(الحديث الأول) عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد وعن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن رسول [ ص: 152 ] الله صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=688227فهذا يومهم وقال فهم لنا فيه تبع فاليهود غدا (فيه) فوائد :
(الأولى) أخرجه من الطريق الأولى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب بن أبي حمزة nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بيد أن كل أمة أوتيت الكتاب وفيها ثم هذا اليوم الذي كتبه الله علينا وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في سننه لعل عليهم أصح لموافقة nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب بن أبي حمزة nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك بن أنس على ذلك ثم رواه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب بن أبي حمزة إلا أنه قال فهذا يومهم الذي افترض عليهم وأخرجه من الطريق الثانية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له قال يوم الجمعة فاليوم لنا وغدا لليهود وبعد غد للنصارى .
(الثانية) قوله نحن الآخرون بكسر الخاء أي في الزمان والوجود وإعطاء الكتاب وقوله السابقون يوم القيامة أي بالفضل ودخول الجنة وفصل القضاء فتدخل هذه الأمة الجنة قبل سائر الأمم وقد صرح بذلك في قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم ونحن أول من يدخل الجنة والتقيد بيوم القيامة يرد قول من قال إن المراد سبقهم بيوم الجمعة على الأيام بعده التي هي تبع له [ ص: 153 ] وقول من قال إن المراد سبقهم بالقبول والطاعة التي حرموها وقالوا سمعنا وعصينا وصح وصف هذه الأمة بالآخرية والسبق باعتبارين فلما اختلف الاعتبار لم يكن في ذلك تناف فإن قلت كون هذه الأمة آخر الأمم أمر واضح فما فائدة الإخبار به ؟ قلت يحتمل أنه ذكر توطئة لوصفهم بالسبق يوم القيامة وأنه لا يتخيل من تأخرهم في الزمن تأخرهم في الحظوظ الأخروية بل سابقون فيها ويحتمل أن يراد بذلك الدلالة على أنهم آخر الأمم وأن شريعتهم باقية إلى آخر الدهر ما دام التكليف موجودا فسائر الأمم وإن سبقوا لكن انقطعت شرائعهم ونسخت بخلاف هذه الأمة فإن شريعتها باقية مستمرة وهذا الاحتمال أمكن من الأول لأنه يكون حينئذ في وصفهم بالآخرية شرف كما أن في وصفهم بالسبق شرفا وعلى الأول يكون ذكره مجرد توطئة والله أعلم .
(الثالثة) قوله بيد بفتح الباء الموحدة وإسكان الياء المثناة من تحت وفتح الدال المهملة وحكى بعضهم أنه يقال فيها ميد بالميم والمشهور أنها بمعنى غير وقد جزم بذلك في الصحاح وقال يقال هو كثير المال بيد أنه بخيل وذكر في المحكم مثل ذلك عن حكاية nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت ثم قال وقيل هي بمعنى على حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد والأول أعلى وحكى في المشارق قولا آخر أنها بمعنى إلا ثم قال وقد تأتي بمعنى من أجل ومنه قوله صلى الله عليه وسلم بيد أني من قريش وقد قيل ذلك في الحديث الأول وهو بعيد انتهى وأنشدوا على مجيئها بمعنى من أجل قول الشاعر
عمــــدا فعلــــت ذاك بيــــد أنـــي أخــــــاف إن هلكـــــت أن تـــــزني
وقد ذكر ابن مالك أن بيد في قوله عليه الصلاة والسلام بيد أني من قريش بمعنى غير مثل قوله
ولا عيــب فيهــم غــير أن ســيوفهم بهـــن فلـــول مــن قــراع الكتــائب
وسبقه إلى ذلك ابن الأثير في النهاية وإنما استبعد nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض كون بيد في الحديث الذي نشرحه بمعنى من أجل لتعلقه بأقرب مذكور وهو السابقون فهو استثناء منه في المعنى كأنه استثنى من سبقنا كون أهل الكتاب أوتوا الكتاب من قبلنا ويتحد في المعنى كونها بمعنى غير وكونها بمعنى على وكونها بمعنى إلا أما إذا [ ص: 154 ] جعلناه متعلقا بقوله الآخرون اتجه كونها بمعنى من أجل أي نحن الآخرون من أجل أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وهو بعيد كما قال لبعده في اللفظ ولأنه لا يحتاج إلى توجيه كوننا الآخرين بهذا فإن هذا أمر معلوم إنما الذي يحتاج إلى توجيهه كوننا السابقين وقد بين وجهه وهو السبق يوم القيامة إلى الحظوظ الأخروية من الإراحة من كرب الموقف ودخول الجنة وقد يقال إذا كان السبق مقيدا بكونه يوم القيامة فلا حاجة إلى أن يستثنى إيتاؤهم الكتاب قبلنا لأن هذا ليس يوم القيامة وإنما هو في الدنيا فالمذكور أولا وهو سبقنا يوم القيامة لا استثناء فيه فإما أن يقال إن هذا في معنى الاستثناء المنقطع وإما أن يقال إيتاؤهم الكتاب قبلنا في الدنيا يظهر له ثمرة يوم القيامة فيكون هذا مستثنى من سبقنا إلى الحظوظ الأخروية أي إلا ثمرة إيتائهم قبلنا الكتاب يظهر فيه سبقهم يوم القيامة وفيه بعد وهو محتاج إلى زيادة نظر وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض أنه وقع عند بعض رواة nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بأيد بكسر الباء بعدها همزة مفتوحة كقوله تعالى بنيناها بأيد أي بقوة أعطاناها الله وفضلنا بها لقبول أمره وطاعته قال وعلى هذا تكون إنهم مكسورة لابتداء الكلام واستئناف التفسير قال وقد صحت والصواب الأول عند أكثرهم انتهى .
واعلم أن الحديث في مسند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس عند nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ بيد كما هو الرواية المشهورة من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ومن طريق محمد بن عمرو عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ بأيد واختلفت النسخ في ضبطه ففي بعضها مفتوح الآخر مثل بيد إلا أنه زاد ألفا بكسر الباء فكسر لذلك الياء لالتقاء الساكنين وفي بعضها بأيد ومعناه بقوة كما حكاه القاضي عن بعض رواة nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والأول هو الذي ذكره في النهاية فقال وجاء في بعض الروايات بأيد أنهم ولم أره في اللغة بهذا المعنى ثم قال وقال بعضهم إنها بأيد أي بقوة ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في سننه من غير وجه عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد بلفظ بأيد وهو مضبوط في الأصل بفتح آخره nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي لما رواه كذلك من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة عنه .
(الرابعة) قوله أوتوا الكتاب أي أعطوه قال أبو العباس القرطبي والكتاب التوراة ويحتمل أن يراد به التوراة والإنجيل بدليل أنه قد ذكر بعد هذا اليهود
[ ص: 155 ] والنصارى قلت وهذا أظهر ويحتمل أن يراد جنس الكتب ليتناول الزبور وغيره ويدل لهذا قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم "بيد أن كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا " والمراد الأمم الذين أوتوا الكتب ويحتمل أن يراد بكل أمة اليهود والنصارى خاصة بدليل بقية الحديث في قوله اليهود غدا والنصارى بعد غد ويدل على إرادة جنس الكتاب قوله وأوتيناه من بعدهم حيث أعاد الضمير في قوله وأوتيناه على الكتاب فلو أريد به التوراة لما صح الإخبار بأنا أوتيناه حيث أعاد الضمير في قوله فدل على أن المراد الجنس ولعل هذا أرجح والله أعلم .
(الخامسة) ظاهر قوله ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم أنه فرض على اليهود يوم الجمعة بعينه وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال ليس فيه دليل أن يوم الجمعة فرض عليهم بعينه فتركوه لأنه لا يجوز لأحد أن يترك فرض الله عليه وهو مؤمن وإنما يدل والله أعلم أنه فرض عليهم يوم من الجمعة وكل إلى اختيارهم ليقيموا فيه شريعتهم فاختلفوا في أي الأيام يكون ذلك اليوم ولم يهدهم الله تعالى إلى يوم الجمعة وادخره لهذه الأمة وهداهم له تفضلا منه عليهم ففضلت به على سائر الأمم إذ هو خير يوم طلعت فيه الشمس وفضله الله بساعة يستجاب فيها الدعاء انتهى .
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض هذا الكلام عن بعض المشايخ فجاء النووي .
وفي شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم فحكاه عن القاضي نفسه وقد عرفت أنه إنما حكاه عن غيره وما أبرد قوله لا يجوز لأحد أن يترك فرض الله عليه وهو كذلك لكنهم تركوا وفعلوا ما لا يجوز فلذلك ذموا ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض وجاء في بعض الأخبار أن موسى عليه السلام أمرهم بالجمعة وأخبرهم بفضلها فناظروه أن السبت أفضل فقال الله له دعهم وما اختاروا قال ويستدل على هذا بقوله الذي كتبه الله علينا .
وقوله فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق ولو كان منصوصا عليه لم يصح اختلافهم بل كان يقول خالفوا فيه انتهى وقد عرفت أن nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي رجح الرواية التي فيها عليهم وبتقدير أن لا يجعل لإحدى الروايتين ترجيحا على الأخرى فهما معا صحيحتان وقد كتب عليهم وعلينا وأما قوله لو كان منصوصا عليه لم يصح اختلافهم فجوابه أنه لم يقل إنهم اختلفوا بحق بل بعضهم اتبع الحق وبعضهم حاد عنه فصح أنهم اختلفوا فيه وفي التنزيل ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر
على [ ص: 156 ] أنه قد يقع الاختلاف بحق في المنصوص عليه عند معارضة نص آخر وإذا يعلم أحد المختلفين بالنص وقال النووي معترضا على كلام القاضي ويمكن أن يكونوا أمروا به صريحا ونص على عينه فاختلفوا فيه هل يلزم بعينه أم لهم إبداله فأبدلوه وغلطوا في إبداله ؟
قلت وهذا كما وقع لهم في الصوم على أحد القولين أنه فرض عليهم صيام شهر رمضان بعينه فأبدلوه بغيره ونقلوا إلى فصل معتدل مع زيادة أيام ، فالظاهر الأرجح أنه فرض عليهم يوم الجمعة بعينه فخالف فيه بعضهم بغير حق ، ما ندري بالإبدال أو غيره فإن أوجه الغلط والمخالفة كثيرة والله أعلم .
(السادسة) فإن قلت ما معنى افتراض اليوم عليهم وكيف يصح وصفه بأنه فرض ؟ قلت لا بد فيه من حذف ؛ إما افتراض تعظيمه وإما افتراض عبادة فيه ، إما هذه العبادة المخصوصة المشروعة لنا وإما غيرها
(السابعة) قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض والنووي فيه دليل لوجوب الجمعة أي في قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هذا اليوم الذي كتبه الله علينا هدانا له وكذا استدل به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه على فرض الجمعة مع أن لفظه فرض عليهم فإن قلت إن أرادوا صلاة الجمعة على الوجه المخصوص فكيف صح الاستدلال له بهذا الحديث وليس فيه تعيين شيء ؟ قلت لما ذكر في الحديث أن المكتوب علينا هدينا له والذي عرفنا من شرعنا هدايتنا له هو الصلاة على الوجه المخصوص مع ما لذلك من سوابق ولواحق دل ذلك على أن هذا هو المكتوب علينا والله أعلم .
(الثامنة) وفيه فضيلة ظاهرة لهذه الأمة .
(التاسعة) قوله اليهود غدا قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض والنووي أي عيد اليهود غدا لأن ظروف الزمان لا تكون إخبارا عن الجثث فيقدر فيه معنى ليمكن كونه خبرا وقال أبو العباس القرطبي تقديره اليهود يعظمون غدا والنصارى بعد غد انتهى والأول أرجح وأوفق لكلام أهل العربية وأقل تقديرا وتكلفا
(العاشرة) قال أبو العباس القرطبي في كون اليوم لنا وغدا لليهود وبعد غد للنصارى أي بعد التزام المشروعية بالتعيين لنا وبالاختيار لهم قلت ويحتمل أن كون الغد لليهود وبعد الغد للنصارى بفعلهم وزعمهم وتبديلهم لا بمشروعية ذلك بتفويض الاختيار فيه إليهم فإنه لا دليل عليه والله أعلم .