك السلام بصبرك على البلاء فاخرج إلى أندرك فبعث الله - سبحانه وتعالى - حمرا فهبطت عليه بجراد الذهب والملك قائم معه كانت الجرادة تخرج خارج الحجارة فيتبعها حتى يردها في أندره فقال الملك يا أيوب أما تشبع من الداخل حتى تتبع الخارج قال إن هذه بركة من بركات ربي وليس أشبع منها وفي بعض كتب التفاسير عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري أنه قال ذكر لنا أن الماء الذي اغتسل منه تطاير على صدره جرادا من ذهب قال فجعل يضمه بيده فأوحى الله تعالى إليه يا أيوب ألم أغنك قال بلى ولكنها بركتك فمن يشبع منها. وروى nindex.php?page=showalam&ids=13863أبو بكر البزار في مسنده وأبو إسحاق الثعلبي في تفسيره من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل بن خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=hadith&LINKID=846655إن نبي الله أيوب صلى الله عليه وسلم لبث في بلائه ثمانية عشر سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه فذكر الحديث وفيه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=941562وكان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله تبارك وتعالى سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض وهذه إن صحت [ ص: 234 ] قضية غير قضية الاغتسال . واختلف في عدة أولاده فتقدم في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان له ثلاثة وعشرون ذكرا وأن الله تعالى عوضه منهم ستة وعشرين ذكرا وقال nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه كان له سبع بنات وثلاث بنين وقال ابن كيسان كان له سبع بنين وسبع بنات واختلف أيضا هل ردهم الله تعالى إليه بعد العافية بأعيانهم أو عوضه منهم ولم يحيهم فحكي الأول عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=16850وكعب الأحبار وهو ظاهر الآية وذهب إلى الثاني جماعة منهم nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة وهو صريح حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس المتقدم .
(الثالثة) قوله (خر) بالخاء المعجمة أي سقط وظاهر هذا سقوطه عليه من علو فهو بظاهره مخالف لما تقدم على nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري أن نفس الماء تطاير عليه جرادا لأنه ليس حينئذ ساقطا عليه من علو وعلى كل تقدير فهو إكرام عظيم من الله تعالى له فهو معجزة في حقه لكن هل كان جرادا حقيقة ذا روح إلا أن جسمه ذهب أو كان على شكل الجراد وليس فيه روح الأظهر الثاني قال nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري وليس الجراد بذكر الجرادة وإنما هو اسم جنس كالبقرة والبقر والتمر والتمرة والحمام والحمامة وما أشبه ذلك فحق مذكره أن لا يكون مؤنثه من لفظه لئلا يلتبس الواحد المذكر بالجمع .
(الرابعة) فيه أنه لا يحكم على الإنسان بالشره وحب الدنيا بمجرد أخذه لها وإقباله عليها بل ذلك يختلف باختلاف المقاصد وإنما الأعمال بالنيات فمحال أن يكون أيوب عليه الصلاة والسلام أخذ هذا المال حبا للدنيا وإنما أخذه كما أخبر هو عن نفسه لأنه بركة من ربه وفي معنى البركة هنا أوجه :
(أحدها) أنه وجد عند زيادة إقبال النعمة عليه وإن كانت النعمة عليه مستمرة فصار هذا الذهب محبوبا لأنه وجد عند إقبال المحبوب ألا ترى الشعراء يكثرون التشبيب بالديار وإنما يحملهم على ذلك أنهم وجدوا فيها من إقبال المحبوب عليهم ما أوجب حب تلك الديار
وبتقدير أن يكون أحبه لمجرد كونه مالا حلالا فإنما ذلك لما ينشأ عنه من صرفه في الطاعات والاستعانة به على القربات والتقرب به إلى الله تعالى في كل الحالات .
وقال بعض العلماء إنما قال الله تعالى إنا وجدناه صابرا ولم يقل صبورا لأنه لم يكن جميع أحواله الصبر بل كان في بعض الأحوال مستلذا للبلاء مستعذبا له فكان بعض أحواله الصبر وبعضها الاستلذاذ .
(السادسة) قوله فناداه ربه يحتمل أن يكون على لسان ملك ويحتمل أن [ ص: 236 ] يكون بإلقائه في قلبه ويحتمل أن يكون كفاحا كما وقع للسيد موسى عليه الصلاة والسلام وفيه بعد ويدل للأول حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس المتقدم في الفائدة الأولى والله أعلم .