[اشتراط العدد لقبول الحديث لم يصرح به أحد من المحدثين:]
1 - قوله: (ع): (وكأن
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي رآه في كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14048أبي محمد الجويني ، فنبه على أنه لا يعرف عن أهل الحديث):
يعني
اشتراط العدد في الحديث المقبول بأن يرويه عدلان عن عدلين حتى يتصل السند مثنى مثنى برسول الله - صلى الله عليه وسلم - . انتهى.
وهذا إن كان الشيخ أراد بأنه لا يعرف التصريح به من أحد من أهل الحديث فصحيح، وإلا فذلك موجود في كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ في المدخل
[ ص: 239 ] وقد نقله عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي لما ذكر أن
الحديث الصحيح ينقسم أقساما وأعلاها شرط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ، وهي الدرجة الأولى من الصحيح، وهو أن يرويه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحابي زائل عنه اسم الجهالة، بأن يروي عنه تابعيان عدلان ثم يرويه عنه التابعي المشهور بالرواية عن الصحابة، وله راويان ثقتان، ثم يرويه عنه من أتباع التابعين حافظ متقن، وله رواة ثقات من الطبقة الرابعة، ثم يكون شيخ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أو
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم حافظا مشهورا بالعدالة في روايته، وله رواة، ثم يتداوله أهل الحديث بالقبول إلى وقتنا كالشهادة على الشهادة.
وقال في كتاب علوم الحديث له (وصفة الحديث الصحيح أن يرويه) ثم ساق نحو ذلك لكن لم يتعرض لعدد معين فيمن بعد التابعين.
[ ص: 240 ]
وقد فهم
nindex.php?page=showalam&ids=14065الحافظ أبو بكر الحازمي من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أنه ادعى أن
الشيخين لا يخرجان الحديث إذا انفرد به أحد الرواة ، فنقض عليه بغرائب الصحيحين.
الظاهر أن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم لم يرد ذلك وإنما أراد كل راو في الكتابين من الصحابة فمن بعدهم، يشترط أن يكون له راويان في الجملة، لا أنه يشترط أن يتفقا في رواية ذلك الحديث بعينه عنه، إلا أن قوله في آخر الكلام: ثم يتداوله أهل الحديث كالشهادة على الشهادة. إن أراد به تشبيه الرواية بالشهادة من كل وجه فيقوى اعتراض
nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي ، وإن أراد به تشبيهها بها في الاتصال والمشافهة، فقد ينتقض عليه بالإجازة،
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم قائل بصحتها.
وأظنه إنما أراد بهذا التشبيه أصل الاتصال (
والإجازة عند المحدثين لها حكم الاتصال ) - والله أعلم -
ولا شك أن الاعتراض عليه بما في علوم الحديث أشد من الاعتراض عليه بما في المدخل؛ لأنه جعل في المدخل هذا شرطا لأحاديث الصحيحين.
وفي العلوم جعله شرطا للصحيح في الجملة.
وقد جزم
أبو حفص الميانجي بزيادة على ما فهمه
nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم