96 - قوله: (ص): "وفي الصحيحين وغيرهما من الكتب المعتمدة من حديث هذا الضرب كثير جدا...." إلى آخره.
أورده المصنف هذا محتجا به على
قبول رواية المدلس إذا صرح وهو يوهم
[ ص: 635 ] أن الذي في الصحيحين وغيرهما من الكتب المعتمدة من حديث المدلسين مصرح في جميعه وليس كذلك، بل في الصحيحين (وغيرهما) جملة كثيرة من أحاديث المدلسين بالعنعنة وقد جزم المصنف في موضع آخر وتبعه
النووي (وغيره بأن ما كان في الصحيحين وغيرهما) من الكتب الصحيحة عن المدلسين فهو محمول على ثبوت سماعه من جهة أخرى وتوقف في ذلك من المتأخرين
الإمام صدر الدين ابن المرحل ، وقال في "كتاب الإنصاف": "إن في النفس من هذا الاستثناء غصة، لأنها دعوى لا دليل عليها، لا سيما أنا قد وجدنا كثيرا من الحفاظ يعللون أحاديث وقعت في الصحيحين أو أحدهما بتدليس رواتها".
وكذلك استشكل ذلك قبله العلامة
ابن دقيق العيد فقال : "لا بد من الثبات على طريقة واحدة، إما القبول مطلقا في كل كتاب أو الرد مطلقا في كل كتاب.
وأما التفرقة بين ما في الصحيح من ذلك وما خرج عنه، فغاية ما يوجه به أحد أمرين:
إما أن يدعى أن تلك الأحاديث عرف صاحب الصحيح صحة السماع فيها، قال: وهذا إحالة على جهالة، وإثبات أمر بمجرد الاحتمال، وإما أن يدعى أن الإجماع على صحة ما في الكتابين دليل على وقوع السماع في هذه الأحاديث وإلا لكان أهل الإجماع مجمعين على الخطأ وهو ممتنع.
[ ص: 636 ] قال : لكن هذا يحتاج إلى إثبات الإجماع الذي يمتنع أن يقع في نفس الأمر خلاف مقتضاه.
قال: وهذا فيه عسر. قال: ويلزم على هذا أن لا يستدل بما جاء من رواية المدلس خارج الصحيح ولا يقال : هذا على شرط
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم - مثلا - لأن الإجماع الذي يدعى ليس موجودا في الخارج" انتهى ملخصا.
وفي أسئلة
الإمام تقي الدين السبكي للحافظ أبي الحجاج المزي : "وسألته عن ما وقع في الصحيحين من حديث المدلس معنعنا هل نقول: أنهما اطلعا على اتصالها؟
فقال: كذا يقولون، وما فيه إلا تحسين الظن بهما.
وإلا ففيهما أحاديث من رواية المدلسين ما توجد من غير تلك الطريق التي في الصحيح" .
قلت: وليست الأحاديث التي في الصحيحين بالعنعنة عن المدلسين كلها في الاحتجاج، فيحمل كلامهم هنا على ما كان منها في الاحتجاج فقط.
أما ما كان في المتابعات فيحتمل أن يكون حصل التسامح في تخريجها كغيرها.
وكذلك
المدلسون الذين خرج حديثهم في الصحيحين ليسوا في مرتبة واحدة في ذلك، بل هم على مراتب:
الأولى: من لم يصف بذلك إلا نادرا وغالب رواياتهم مصرحة بالسماع، والغالب: أن إطلاق من أطلق ذلك عليهم فيه تجوز من الإرسال إلى التدليس.
[ ص: 637 ] ومنهم من يطلق ذلك بناء على الظن، فيكون التحقيق بخلافه كما بينا ذلك في حق
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة قريبا وفي حق
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل البخاري في الكلام على التعليق - والله أعلم - .
فمن هذا الضرب:
1 -
nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني .
2 -
nindex.php?page=showalam&ids=15627وجرير بن حازم .
3 -
والحسين بن واقد .
4 -
nindex.php?page=showalam&ids=15730وحفص بن غياث .
5 -
وسليمان التيمي .
6 -
nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاووس .
7 -
وأبو قلابة .
8 -
nindex.php?page=showalam&ids=16472وعبد الله بن وهب .
9 -
وعبد ربه بن نافع أبو شهاب .
[ ص: 638 ] 10 -
nindex.php?page=showalam&ids=12180والفضل بن دكين أبو نعيم .
11 -
nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة .
12 -
nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة .
13 -
وأبو مجلز لاحق بن حميد .
14 -
nindex.php?page=showalam&ids=17314ويحيى بن سعيد الأنصاري .
رحمة الله عليهم .
الثانية: من أكثر الأئمة من إخراج حديثه إما لإمامته أو لكونه قليل التدليس في جنب ما روى من الحديث الكثير أو أنه كان لا يدلس إلا عن ثقة.
فمن هذا الضرب:
15 -
إبراهيم بن زيد النخعي .
16 -
nindex.php?page=showalam&ids=12428وإسماعيل بن أبي خالد .
17 -
وبشير بن مهاجر .
18 -
والحسن بن ذكوان .
19 -
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري .
[ ص: 639 ] 20 -
والحكم بن عتبة .
21 -
nindex.php?page=showalam&ids=11804وحماد بن أسامة .
22 -
nindex.php?page=showalam&ids=15926وزكريا بن أبي زائدة .
23 -
nindex.php?page=showalam&ids=15957وسالم بن أبي الجعد .
24 -
nindex.php?page=showalam&ids=12514وسعيد بن أبي عروبة .
25 -
nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري .
26 -
nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة .
27 -
nindex.php?page=showalam&ids=16101وشريك القاضي .
28 -
وعبد الله بن عطاء المكي .
29 -
وعكرمة بن خالد المخزومي .
30 -
nindex.php?page=showalam&ids=12156ومحمد بن خازم أبو معاوية الضرير .
31 -
ومخرمة بن بكير .
[ ص: 640 ] 32 -
nindex.php?page=showalam&ids=17419ويونس بن عبيد .
رحمة الله تعالى عليهم .
الثالثة: من أكثروا من التدليس وعرفوا به وهم:
33 -
nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية بن الوليد .
34 -
nindex.php?page=showalam&ids=15683وحبيب بن أبي ثابت .
35 -
nindex.php?page=showalam&ids=15689وحجاج بن أرطأة .
36 -
nindex.php?page=showalam&ids=15767وحميد الطويل .
37 -
nindex.php?page=showalam&ids=13726وسليمان الأعمش .
38 -
وسويد بن سعيد .
39 -
وأبو سفيان المكي .
40 -
وعبد الله بن أبي نجيح .
41 -
وعباد بن منصور .
42 -
وعبد الرحمن المحاربي .
[ ص: 641 ] 43 -
nindex.php?page=showalam&ids=16479وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد .
44 -
nindex.php?page=showalam&ids=16479وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج .
45 -
nindex.php?page=showalam&ids=16490وعبد الملك بن عمير .
46 -
nindex.php?page=showalam&ids=16505وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف .
47 -
nindex.php?page=showalam&ids=16585وعكرمة بن عمار .
48 -
وعمر بن عبيد الطنافسي .
49 -
وعمر بن علي المقدمي .
[ ص: 642 ] 50 -
وعمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي .
51 -
وعيسى بن موسى غنجار .
52 -
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة .
53 -
nindex.php?page=showalam&ids=16874ومبارك بن فضالة .
54 -
nindex.php?page=showalam&ids=12563ومحمد بن إسحاق .
55 -
ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي .
56 -
nindex.php?page=showalam&ids=17000ومحمد بن عجلان .
57 -
ومحمد بن عيسى بن الطباع .
58 -
ومحمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير .
59 -
ومحمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري .
[ ص: 643 ] 60 -
nindex.php?page=showalam&ids=17070ومروان بن معاوية الفزاري .
61 -
والمغيرة بن مقسم .
62 -
nindex.php?page=showalam&ids=17134ومكحول الشامي .
63 -
وهشام بن حسان .
64 -
nindex.php?page=showalam&ids=17249وهشيم بن بشير .
65 -
nindex.php?page=showalam&ids=15500والوليد بن مسلم الدمشقي .
66 -
ويحيى بن أبي كثير .
67 -
وأبو حرة الرقاشي .
رحمة الله تعالى عليهم أجمعين.
[ ص: 644 ] فهذه أسماء من ذكر بالتدليس من رجال الصحيحين ممن أخرجا أو أحدهما له أصلا أو استشهادا أو تعليقا على مراتبهم في ذلك وهم بضعة وستون نفسا.
(وإذ سردنا) ذلك فلا بأس بسرد أسماء باقي الموصوفين بالتدليس من باقي رواة الحديث لتمام الفائدة ولتمييز أحاديثهم.
فقد سرد المصنف أسامي من ذكر بالاختلاط ليتميز حديثه وقد ذكرتهم على قسمين:
أحدهما: من وصف بذلك مع صدقه.
وثانيهما: من ضعف منهم بأمر آخر غير التدليس - والله الموفق - .
فمن الأول:
68 -
جنيد بن العلاء بن أبي وهرة .
[ ص: 645 ] 69 -
وحميد بن الربيع الخزاز .
70 -
nindex.php?page=showalam&ids=12434وإسماعيل بن عياش .
71 -
وسلمة بن تمام الشقري .
72 -
وشباك الضبي .
73 -
وشعيب بن أيوب الصيرفيني .
74 -
وعبد الله بن مروان الحراني .
75 -
وعبد العزيز بن عبد الله البصري .
76 -
وعبد الجليل بن عطية القيسي .
77 -
وعبيدة بن الأسود .
[ ص: 646 ] 78 -
وعثمان بن عمر الحنفي .
79 -
nindex.php?page=showalam&ids=16574وعطية العوفي .
80 -
وعلي بن غراب .
81 -
ومحمد بن الحسين البخاري .
82 -
ومحمد بن صدقة الفدكي .
83 -
ومحمد بن عبد الملك الواسطي أبو إسماعيل .
84 -
ومحمد بن عيسى بن سميع .
85 -
ومحمد بن يزيد بن خنيس العابد .
86 -
ومحرز بن عبد الله الجزري أبو رجاء .
[ ص: 647 ] 87 -
ومصعب بن سعيد أبو خيثمة .
88 -
وميمون بن موسى المرئي .
89 -
nindex.php?page=showalam&ids=17347ويزيد بن أبي زياد .
90 -
ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك .
91 -
ويزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني .
92 - ومن المتأخرين
محمد بن محمد بن سليمان الباغندي .
93 -
والحسن بن مسعود أبو علي ابن الوزير الدمشقي .
94 -
وعمر بن علي بن أحمد بن الليث أبو مسلم البخاري - رحمة الله تعالى عليهم -.
[ ص: 648 ] ومن القسم الثاني:
95 -
إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى .
96 -
وإسماعيل بن خليفة أبو إسرائيل الملائي .
97 -
وبشير بن زاذان .
98 -
وتليد بن سليمان .
99 -
وجابر بن يزيد الجعفي .
100 -
والحسن \بن عمارة .
101 -
والحسين بن عطاء بن يسار .
102 -
وخارجة بن مصعب .
103 -
وسعيد بن المرزبان أبو سعيد البقال .
104 -
وعبد الله بن معاوية بن عاصم الزبيري .
[ ص: 649 ] .
105 -
وعبد الله بن زياد بن سمعان .
106 -
وعبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني .
107 -
nindex.php?page=showalam&ids=16457وعبد الله بن لهيعة المصري .
108 -
nindex.php?page=showalam&ids=13786وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم .
109 -
وعلي بن غالب البصري .
110 -
ومالك بن سليمان الهروي .
111 -
والهيثم بن علي الطائي .
112 -
ويحيى بن أبي حية أبو جناب الكلبي - رحمة الله تعالى عليهم -.
[ ص: 650 ] هذه أسماء من وقفت عليه ممن وصف بالتدليس (أي تدليس الإسناد) .
أما تدليس الشيوخ فلا تحصى أسماء أهله مع أنهم ليسوا من غرضنا هنا. وقد أفرد
الحافظ صلاح الدين العلائي أسماء المدلسين في كتابه "جامع التحصيل" وسردهم على حروف المعجم مبينا أحوالهم وجملة من اجتمع عنده منهم سبعون نفسا، وقد زدت عليه منهم أربعين نفسا.
فكل من عليه صورة (ز) فهو زائد على من ذكر وقد أفردتهم بالتصنيف في جزء لطيف ، بينت فيه أحوالهم بيانا شافيا، ولله الحمد على ذلك.
وقد أفردهم بالتصنيف من المتقدمين
nindex.php?page=showalam&ids=15063الحسين بن علي الكرابيسي صاحب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397أبو عبد الرحمن النسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269أبو الحسن الدارقطني - رحمهم الله تعالى - فجمعت ما ذكروه، وزدت عليه ما وقع لي من كلام غيرهم، بعون الله تعالى.
وكل من ذكرنا هنا، فهو بحسب ما رأيت التصريح بوصفه بالتدليس من أئمة هذا الشأن، على التفصيل.
[ ص: 651 ] وإلا فلو أخذنا به من حيث الجملة لتضاعف هذا العدد جدا فقد روينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون أنه قال : "لم أر أحدا من
أهل الكوفة إلا وهو يدلس إلا
nindex.php?page=showalam&ids=17074مسعرا وشريكا ".
قلت: وقد ذكر
شريك في المدلسين - أيضا - .
فما سلم منهم على رأي
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون إلا
nindex.php?page=showalam&ids=17074مسعرا ، ولكن هذا بحسب ما رآهم هو.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : أكثر
أهل الكوفة يدلسون ، والتدليس في
أهل الحجاز قليل جدا وفي
أهل بغداد نادر - والله أعلم - .
تنبيه:
ويلتحق بقسم تدليس الشيوخ
تدليس البلاد ، كما إذا قال المصري "حدثني فلان
بالأندلس " وأراد موضعا بالقرافة.
أو قال "بزقاق حلب" وأراد موضعا
بالقاهرة .
أو قال
البغدادي "حدثني فلان بما
وراء النهر " وأراد
نهر دجلة . أو قال
"بالرقة" وأراد بستانا على شاطئ
دجلة .
أو قال
الدمشقي حدثني
بالكرك وأراد
كرك نوح وهو بالقرب من
دمشق .
ولذلك أمثلة كثيرة،
وحكمه الكراهة لأنه يدخل في باب التشبع وإيهام الرحلة في طلب الحديث إلا إن كان هناك قرينة تدل على عدم إرادة التكثير. فلا كراهة. والله الموفق ..