روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=14228أبي سليمان الخطابي - رحمه الله - أنه قال بعد حكايته أن الحديث عند أهله ينقسم إلى الأقسام الثلاثة - التي قدمنا ذكرها -: "الحسن: ما عرف مخرجه واشتهر رجاله". قال: "وعليه مدار أكثر الحديث وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء.
26 - قوله: (روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=14228أبي سليمان الخطابي رحمه الله تعالى أنه قال: الحسن ما عرف مخرجه واشتهر رجاله" انتهى.
ثم ذكر الشيخ بعد ذلك أنه ليس في كلام nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=14228والخطابي ما يفصل الحسن من الصحيح، انتهى. وفيه أمران:
أحدهما: أن ما حكاه من صيغة كلام nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي قد اعترض عليه فيه الحافظ أبو عبد الله محمد بن عمر بن رشيد فيما حكاه الحافظ أبو الفتح اليعمري [ ص: 291 ] في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، فقال: إنه رآه بخط الحافظ nindex.php?page=showalam&ids=14050أبي علي الجياني: "ما عرف مخرجه واستقر حاله" أي بالسين المهملة وبالقاف وبالحاء المهملة دون راء في أوله، قال ابن رشيد: "وأنا بحظ nindex.php?page=showalam&ids=14050الجياني عارف" انتهى.
وما اعترض به ابن رشيد مردود؛ فإن nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي قد قال ذلك في خطبة كتابه (معالم السنن) وهو في النسخ الصحيحة المسموعة كما ذكره المصنف: "واشتهر رجاله" وليس لقوله: "واستقر حاله" كبير معنى. والله أعلم.
[ ص: 292 ] الأمر الثاني: أن ما ذكره من أنه ليس في كلام nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ما يفصل الحسن من الصحيح ذكره ابن دقيق العيد أيضا في الاقتراح، وزاده وضوحا، فقال: "ليس في عبارة nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي كبير تلخيص، وأيضا فالصحيح قد عرف مخرجه واشتهر رجاله، فيدخل الصحيح في الحسن".
واعترض الشيخ تاج الدين التبريزي على كلام الشيخ تقي الدين بقوله: "فيه نظر؛ لأنه ذكر من بعد أن الصحيح أخص من الحسن. قال: ودخول الخاص في حد العام ضروري، والتقييد بما يخرجه عنه مخل للحد". وهو اعتراض متجه.
وقد أجاب بعض المتأخرين عن استشكال حدي nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=14228والخطابي بأن قول nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: "ما عرف مخرجه" هو كقول nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، ويروى نحوه من غير وجه. وقول nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: "اشتهر رجاله" يعني بالسلامة من وصمة الكذب هو كقول nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: "ولا يكون في إسناده من يتهم بالكذب" وزاد nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: "ولا يكون شاذا" ولا حاجة إلى ذكره؛ لأن الشاذ ينافي عرفان المخرج، فكأنه كرره بلفظ متباين، فلا إشكال فيما قالاه. انتهى.
وما فسر به قول nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: "ما عرف مخرجه" بأن يروى من غير وجه - لا يدل عليه كلام nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي أصلا، بل الذي رأيته في كلام بعض الفضلاء أن في قوله: "ما عرف مخرجه" احترازا عن المرسل، وعن خبر المدلس قبل أن يبين تدليسه.
وهذا أحسن في تفسير كلام nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي؛ لأن المرسل الذي سقط بعض إسناده وكذلك المدلس الذي سقط منه بعضه لا يعرف فيهما مخرج الحديث؛ لأنه لا يدرى من سقط من إسناده، بخلاف من أبرز جميع رجاله فقد عرف مخرج الحديث من أين. والله أعلم.