مثاله: nindex.php?page=showalam&ids=16867 (مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري: أن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال كذا).
فروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رضي الله عنه أنه كان يرى (عن فلان) و (أن فلانا) سواء.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل رضي الله عنه: أنهما ليسا سواء.
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن جمهور أهل العلم: أن "عن" و "أن" سواء، وأنه لا اعتبار بالحروف والألفاظ، وإنما هو باللقاء والمجالسة، والسماع والمشاهدة، يعني مع السلامة من التدليس، فإذا كان سماع بعضهم من بعض صحيحا كان حديث بعضهم عن بعض بأي لفظ ورد محمولا على الاتصال، حتى يتبين فيه الانقطاع.
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر، عن أبي بكر البرديجي أن حرف "أن" محمول على الانقطاع، حتى يتبين السماع في ذلك الخبر بعينه من جهة أخرى. وقال: عندي لا معنى لهذا؛ لإجماعهم على أن الإسناد المتصل بالصحابي سواء فيه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أو "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" أو "عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال" أو "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" والله أعلم.
وذكر رواية nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد لذلك، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح، عن nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية "أن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي" فجعله مرسلا من حيث كونه قال: "إن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا فعل" ولم يقل: "عن عمار" والله أعلم.
ثم إن nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب مثل هذه المسألة بحديث nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: "أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينام أحدنا وهو جنب؟"... الحديث.
وفي رواية أخرى: عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال: "يا رسول الله..." الحديث. ثم قال: "ظاهر الرواية الأولى يوجب أن يكون من مسند nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. والثانية ظاهرها يوجب أن يكون من مسند nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
قلت: ليس هذا المثال مماثلا لما نحن بصدده؛ لأن الاعتماد فيه في الحكم بالاتصال على مذهب الجمهور إنما هو على اللقاء والإدراك، وذلك في هذا الحديث مشترك متردد؛ لتعلقه بالنبي صلى الله عليه وسلم وبعمر رضي الله عنه، وبصحبة الراوي nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر لهما، فاقتضى ذلك من جهة كونه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن جهة أخرى كونه رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
الثالث: قد ذكرنا ما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر من تعميم الحكم بالاتصال فيما يذكره الراوي عمن لقيه بأي لفظ كان، وهكذا أطلق nindex.php?page=showalam&ids=14667أبو بكر الشافعي الصيرفي ذلك فقال: "كل من علم له سماع من إنسان، فحدث عنه، فهو على السماع حتى يعلم أنه لم يسمع منه ما حكاه. وكل من علم له لقاء إنسان، فحدث عنه فحكمه هذا الحكم".
وإنما قال هذا فيمن لم يظهر تدليسه.
ومن الحجة في ذلك وفي سائر الباب أنه لو لم يكن قد سمعه منه لكان بإطلاقه الرواية عنه من غير ذكر الواسطة بينه وبينه مدلسا، والظاهر السلامة من وصمة التدليس، والكلام فيمن لم يعرف بالتدليس.
ومن أمثلة ذلك: قوله: "قال فلان كذا وكذا" مثل أن يقول nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع: "قال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر". وكذلك لو قال عنه: "ذكر، أو فعل، أو حدث، أو كان يقول كذا وكذا" وما جانس ذلك، فكل ذلك محمول ظاهرا على الاتصال، وأنه تلقى ذلك منه من غير واسطة بينهما، مهما ثبت لقاؤه له على الجملة.
ثم منهم من اقتصر في هذا الشرط المشترط في ذلك ونحوه على مطلق اللقاء، أو السماع، كما حكيناه آنفا. وقال فيه أبو عمرو المقرئ: "إذا كان معروفا بالرواية عنه". وقال فيه أبو الحسن القابسي: "إذا أدرك المنقول عنه إدراكا بينا".
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11908أبو المظفر السمعاني في العنعنة أنه يشترط طول الصحبة بينهم.
وأنكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج في خطبة صحيحه على بعض أهل عصره؛ حيث اشترط في العنعنة ثبوت اللقاء والاجتماع، وادعى أنه قول مخترع لم يسبق قائله إليه، وأن القول الشائع المتفق عليه بين أهل العلم بالأخبار قديما وحديثا أنه يكفي في ذلك أن يثبت كونهما في عصر واحد، وإن لم يأت في خبر قط أنهما اجتمعا أو تشافها.
وفيما قاله nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم نظر، وقد قيل: إن القول الذي رده nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هو الذي عليه أئمة هذا العلم: nindex.php?page=showalam&ids=16604علي ابن المديني، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري، وغيرهما، والله أعلم.
قلت: وهذا الحكم لا أراه يستمر بعد المتقدمين، فيما وجد من المصنفين في تصانيفهم، مما ذكروه عن مشايخهم قائلين فيه: "ذكر فلان، قال فلان" ونحو ذلك، فافهم كل ذلك، فإنه مهم عزيز. والله أعلم.
مثاله: nindex.php?page=showalam&ids=16867 (مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري: أن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال كذا).
فروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رضي الله عنه أنه كان يرى (عن فلان) و (أن فلانا) سواء. وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل رضي الله عنه: أنهما ليسا سواء.
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن جمهور أهل العلم: أن "عن" و "أن" سواء.
ثم قال: "وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر، عن أبي بكر البرديجي أن حرف "أن" محمول على الانقطاع، حتى يتبين السماع في ذلك الخبر بعينه من جهة أخرى") . ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح: "ووجدت مثل ما حكاه عن nindex.php?page=showalam&ids=13849البرديجي أبي بكر الحافظ [ ص: 422 ] للحافظ الفحل nindex.php?page=showalam&ids=17383يعقوب بن شيبة في مسنده الفحل فإنه ذكر ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=11862أبو الزبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية عن عمار قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=698444 "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمت عليه فرد علي السلام" وجعله مسندا موصولا. وذكر رواية nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد كذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح، عن nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية "أن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي" فجعله مرسلا من حيث كونه قال: إن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا فعل، ولم يقل: عن عمار. والله أعلم. انتهى.
وما حكاه المصنف عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل، عن nindex.php?page=showalam&ids=17383يعقوب بن شيبة من تفريقهما بين (عن) و(أن) ليس الأمر فيه على ما فهمه من كلامهما، ولم يفرق nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ويعقوب بين (عن) و(أن) لصيغة (أن) ولكن لمعنى آخر أذكره، وهو أن يعقوب إنما جعله مرسلا من حيث أن nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية لم يسند حكاية القصة إلى [ ص: 423 ] عمار، وإلا فلو قال nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية: إن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم لما جعله nindex.php?page=showalam&ids=17383يعقوب بن شيبة مرسلا، فلما أتى به بلفظ "أن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا مر" كان nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد ابن الحنفية هو الحاكي لقصة لم يدركها؛ لأنه لم يدرك مرور عمار بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكان نقله لذلك مرسلا، وهذا أمر واضح، ولا فرق بين أن يقول nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية: "إن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم" أو "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به عمار" فكلاهما مرسل بالاتفاق، بخلاف ما إذا قال "عن عمار قال: مررت" أو "أن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا قال: مررت" فإن هاتين العبارتين متصلتان؛ لكونهما أسندتا إلى عمار.
وكذلك ما حكاه المصنف عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل من تفرقته بين "عن" و"أن" فهو على هذا النحو، ويوضح ذلك حكاية كلام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في الكفاية بإسناده إلى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود، قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد قيل له: "إن رجلا قال: nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت: يا رسول الله" و"عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة" سواء؟ قال: "كيف هذا سواء؟! ليس هذا سواء" انتهى كلام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد.
وإنما فرق بين اللفظين؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة في اللفظ الأول لم يسند ذلك إلى nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، [ ص: 424 ] ولا أدرك القصة، وإلا فلو قال nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة: "إن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت: قلت يا رسول الله" لكان ذلك متصلا؛ لأنه أسند ذلك إليها.
وأما اللفظ الثاني فأسنده nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة إليها بالعنعنة، فكان ذلك متصلا.
فما فعله nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17383ويعقوب بن شيبة صواب، ليس مخالفا لقول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ولا لقول غيره، وليس في ذلك خلاف بين أهل النقل.
وجملة القول فيه أن الراوي إذا روى قصة أو واقعة فإن كان أدرك ما رواه بأن حكى قصة وقعت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وبين بعض أصحابه، والراوي لذلك صحابي قد أدرك تلك الواقعة - حكمنا لها بالاتصال، وإن لم نعلم أن الصحابي شهد تلك القصة. وإن علمنا أنه لم يدرك الواقعة فهو مرسل صحابي، وإن كان الراوي لذلك تابعيا nindex.php?page=showalam&ids=12691كمحمد ابن الحنفية مثلا فهي منقطعة.
وإن روى التابعي عن الصحابي قصة أدرك وقوعها كان متصلا، ولو لم يصرح بما يقتضي الاتصال، وأسندها إلى الصحابي بلفظ "أن فلانا قال" أو بلفظ "قال: قال فلان" فهي متصلة أيضا، كرواية nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية الأولى عن عمار، بشرط سلامة التابعي من التدليس كما تقدم.
وإن لم يدركها ولا أسند حكايتها إلى الصحابي فهي منقطعة، كرواية nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية الثانية، فهذا تحقيق القول فيه.
وممن حكى اتفاق أهل النقل على ذلك الحافظ [ ص: 425 ] أبو عبد الله بن المواق في كتاب (بغية النقاد) فذكر من عند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود حديث عبد الرحمن بن طرفة "أن جده عرفجة قطع أنفه يوم الكلاب" الحديث، وقال: إنه عند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود هكذا مرسل. قال: "وقد نبه nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن على إرساله، فقال: ..." فذكر الحديث مرسلا.
قال ابن المواق: وهو أمر بين، لا خلاف بين أهل التمييز من أهل هذا الشأن في انقطاع ما يروى كذلك إذا علم أن الراوي لم يدرك زمان القصة كما في هذا الحديث، وذكر نحو ذلك أيضا في حديث أبي قيس "أن nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص كان على سرية" الحديث، في التيمم من عند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود أيضا، [ ص: 426 ] وكذلك فعل ذلك غيره، وهو أمر واضح بين. والله أعلم.
وقد ذكر المصنف بعدما حكاه عن مسند nindex.php?page=showalam&ids=17383يعقوب بن شيبة أن nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب مثل هذه المسألة بحديث nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "أينام أحدنا وهو جنب" الحديث.
[ ص: 427 ] وفي رواية أخرى عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر "أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال يا رسول الله" الحديث. ثم قال - أي nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب -: "ظاهر الرواية الأولى موجب أن يكون من مسند nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والثانية ظاهرها يوجب أن يكون من مسند nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم" انتهى.
وهذا يشهد لما ذكرناه، إلا أن المصنف اعترض على nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب بقوله: "ليس هذا المثال مماثلا لما نحن بصدده" إلى آخر كلامه، إلا أن كون الرواية الثانية تدل على أنه من مسند nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، لا يخالف فيه nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح، وهو موافق لما ذكرناه، وهو المقصود من الاستشهاد به. والله أعلم.