116 - قوله: (ص): "وهو أقسام منها: ما أدرج في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كلام بعض رواته. .." إلى آخره.
لم يذكر المصنف من
أقسام المدرج إلا أربعة:
قسم في المتن وثلاثة في الإسناد.
وقد قسمه
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب الذي صنف فيه إلى سبعة أقسام.
وقد لخصته ورتبته على (الأبواب والمسانيد) [وزدت] على ما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أكثر من القدر الذي ذكره.
[
مواضع الإدراج :]
وحاصله /أن الإدراج تارة يقع في المتن وتارة يقع في الإسناد. فأما الذي في المتن فتارة أن يدرج الراوي في حديث النبي /- صلى الله عليه وسلم - شيئا من كلام غيره مع إيهام كونه من كلامه. وهو على ثلاث مراتب:
[ ص: 812 ] [
مراتب الإدراج :]
1- أحدها: أن يكون ذلك في أول المتن وهو نادر جدا.
2- ثانيها: أن يكون في آخره، وهو الأكثر.
3- ثالثها: أن يكون في الوسط، وهو قليل.
ثم قد يكون المدرج من قول الصحابي أو التابعي أو من بعده.
[
وجوه معرفة المدرج :]
والطريق إلى معرفة ذلك من وجوه:
1- الأول: أن يستحيل إضافة ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
2- الثاني: أن يصرح الصحابي بأنه لم يسمع تلك الجملة من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
3- الثالث: أن يصرح بعض الرواة بتفصيل المدرج فيه عن المتن المرفوع فيه بأن يضيف الكلام إلى قائله.
مثال الأول: وهو ما لا تصح إضافته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، عن
يونس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=887881 "للعبد المملوك أجران /".
"والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك" .
[ ص: 813 ] رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
بشر بن محمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك .
فهذا الفصل الذي في آخر الحديث لا يجوز أن يكون من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ يمتنع عليه أن يتمنى أن يصير مملوكا - وأيضا فلم يكن له أم يبرها، بل هذا من قول
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - أدرج في المتن.
وقد بينه
حيان بن موسى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، فساق الحديث إلى قوله "أجران" فقال فيه: "والذي نفس
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بيده .." إلى آخره.
وهكذا هو في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عند
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وهذا من
فوائد المستخرجات كما قدمناه.
ومثال الثاني: حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652983 "من \مات وهو لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة" .
nindex.php?page=hadith&LINKID=651162 "ومن مات وهو يشرك بالله شيئا دخل النار" .
هكذا رواه
أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر ابن عياش بإسناده ووهم فيه.
[ ص: 814 ] فقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16081الأسود بن عامر شاذان وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر بن عياش بلفظ: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (يقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=684465من جعل لله عز وجل ندا دخل النار ) وأخرى أقولها - ولم أسمعها منه - صلى الله عليه وسلم -).
من مات لا يجعل لله ندا أدخله الجنة" .
والحديث في "صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " من غير هذا الوجه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - ولفظه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654137قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كلمة وقلت أخرى فذكره.
فهذا كالذي قبله في الجزم بكونه مدرجا.
[ ص: 815 ] ومثال الثالث: ما ذكره المصنف من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - وقوله:
nindex.php?page=hadith&LINKID=63713 "فإذا قلت هذا، فقد قضيت صلاتك" .
ومنه - أيضا - حديث
عبد الله بن خيران ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12336أنس بن سيرين ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - يقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=659685طلقت امرأتي وهي حائض، فذكر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله تعالى عنه - ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "مره فليراجعها، فإذا طهرت فليطلقها" قال: فتحتسب بالتطليقة؟
قال: فمه؟
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : "هذا مدرج والصواب أن الاستفهام من قول
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، وأن الجواب من
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما".
[ ص: 816 ] بين ذلك
محمد بن جعفر nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى بن سعيد القطان ،
nindex.php?page=showalam&ids=15409والنضر بن شميل وفي روايتهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة .
قلت: وكذا فصله
nindex.php?page=showalam&ids=15792خالد بن الحارث ،
nindex.php?page=showalam&ids=15578وبهز بن أسد nindex.php?page=showalam&ids=16039وسليمان بن حرب عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، وحديث بعضهم في الصحيحين.
وكذلك رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16486عبد الملك بن أبي سليمان عن
nindex.php?page=showalam&ids=12336أنس بن سيرين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : "ورواه
بشر بن عمر الزهراني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة فوهم فيه وهما فاحشا، فإنه قال فيه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=3503688 "قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه -: يا رسول الله.. أفتحتسب بتلك التطليقة؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: نعم" .
قلت: والحكم على هذا القسم الثالث بالإدراج يكون بحسب غلبة ظن المحدث الحافظ الناقد، ولا يوجب القطع بذلك خلاف القسمين الأولين،
[ ص: 817 ] وأكثر هذا الثالث يقع تفسيرا لبعض الألفاظ الواقعة في الحديث كما في أحاديث الشغار والمحاقلة والمزابنة.
[ ص: 818 ] والزهو والقزع والنفخ والبعث والغرة وغيرهما.
[ ص: 819 ] والأمر في ذلك سهل لأنه إن ثبت رفعه، فذاك وإلا فالراوي أعرف بتفسير ما روى من غيره.
فأما ما وقع في المتن من كلام الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - مدرجا في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد ذكرنا أمثلته.
وربما وقع الحكم بالإدراج في حديث ويكون ذلك اللفظ المدرج ثابتا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن من رواية أخرى كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=656538 "إن بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم ويظهر فيها الهرج ، والهرج القتل" .
فصله بعض الحفاظ من الرواة وبين أن قوله: "والهرج القتل من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى ".
ومع ذلك، فقد ثبت تفسيره بذلك من وجه آخر مرفوعا في حديث
[ ص: 820 ] nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهم- عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه -.
ومثل ذلك حديث أسبغوا الوضوء. كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وأما ما وقع من كلام التابعين، فمن بعدهم، فمنه حديث عد الأسماء الحسنى فيما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، واستغربه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه -.
فإن الحديث في الصحيح من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد دون ذكر الأسماء.
[ ص: 821 ] فأما سياق الأسماء فيقال: إنها مدرجة في الخبر من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم كما ذكرت ذلك بشواهده في الكتاب الذي جمعته فيه.
[
ما أدرج في الحديث من كلام بعض التابعين :]
وأما ما أدرج من كلام بعض التابعين أو من بعدهم في كلام الصحابة - رضي الله عنهم - فمنه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في قصة مرضه
بمكة واستئذان النبي - صلى الله عليه وسلم - في الوصية، وفيه:
لكن البائس
سعد بن خولة - يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن مات
بمكة فإن قوله: "يرثي له.." إلى آخره من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري أدرج في الخبر إذ رواه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد ، عن أبيه.
وكذلك حديث
عائشة - رضي الله تعالى عنها - الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من
[ ص: 822 ] طريق
زهير وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد الأنصاري عن
أبي سلمة عنها - رضي الله عنها - قالت: كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان للشغل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن قوله: "للشغل. .." إلى آخره من كلام
يحيى بن سعيد .
كذلك رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في مصنفه عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
يحيى بن سعيد وقال في آخره: "فظننت: أن ذلك لمكانها من النبي - صلى الله عليه وسلم -
يحيى بن سعيد يقوله".
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري بدون الزيادة التي في آخره.
وكذا هو في
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=16503وعبد الوهاب الثقفي .
ومنه أيضا حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، عن
ابن أكيمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
[ ص: 823 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=688510 "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة جهر فيها بالقراءة فلما انصرف - صلى الله عليه وسلم - قال: هل جهر معي أحد منكم؟ فقال رجل منهم: نعم! أنا يا رسول الله. قال - صلى الله عليه وسلم -: إني أقول: ما لي أنازع القرآن" .
فانتهى الناس عن القراءة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما جهر فيه من الصلوات .
بين
nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد بن يحيى الذهلي وغيره من الحفاظ أن قوله: "فانتهى الناس. .." إلى آخره من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري أدرج في الخبر.
[ ص: 824 ] [
الإدراج في أول الخبر :]
وأما ما وقع من الإدراج في أول الخبر فقد ذكر شيخنا مثاله وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676957 "أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار" .
على أن قوله: "أسبغوا الوضوء" قد ثبت من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو في "الصحيح".
وفتشت ما جمعه
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في المدرج ومقدار ما زدت عليه منه فلم أجد له مثالا آخر إلا ما جاء في بعض طرق حديث
بسرة الآتي من رواية
محمد بن دينار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان .
[ ص: 825 ] [
الإدراج في وسط الحديث :]
وأما ما وقع في وسطه، فقد نقل شيخنا عن
ابن دقيق العيد أنه ضعف الحكم بالإدراج على مثل ذلك.
وقد وقع منه قول
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : "والتحنث: التعبد" في حديثه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ،
عن عائشة - رضي الله عنها - في بدء الوحي في قولها فيه: "وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد الليالي ذوات العدد. .. " إلى آخر الحديث بطوله فإن قوله: "وهو التعبد" من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري أدرج في الحديث من غير تمييز كما أوضحته في الشرح.
وكذلك حديث
إبراهيم بن علي التميمي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=651715إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر - وهو غير محرم فقيل له: إن [ ص: 826 ] ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلوه" فإن قوله: "وهو غير محرم" من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري أدرجه هذا الراوي في الخبر.
وقد رواه أصحاب الموطأ بدون هذه الزيادة، وبين بعضهم أنها كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري .
ومن ذلك حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=842346 "الطيرة شرك، وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل" .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن
سفيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=16024سلمة بن كهيل عن
عيسى بن عاصم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش عن
عبد الله فذكره.
قال: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث
سلمة وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن
سلمة .
[ ص: 827 ] قال: وسمعت
محمدا يقول: كان
nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب يقول في هذا "وما منا إلا": هذا عندي من قول
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه -.
قلت: رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي في مسنده عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة مثل حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد وغندر nindex.php?page=showalam&ids=15697وحجاج بن محمد nindex.php?page=showalam&ids=17282ووهب بن جرير nindex.php?page=showalam&ids=15409والنضر بن شميل وجماعة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة فلم يذكروا فيه "وما منا إلا".
وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبي نعيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري .
قلت: والحكم على هذه الجملة بالإدراج متعين وهو يشبه (ما قدمناه) في المدرك الأول للإدراج وهو ما لا يجوز أن يضاف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لاستحالة أن يضاف إليه شيء من الشرك.
ومن ذلك حديث
فضالة بن عبيد سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=669343 "أنا زعيم - والزعيم الحميل - ببيت في ربض الجنة لمن آمن بي وهاجر ..." الحديث.
أشار
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان إلى أن قوله: "والزعيم الحميل" مدرج ومن ذلك
[ ص: 828 ] قوله - في حديث
عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه -: في صفة نزول الوحي:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652971 "تنزل الملائكة في العنان - والعنان السحاب ..." الحديث. فإن قوله: "والعنان السحاب" مدرج.
وكذا قوله: في حديث
لقيط بن صبرة في قصة وفادته.
قال فيه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=662445 "فأتينا بقناع \من رطب - والقناع الطبق ..." الحديث.
فقوله: "والقناع الطبق" مدرج في الخبر.
وقد ذكرت شواهد ذلك جميعه في الكتاب المذكور.
وعلى هذا فتضعيف
ابن دقيق العيد للحكم بذلك فيه نظر فإنه إذا ثبت بطريقه أن ذلك من كلام بعض الرواة لا مانع من الحكم عليه بالإدراج.
وفي الجملة إذا قام الدليل على إدراج جملة معينة بحيث يغلب على الظن
[ ص: 829 ] ذلك فسواء كان في الأول أو الوسط أو الآخر، فإن سبب ذلك الاختصار من بعض الرواة بحذف أداة التفسير أو التفصيل فيجيء من بعده فيرويه مدمج من غير تفصيل فيقع ذلك.
فقد روينا في كتاب الصلاة
nindex.php?page=showalam&ids=13053لأبي حاتم ابن حبان قال: "ثنا
عمر بن محمد الهمداني قال: ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13665أبو بكر الأثرم قال: قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبو عبد الله: أحمد بن حنبل كان
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع يقول في الحديث - يعني كذا وكذا - وربما حذف يعني وذكر التفسير في الحديث.
وكذا كان
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري يفسر الأحاديث كثيرا وربما أسقط أداة التفسير فكان بعض أقرانه ربما يقول له: افصل كلامك من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ذكرت كثيرا من هذه الحكايات وكثيرا من أمثلة ذلك في الكتاب المذكور، واسمه "تقريب المنهج بترتيب المدرج" أعان الله على تكميله وتبييضه إنه على كل شيء قدير.
تنبيه:
استدرك شيخنا على
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب قوله: "إن
عبد الحميد بن جعفر تفرد عن
هشام بزيادة (ذكر الأنثيين والرفغين).
[ ص: 830 ] في حديث
بسرة بأن
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع رواه أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب وهو كما قال إلا أنه مدرج - أيضا -.
والذي أدرجه هو
nindex.php?page=showalam&ids=12547أبو كامل الجحدري راويه عن
يزيد .
وقد خالفه
عبيد الله بن عمر القواريري nindex.php?page=showalam&ids=12235وأبو الأشعث أحمد بن المقدام وأحمد بن عبيد الله العنبري وغير واحد فرووه عن
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع مفصولا.
ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=11824أبي الأشعث عن
بسرة أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=37420 "من مس ذكره فليتوضأ" قال فكان
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة يقول: "إذا مس رفغه أو أنثييه أو ذكره فليتوضأ" .
وذكر شيخنا أن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني زاد فيه ذكر الأنثيين من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج - أيضا - عن
هشام وهو كما قال، إلا أنه مدرج - أيضا - كما بينه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وكذا أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . وله طريقان آخران عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة مدرجان يستدرك بهما على
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أيضا.
[ ص: 831 ] 1- أحدهما: من طريق
محمد بن دينار عن
هشام عن أبيه عن
بسرة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=931330 "من مس رفغيه أو أنثييه أو ذكره، فلا يصلي حتى يتوضأ" .
2- ثانيهما: رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13260ابن شاهين في "كتاب" الأبواب عن
ابن أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13298ويحيى بن صاعد قالا: ثنا
محمد بن بشار : ثنا
عبد الأعلى ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه فذكر الحديث:
nindex.php?page=hadith&LINKID=931330 "إذا مس أحدكم ذكره أو أنثييه فليعد الوضوء" .
وسيأتي لفظه في النوع الثاني والعشرين إن شاء الله تعالى- ومما يدل على أنه لم يتقنه أن
nindex.php?page=showalam&ids=13260ابن شاهين رواه أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي (هـ) عن
nindex.php?page=showalam&ids=14296الدقيقي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة بلفظ:
[ ص: 832 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=908281 "إذا مس أحدكم ذكره أو قال فرجه أو قال أنثييه فليتوضأ" . فتردده يدل على أنه ما ضبطه.
وقد فصله
nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد وأيوب وغير واحد عن
هشام ، واقتصر على المرفوع منه فقط
nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري وتمام عشرين من الحفاظ. كما بينته في الكتاب المذكور ولله الحمد.
ومن أمثلته أيضا حديث: "ما عزت النية في الحديث إلا لشرفه" .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب من طريق
شبل بن عباد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - مرفوعا وبين أنه لا أصل له من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون دخل لبعض الرواة فيه إسناد في إسناد.
قلت: وأما
مدرج الإسناد فهو على خمسة أقسام:
1- أحدها: أن يكون المتن مختلف الإسناد بالنسبة إلى أفراد رواته، فيرويه راو واحد عنهم، فيحمل بعض رواياتهم على بعض ولا يميز بينها.
2- ثانيها: أن يكون المتن عند الراوي له بالإسناد إلا طرفا منه فإنه عنده بإسناد آخر، فيرويه بعضهم عنه تاما بالإسناد الأول.
3- ثالثها: أن يكون متنان مختلفي الإسناد، فيدرج بعض الرواة شيئا من أحدهما في الآخر، ولا يكون ذلك الشيء من رواية ذلك الراوي، ومن هذه الحيثية، فارق القسم الذي قبله.
وهذه الأقسام الثلاثة قد ذكرها
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح .
[ ص: 833 ] (وذكر مثلها عن
حميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله تعالى عنه - ).
إلا أن الأول قد يقع فيه إيهام وصل مرسل أو إيصال منقطع.
مثاله: ما رواه
عثمان بن عمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل عن
أبي إسحاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=12067أبي عبد الرحمن السلمي وعبد الله بن حلام عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه - قال:
خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بيت سودة رضي الله عنها فإذا امرأة على الطريق قد تشوفت ترجو أن يتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ..." الحديث.
وفيه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=100746 "إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه \، فليأت أهله فإن معها مثل الذي معها" .
فظاهر هذا السياق يوهم أن
أبا إسحاق رواه عن
أبي عبد الرحمن وعبد الله بن حلام جميعا عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه.
وليس كذلك، وإنما رواه
أبو إسحاق ، عن
أبي عبد الرحمن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا وعن
أبي إسحاق عن
عبد الله بن حلام ،
[ ص: 834 ] عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - متصلا بينه
عبيد الله بن موسى وقبيصة ومعاوية بن هشام عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري متصلا.
- رابعها: أن يكون المتن عند الراوي إلا طرفا منه فإنه لم يسمعه من شيخه فيه وإنما سمعه من واسطة بينه وبين شيخه، فيدرجه بعض الرواة عنه فلا تفصيل.
وهذا مما يشترك فيه الإدراج والتدليس.
مثال ذلك حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر ، عن
حميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله تعالى عنه - في قصة العرنيين وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=911358 "لو خرجتم إلى إبلنا فشربتم من ألبانها وأبوالها" . ولفظة: "وأبوالها" إنما سمعها
حميد من
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله تعالى عنه -.
بينه
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون nindex.php?page=showalam&ids=16893ومحمد بن أبي عدي nindex.php?page=showalam&ids=17070ومروان بن معاوية وآخرون.
[ ص: 835 ] كلهم يقول فيه: "فشربتم من ألبانها" قال
حميد : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله تعالى عنه "وأبوالها". فرواية
إسماعيل على هذا فيها إدراج وتسوية والله أعلم.
5- خامسها: أن لا يذكر المحدث متن الحديث، بل يسوق إسناده فقط، ثم يقطعه قاطع فيذكر كلاما فيظن بعض من سمعه أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد.
ومثاله: في قصة
ثابت بن موسى الزاهد مع
nindex.php?page=showalam&ids=16101شريك القاضي كما مثل به
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح لشبه الوضع، وجزم
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان بأنه من المدرج.
[ ص: 836 ] هذه أقسام مدرج الإسناد،
والطريق إلى معرفة كونه مدرجا أن تأتي رواية مفصلة للرواية المدرجة وتتقوى الرواية المفصلة، بأن يرويه بعض الرواة مقتصرا على إحدى الجملتين كما روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15903روح بن عبادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن
مطرف عن
عائشة رضي الله عنها قالت:
nindex.php?page=hadith&LINKID=20175إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده "سبوح \قدوس رب الملائكة والروح" .
ورواه أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب nindex.php?page=showalam&ids=16577وعفان بن مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة فبين أن قوله: "وسجوده" سمعه
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة من
هشام عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
ورواه أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=15578بهز بن أسد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، فلم يذكر سجوده.
وهكذا رواه جماعة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة مقتصرين على ذكر الركوع وهم:
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن [ ص: 837 ] زريع ،
nindex.php?page=showalam&ids=15409والنضر بن شميل ،
nindex.php?page=showalam&ids=16893وابن أبي عدي ،
وخالد بن الحارث ،
ويحيى بن سعيد ، وغيرهم.
قلت: رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة وهشام جميعا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ولم يذكر لفظه، لكنه عطفه على حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وحديث
سعيد فيه ذكر الركوع - أيضا - فلم يقع التفصيل في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم كما ينبغي.
وهذا مثال القسم الرابع الذي ذكرناه - أيضا - والله سبحانه وتعالى الموفق.