هذا ومعرفة الصحابة أصل أصيل يرجع إليه في معرفة المرسل والمسند . قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب الحافظ : التابعي من صحب الصحابي .
قلت : ومطلقه مخصوص بالتابع بإحسان ، ويقال للواحد منهم: تابع وتابعي . وكلام nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبي عبد الله وغيره مشعر بأنه يكفي فيه أن يسمع من الصحابي أو يلقاه، وإن لم توجد الصحبة العرفية ، والاكتفاء في هذا بمجرد اللقاء والرؤية أقرب منه في الصحابي، نظرا إلى مقتضى اللفظين فيهما .
قلت : ومطلقه مخصوص بالتابع بإحسان ، ويقال للواحد منهم: تابع وتابعي . وكلام nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبي عبد الله وغيره مشعر بأنه يكفي فيه أن يسمع من الصحابي أو يلقاه، وإن لم توجد الصحبة العرفية ، والاكتفاء في هذا بمجرد اللقاء والرؤية أقرب منه في الصحابي؛ نظرا إلى مقتضى اللفظين فيهما ) انتهى.
[ ص: 945 ] وفيه أمور:
أحدها: أن تقديم المصنف كلام nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في حد التابعي على كلام nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وغيره، وتصديره به كلامه، ربما يوهم ترجيحه على القول الذي بعده، وليس كذلك، بل الراجح الذي عليه العمل قول nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وغيره في الاكتفاء بمجرد الرؤية دون اشتراط الصحبة، وعليه يدل عمل أئمة الحديث: nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج، nindex.php?page=showalam&ids=13053وأبي حاتم بن حبان، nindex.php?page=showalam&ids=14070وأبي عبد الله الحاكم، nindex.php?page=showalam&ids=16390وعبد الغني بن سعيد، وغيرهم.
وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج في كتاب (الطبقات) nindex.php?page=showalam&ids=13726سليمان بن مهران الأعمش في طبقة التابعين، وكذلك ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان فيهم، وقال: "إنما أخرجناه في هذه الطبقة؛ لأن له لقيا وحفظا، رأى nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك وإن لم يصح له سماع المسند عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس" وقال nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني: "لم يسمع nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش من nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، [ ص: 946 ] إنما رآه رؤية بمكة يصلي خلف المقام".
فأما طرق nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس فإنما يرويها عن يزيد الرقاشي، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين: "كل ما روى nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس فهو مرسل" وقد أنكر على أحمد بن عبد الجبار العطاردي حديثا عن فضيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، قال: "رأيت nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا بال فغسل ذكره غسلا شديدا، ثم توضأ ومسح على خفيه، فصلى [ ص: 947 ] بنا، وحدثنا في بيته". وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: "لم يسمع من أحد من الصحابة".
وأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=676682 "الخوارج كلاب النار" فهو مرسل، فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي: "إنه لم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=51ابن أبي أوفى" وهذا الحديث وإن رواه nindex.php?page=showalam&ids=12408إسحاق الأزرق عنه هكذا كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في سننه فقد رواه عبيد الله بن نمير، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، عن الحسين بن واقد، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس nindex.php?page=showalam&ids=13726للأعمش رواية عن أحد من الصحابة في شيء من الكتب الستة، إلا هذا الحديث الواحد عند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه.
وكذلك عد nindex.php?page=showalam&ids=16390عبد الغني بن سعيد الأزدي nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش في التابعين في جزء له جمع فيه من روى من التابعين عن nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب.
[ ص: 948 ] وكذلك عد فيهم أيضا nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير؛ لكونه لقي nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا، وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي: إنه لم يدرك أحدا من الصحابة إلا nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك، فإنه رآه رؤية ولم يسمع منه، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وأبو زرعة، قال أبو زرعة: "وحديثه عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرسل".
قلت: في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم روايته عن أبي أمامة، عن nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة لحديث إسلامه، ولكن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلما قرن رواية nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير مع رواية شداد أبي عمار، [ ص: 949 ] وكان اعتماد nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم على رواية شداد فقط؛ فإنه قال فيه: "قال عكرمة: ولقي شداد أبا أمامة" فذكره وسكت عن رواية nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة، وهي بصيغة العنعنة. والله أعلم.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16390عبد الغني بن سعيد أيضا nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم في التابعين؛ لكونه رأى nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا. وقد روى عن nindex.php?page=showalam&ids=97جرير أنه قال: "مات nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ولي خمس سنين".
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16390عبد الغني بن سعيد أيضا موسى بن أبي عائشة في التابعين؛ لكونه [ ص: 950 ] لقي nindex.php?page=showalam&ids=146عمرو بن حريث.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبو عبد الله في (علوم الحديث) في النوع الرابع عشر: "هم طبقات خمس عشرة طبقة، آخرهم من لقي nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك من أهل البصرة، ومن لقي nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى من أهل الكوفة، ومن لقي nindex.php?page=showalam&ids=256السائب بن يزيد من أهل المدينة" إلى آخر كلامه.
ففي كلام هؤلاء الأئمة الاكتفاء في التابعي بمجرد رؤية الصحابي ولقيه له دون اشتراط الصحبة.
إلا أن nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان يشترط في ذلك أن تكون رؤيته له في سن من يحفظ عنه (فإن كان صغيرا لم يحفظ عنه) فلا عبرة برؤيته، nindex.php?page=showalam&ids=15831كخلف بن خليفة، فإنه عده في أتباع التابعين وإن كان رأى nindex.php?page=showalam&ids=146عمرو بن حريث؛ لكونه كان صغيرا.
وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في (الشمائل) عن nindex.php?page=showalam&ids=16609علي بن حجر، عن nindex.php?page=showalam&ids=15831خلف بن خليفة [ ص: 951 ] قال: "رأيت nindex.php?page=showalam&ids=146عمرو بن حريث صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام صغير" وهذا إسناد صحيح، وما اختاره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان له وجه تقدم مثله في الرؤية المقتضية للصحبة هل يشترط فيها التمييز أم لا؟
الأمر الثاني: أن nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب وإن كان قال في كتاب (الكفاية) ما حكاه عنه المصنف من أن التابعي من صحب الصحابي - فإنه عد nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور بن المعتمر من التابعين في جزء له جمع فيه رواية الستة من التابعين بعضهم عن بعض، وذلك في الحديث الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور بن [ ص: 952 ] المعتمر، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن [ ص: 953 ] nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=907671 "قل هو الله أحد ثلث القرآن" قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب: nindex.php?page=showalam&ids=17152 "منصور بن المعتمر له رؤية من الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=51ابن أبي أوفى" قلت: "وإنما له رؤية فقط دون الصحبة والسماع".
وقد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وغيرهما في طبقة أتباع التابعين، ولم أر من عده في طبقة التابعين.
وقال النووي في (شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم): "ليس بتابعي، ولكنه من أتباع التابعين" فقد عده nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في التابعين وإن لم يعرف له صحبة nindex.php?page=showalam&ids=51لابن أبي أوفى، فيحمل قوله في الكفاية: "من صحب الصحابي" على أن المراد اللقي؛ جمعا بين كلاميه. والله أعلم.
[ ص: 954 ] الأمر الثالث: أن تعقب المصنف لكلام nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب بقوله: "قلت: ومطلقه مخصوص بالتابعي بإحسان" فيه نظر من حيث إنه إن أراد بالإحسان أن لا يرتكب أمرا يخرجه عن الإسلام فهو كذلك، وأهل الحديث وإن أطلقوا أن التابعي من لقي أحدا من الصحابة فمرادهم مع الإسلام، إلا أن الإحسان أمر زائد على الإيمان والإسلام، كما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم في سؤال جبريل له في الحديث المتفق عليه. وإن أراد المصنف بالإحسان الكمال في الإسلام أو العدالة فلم أر من اشترط ذلك في حد التابعي، بل من صنف في الطبقات أدخل فيهم الثقات وغيرهم. والله أعلم.