786 . رائي النبي مسلما ذو صحبة وقيل : إن طالت ولم يثبت 787 . وقيل من أقام عاما أو غزا معه وذا لابن المسيب عزا
ألف العلماء في معرفة الصحابة كتبا كثيرة منها معرفة الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=13053لأبي حاتم بن حبان البستي ، مختصر في مجلدة ، ومنها كتاب معرفة الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=13563لأبي عبد الله بن منده ، وهو كتاب كبير جليل ، وقد ذيل عليه nindex.php?page=showalam&ids=12168الحافظ أبو موسى المديني بذيل كبير ، ومنها الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=12181لأبي نعيم الأصبهاني كتاب جليل ، ومنها كتاب الاستيعاب nindex.php?page=showalam&ids=13332لابن عبد البر ، وهو كثير الفوائد وذيل عليه ابن فتحون بذيل في مجلدة ومنهامعرفة الصحابة للعسكري وهو على غير ترتيب الحروف ، وصنف معاجم الصحابة جماعة منهم nindex.php?page=showalam&ids=13890أبو القاسم البغوي ، nindex.php?page=showalam&ids=13433وابن قانع ، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ، إلا أن من صنف المعاجم لا يورد غالبا إلا من له رواية ، وإن ذكروا من لا رواية له أيضا وقد صنف أبو الحسن علي بن محمد بن الأثير الجزري كتابا كبيرا سماه أسد الغابة جمع فيه بين كتاب nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده ، وذيل أبي موسى عليه ، وكتاب أبي نعيم ، والاستيعاب ، وزاد من غيرها أسماء ولم يقع له ذيل ابن فتحون ; لكنه يكرر أسماء الصحابة باعتبار أسمائهم وكناهم ، وباعتبار الاختلاف في أسمائهم ، أو كناهم واختصره جماعة منهم الحافظ أبو عبد الله الذهبي ، في مختصر لطيف وقد ذيلت عليه بعدة أسماء لم تقع له وقد اختلف في حد الصحابي من هو ؟ على أقوال [ ص: 120 ] أحدها وهو المعروف المشهور بين أهل الحديث أنه من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في حال إسلامه هكذا أطلقه كثير من أهل الحديث ومرادهم بذلك مع زوال المانع من الرؤية ، كالعمى ، وإلا فمن صحبه - صلى الله عليه وسلم - ولم يره لعارض بنظره nindex.php?page=showalam&ids=100كابن أم مكتوم ونحوه معدود في الصحابة بلا خلاف قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل من صحبه سنة ، أو شهرا ، أو يوما ، أو ساعة ، أو رآه ; فهو من الصحابة وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه من صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه وفي دخول الأعمى الذي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مسلما ، ولم يصحبه ، ولم يجالسه ; في عبارة nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري نظر ولو قيل في النظم لاقى النبي كان أولى ; ولكن تبعت فيه عبارة nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح فالعبارة السالمة من الاعتراض أن يقال الصحابي من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مسلما ثم مات على الإسلام ; ليخرج من ارتد ومات كافرا ، كابن خطل ، وربيعة بن أمية ، ومقيس بن صبابة ، ونحوهم وفي دخول من لقيه مسلما ثم ارتد ثم أسلم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحابة نظر كبير ، فإن الردة محبطة للعمل عند nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، ونص عليه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الأم ، وإن كان nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي قد حكى عنه أنها إنما تحبط بشرط اتصالها بالموت ، وحينئذ فالظاهر أنها محبطة للصحبة المتقدمة ، كقرة بن هبيرة ، nindex.php?page=showalam&ids=185وكالأشعث بن قيس أما من رجع إلى الإسلام في حياته ، كعبد الله بن أبي سرح ، فلا مانع من دخوله في الصحبة بدخوله الثاني في الإسلام ، والله أعلم [ ص: 121 ] فقولي رائي ، اسم فاعل من رأى ، والنبي مضاف إليه nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلما حال من اسم الفاعل ، وذو صحبة خبر المبتدأ ، والمراد برؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - ، رؤيته في حال حياته ، وإلا فلو رآه بعد موته قبل الدفن ، أو بعده ، فليس بصحابي على المشهور ، بل إن كان عاصره ففيه الخلاف الآتي ذكره وإن كان ولد بعد موته فليست له صحبة بلا خلاف .واحترزت بقولي مسلما عما لو رآه وهو كافر ثم أسلم بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - ، فإنه ليس بصحابي على المشهور ، كرسول قيصر ، وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في المسند ، وكعبد الله بن صياد ، إن لم يكن هو الدجال وقد عده في الصحابة ، كذلك أبو بكر بن فتحون في ذيله على الاستيعاب وحكي أن nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري ، وغيره ترجم به هكذا وقولهم من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، هل المراد رآه في حال نبوته ، أو أعم من ذلك ؟ حتى يدخل من رآه قبل النبوة ، ومات قبل النبوة على دين الحنيفية كزيد بن عمرو بن نفيل فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه يبعث أمة وحده وقد ذكره في الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=13563أبو [ ص: 122 ] عبد الله بن منده وكذلك لو رآه قبل النبوة ثم غاب عنه ، وعاش إلى بعد زمن البعثة ، وأسلم ثم مات ، ولم يره ولم أر من تعرض لذلك ، ويدل على أن المراد من رآه بعد نبوته أنهم ترجموا في الصحابة لمن ولد للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد النبوة ، كإبراهيم ، وعبد الله ، ولم يترجموا لمن ولد قبل النبوة ومات قبلها كالقاسم وكذلك أيضا ما المراد بقولهم من رآه ؟ هل المراد رؤيته له مع تمييزه ، وعقله ؟ حتى لا يدخل الأطفال الذين حنكهم ولم يروه بعد التمييز ، ولا من رآه وهو لا يعقل ، أو المراد أعم من ذلك ؟ ويدل على اعتبار التمييز مع الرؤية ما قاله شيخنا الحافظ أبو سعيد بن العلائي في كتاب المراسيل في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=16411عبد الله بن الحارث بن نوفل حنكه النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعا له ولا صحبة له بل ولا رؤية أيضا ، وحديثه مرسل قطعا وكذلك قال في ترجمة عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري حنكه ودعا له ، ولا تعرف له رؤية ، بل هو تابعي وحديثه مرسل. والقول الثاني أنه من طالت صحبته له ، وكثرت مجالسته على طريق التبع له والأخذ عنه حكاه nindex.php?page=showalam&ids=11908أبو المظفر السمعاني ، عن الأصوليين ، وقال إن اسم الصحابي يقع على ذلك من حيث اللغة والظاهر ، قال وأصحاب الحديث يطلقون اسم الصحبة على كل من روى عنه حديثا ، أو كلمة ، ويتوسعون حتى يعدون من رآه رؤية من [ ص: 123 ] الصحابة ، قال وهذا لشرف منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أعطوا كل من رآه حكم الصحبة هكذا حكاه nindex.php?page=showalam&ids=11908أبو المظفر السمعاني عن الأصوليين ، وهو قول لبعضهم ، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14552الآمدي nindex.php?page=showalam&ids=12671وابن الحاجب ، وغيرهما وبه جزم ابن الصباغ في العدة فقال الصحابي هو الذي لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأقام عنده ، واتبعه ، فأما من وفد عليه وانصرف عنه من غير مصاحبة ، ومتابعة ، فلا ينصرف إليه هذا الاسم وقال القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني لا خلاف بين أهل اللغة أن الصحابي مشتق من الصحبة ، وأنه ليس بمشتق من قدر منها مخصوص ، بل هو جار على كل من صحب غيره قليلا كان ، أو كثيرا ، يقال صحبت فلانا حولا ودهرا وسنة وشهرا ويوما وساعة ، قال وذلك يوجب في حكم اللغة إجراءها على من صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة من نهار هذا هو الأصل في اشتقاق الاسم ومع ذلك فقد تقرر للأئمة عرف في أنهم لا يستعملون هذه التسمية إلا فيمن كثرت صحبته ، واتصل لقاؤه ولا يجرون ذلك على من لقي المرء ساعة ، ومشى معه خطى وسمع منه حديثا فوجب لذلك ألا يجري هذا الاسم في عرف الاستعمال إلا على من هذه حاله وقال الآمدي الأشبه أن الصحابي من رآه. [ ص: 124 ] وحكاه عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، وأكثر أصحابنا ، واختاره nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب أيضا ; لأن الصحبة تعم القليل والكثير ، نعم في كلام nindex.php?page=showalam&ids=12013أبي زرعة الرازي ، وأبي داود ما يقتضي أن الصحبة أخص من الرؤية ، فإنهما قالا في nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب له رؤية ، وليست له صحبة وكذلك ما رويناه عن nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم الأحول قال قد رأى nindex.php?page=showalam&ids=147عبد الله بن سرجس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير أنه لم تكن له صحبة ، ويدل على ذلك أيضا ما رواه محمد بن سعد في الطبقات عن علي بن محمد عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن موسى السيلاني ، قال أتيت nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، فقلت أنت آخر من بقي من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال قد بقي قوم من الأعراب ، فأما من أصحابه فأنا آخر من بقي انتهى قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح إسناده جيد حدث به nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بحضرة أبي زرعة والجواب عن ذلك أنه أراد إثبات صحبة خاصة ليست لتلك الأعراب ، وكذا أراد أبو زرعة وأبو داود نفي الصحبة الخاصة دون العامة. وقولي ولم يثبت أي وليس هو الثبت الذي عليه العمل عند أهل الحديث والأصول [ ص: 125 ] والقول الثالث وهو ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أنه كان لا يعد الصحابي إلا من أقام مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة أو سنتين ، وغزا معه غزوة أو غزوتين ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح وكأن المراد بهذا إن صح عنه راجع إلى المحكي عن الأصوليين ; ولكن في عبارته ضيق يوجب ألا يعد من الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله البجلي ومن شاركه في فقد ظاهر ما اشترطه فيهم ، ممن لا نعلم خلافا في عده من الصحابة قلت ولا يصح هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب ففي الإسناد إليه محمد بن عمر الواقدي ضعيف في الحديث والقول الرابع أنه يشترط مع طول الصحبة الأخذ عنه حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14552الآمدي عن عمرو بن يحيى ، فقال ذهب إلى أن هذا الاسم إنما يسمى به من طالت صحبته للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأخذ عنه العلم وحكاه ابن الحاجب أيضا قولا ، ولم يعزه لعمرو بن يحيى ; ولكن أبدل الرواية بالأخذ عنه ، وبينهما فرق وعمرو هذا الظاهر أنه الجاحظ ، فقد ذكر الشيخ أبو إسحاق في اللمع أن أباه اسمه يحيى ، وذلك وهم ، وإنما هو عمرو بن بحر أبو عثمان الجاحظ من أئمة المعتزلة ، قال فيه ثعلب إنه غير ثقة ، ولا مأمون ، [ ص: 126 ] ولم أر هذا القول لغير عمرو هذا وكأن nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب أخذ هذا القول من كلام nindex.php?page=showalam&ids=14552الآمدي ، ولذلك أسقطته من الخلاف في حد الصحابي تبعا لابن الصلاح والقول الخامس أنه من رآه مسلما بالغا عاقلا حكاه nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي عن أهل العلم فقال رأيت أهل العلم يقولون كل من رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد أدرك الحلم ، فأسلم ، وعقل أمر الدين ورضيه فهو عندنا ممن صحب النبي - صلى الله عليه وسلم .- ولو ساعة من نهار ، انتهى والتقييد بالبلوغ شاذ.والقول السادس أنه من أدرك زمنه - صلى الله عليه وسلم - ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وإن لم يره وهوقول يحيى بن عثمان بن صالح المصري فإنه قال وممن دفن ، أي بمصر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممن أدركه ولم يسمع منه nindex.php?page=showalam&ids=11954أبو تميم الجيشاني ، واسمه عبد الله بن مالك انتهى وإنما هاجر أبو تميم إلى المدينة في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر باتفاق أهل السير وممن حكى هذا القول من الأصوليين القرافي في شرح التنقيح وكذلك إن كان صغيرا محكوما بإسلامه تبعا لأحد أبويه ، وعلى هذا عمل nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في الاستيعاب nindex.php?page=showalam&ids=13563وابن منده في معرفة الصحابة ، وقد بين nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس أن ذلك شرطه وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في مقدمة كتابه وبهذا كله يستكمل القرن الذي أشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد بذلك تفسير القرن ، قلت وإنما هو قول nindex.php?page=showalam&ids=15917زرارة بن أوفى من التابعين القرن مائة وعشرون سنة ، وهكذا رواه هو قبل ذلك بأربع ورقات ، كل ذلك في مقدمة الاستيعاب [ ص: 127 ] وقد اختلف أهل اللغة في مدة القرن ، فقال الجوهري هو ثمانون سنة ، قال ويقال ثلاثون وحكى صاحب المحكم فيه ستة أقوال قيل عشر سنين ، وقيل عشرون ، وقيل ثلاثون ، وقيل ستون ، وقيل سبعون ، وقيل أربعون ، قال وهو مقدار أهل التوسط في أعمار أهل الزمان ، فالقرن في كل قوم على مقدار أعمارهم. فعلى هذا يكون ما بين الستين والسبعين ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في الحديث المرفوع nindex.php?page=hadith&LINKID=665843أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين وأما ابتداء قرنه - صلى الله عليه وسلم - فالظاهر أنه من حين البعثة ، أو من حين فشو الإسلام فعلى قول nindex.php?page=showalam&ids=15917زرارة بن أوفى قد استوعب القرن جميع من رآه ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده في الصحابة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11788عبد الله بن بسر مرفوعا القرن مائة سنة