منها: ما أدرج في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلام بعض رواته، بأن يذكر الصحابي أو من بعده عقيب ما يرويه من الحديث كلاما من عند نفسه، فيرويه من بعده موصولا بالحديث غير فاصل بينهما بذكر قائله، فيلتبس الأمر فيه على من لا يعلم حقيقة الحال، ويتوهم أن الجميع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن الدليل عليه أن الثقة الزاهد عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان رواه عن رواية nindex.php?page=showalam&ids=14104الحسن بن الحر كذلك، واتفق حسين الجعفي وابن عجلان وغيرهما في روايتهم عن nindex.php?page=showalam&ids=14104الحسن بن الحر على ترك ذكر هذا الكلام في آخر الحديث، مع اتفاق كل من روى التشهد عن علقمة وعن غيره، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود على ذلك، ورواه شبابة عن أبي خيثمة ففصله أيضا.
ومن أقسام المدرج: أن يكون متن الحديث عند الراوي له بإسناد إلا طرفا منه، فإنه عنده بإسناد ثان، فيدرجه من رواه عنه على الإسناد الأول، ويحذف الإسناد الثاني، ويروي جميعه بالإسناد الأول.
مثاله: حديث nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=15908وزائدة بن قدامة، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=101وائل بن حجر في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي آخره: "أنه جاء في الشتاء، فرآهم يرفعون أيديهم من تحت الثياب".
والصواب رواية من روى عن عاصم بن كليب بهذا الإسناد صفة الصلاة خاصة، وفصل ذكر رفع الأيدي عنه، فرواه عن عاصم، عن عبد الجبار بن وائل، عن بعض أهله، عن nindex.php?page=showalam&ids=101وائل بن حجر.
ومنها: أن يدرج في متن حديث بعض متن حديث آخر، مخالف للأول في الإسناد.
ومنها أن يروي الراوي حديثا عن جماعة، بينهم اختلاف في إسناده، فلا يذكر الاختلاف فيه، بل يدرج روايتهم على الاتفاق.
مثاله: رواية nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن كثير العبدي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري، عن منصور nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وواصل الأحدب، عن أبي وائل، عن nindex.php?page=showalam&ids=12171عمرو بن شرحبيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قلت: "يا رسول الله، أي الذنب أعظم..." الحديث. وواصل إنما رواه عن أبي وائل، عن عبد الله من غير ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12171عمرو بن شرحبيل بينهما، والله أعلم.
واعلم أنه لا يجوز تعمد شيء من الإدراج المذكور، وهذا النوع قد صنف فيه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أبو بكر كتابه الموسوم بـ "الفصل للوصل المدرج في النقل" فشفى وكفى، والله أعلم.
74 - قوله: (وهو أقسام منها ما أدرج في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلام بعض رواته بأن يذكر الصحابي أو من بعده عقيب ما يرويه من الحديث كلاما من عند نفسه) إلى آخر كلامه.
هكذا اقتصر المصنف في هذا القسم من المدرج على كونه عقيب الحديث، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في بعض المدرجات ما ذكر في أول الحديث أو في وسطه.
فمثال المدرج في أوله ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب بإسناده من رواية أبي قطن وشبابة، فرقهما، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن محمد بن زياد، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=676957 "أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار".
[ ص: 535 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب: وهم أبو قطن عمرو بن هيثم nindex.php?page=showalam&ids=16087وشبابة بن سوار في روايتهما هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة على ما سقناه؛ وذلك أن قوله: "أسبغوا الوضوء" كلام nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وقوله: "ويل للأعقاب من النار" من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: "وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي، وذهب nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=11790وآدم بن أبي إياس، وعاصم بن علي وعلي بن الجعد، وغندر، [ ص: 536 ] nindex.php?page=showalam&ids=17249وهشيم، nindex.php?page=showalam&ids=17360ويزيد بن زريع، nindex.php?page=showalam&ids=15409والنضر بن شميل، nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع، وعيسى بن يونس، ومعاذ بن معاذ، كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، وجعلوا الكلام الأول من قول [ ص: 537 ] nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة والكلام الثاني مرفوعا.
ومثال المدرج في وسطه: ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في سننه من رواية عبد الحميد بن جعفر، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة، عن أبيه، عن بسرة بنت صفوان [ ص: 538 ] قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=908281 "من مس ذكره أو أنثييه أو رفغه فليتوضأ".
قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني: "كذا رواه عبد الحميد، عن هشام، ووهم في ذكر الأنثيين والرفع، وإدراجه ذلك في حديث بسرة" قال: "والمحفوظ أن ذلك من قول nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة غير مرفوع" قال: "وكذلك رواه الثقات عن هشام، منهم nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني، nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد وغيرهما".
ثم رواه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب ففصل قول nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة من المرفوع، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في كتابه المذكور: "تفرد عبد الحميد بذكر الأنثيين والرفغين وليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من قول nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة، فأدرجه الراوي في متن الحديث، وقد بين ذلك حماد وأيوب".
قلت: ولم ينفرد به عبد الحميد كما قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب، فقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في المعجم الكبير من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع، عن أيوب، عن هشام بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=676985 "إذا مس أحدكم ذكره أو أنثييه أو رفغه فليتوضأ" وزاد nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني فيه أيضا ذكر الأنثيين من رواية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، عن هشام، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم، عن بسرة.
وقد ضعف ابن دقيق العيد في الاقتراح الحكم بالإدراج على ما وقع في أثناء لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم معطوفا بواو العطف. والله أعلم.