وقد اعترض عليه بأمرين: أحدهما أن في nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي مرفوعا: "إذا دعا أحدكم فليبدأ بنفسه" فكان الأولى أن يقول: علمنا الله وإياك. انتهى ما اعترض به هذا المعترض.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا في سننه الكبرى وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا كما سيأتي، فليس فيه ما ذكره من أن كل داع يبدأ بنفسه، وإنما هو من فعله صلى الله عليه وسلم لا من قوله، وإذا كان كذلك فهو مقيد بذكره صلى الله عليه وسلم نبيا من الأنبياء كما ثبت في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في حديث [ ص: 214 ] أبي الطويل في قصة موسى مع الخضر وفيه قال: "وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه رحمة الله علينا وعلى أخي كذا، رحمة الله علينا وعلى أخي موسى" الحديث.
[ ص: 215 ] وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري أن الرجل هو nindex.php?page=showalam&ids=4582عباد بن بشر، nindex.php?page=showalam&ids=12070وللبخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة ابن الأكوع: "من السائق؟ قالوا عامر، قال: يرحمه الله" الحديث.
فظهر بذلك أن بدأه بنفسه في الدعاء كان فيما إذا ذكر نبيا من الأنبياء كما تقدم.
الأمر الثاني: أن ما نقله عن أهل الحديث من كون الحديث ينقسم إلى هذه [ ص: 217 ] الأقسام الثلاثة ليس بجيد فإن بعضهم يقسمه إلى قسمين فقط: صحيح وضعيف، وقد ذكر المصنف هذا الخلاف في النوع الثاني في التاسع من التفريعات المذكورة فيه، فقال: من أهل الحديث من لا يفرد نوع الحسن ويجعله مندرجا في أنواع الصحيح لاندراجه في أنواع ما يحتج به. قال: وهو الظاهر من كلام nindex.php?page=showalam&ids=14070أبي عبد الله الحاكم في تصرفاته، إلى آخر كلامه فكان ينبغي الاحتراز عن هذا الخلاف هنا.
والجواب أن ما نقله المصنف عن أهل الحديث قد نقله عنهم nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في خطبة معالم السنن، فقال: اعلموا أن الحديث عند أهله على ثلاثة أقسام: حديث صحيح، وحديث حسن، وحديث سقيم. ولم أر من سبق nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي إلى تقسيمه ذلك، وإن كان في كلام المتقدمين ذكر الحسن، وهو موجود في كلام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري وجماعة، ولكن nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي نقل التقسيم عن أهل الحديث وهو إمام ثقة، فتبعه المصنف على ذلك هنا، ثم حكى الخلاف في الموضع الذي ذكره فلم يهمل حكاية الخلاف. والله أعلم.